CINDY CHAO: ابتكاراتي امتداد لذاتي ولشخصيّتي

‏لا شكّ في أنّ علامة Cindy Chao The Art Jewel لها مكانة مهمّة ومرموقة في عالم الموضة، فهي تتميّز بإبداعاتها المكلّلة بمهارات عالية وبتصاميمها الاستثنائيّة التي تحبس الأنفاس. Cindy تختار أكثر الأحجار الكريمة ندرة لكي تصمّم بها أرقى القطع، وهذا الشغف للابتكارات الفريدة ولد منذ الصغر، وتحوّل من عالم الهندسة إلى عالم المجوهرات. اكتشفي معنا تفاصيل عمل هذه المصمّمة التايوانيّة المبدعة وآليّة ابتكارها للتصاميم.

 

كيف اكتشفت شغفك بتصميم المجوهرات؟

منذ صغري حلمت بأن أصبح مهندسة مثل جدّي، وعندما قرّرت أن أتابع دراستي في نيويورك، اخترت التخصّص في مجال الهندسة. لكنّ والدتي شجّعتني على استخدام موهبتي الإبداعيّة في مهنة أكثر أنوثة. لذا، بدلاً من العمل في الحجر والخشب، اخترت الأحجار الكريمة والمعادن. وقد اكتشفت بالفعل أنّه ثمّة قواسم مشتركة بين الهندسة وتصميم المجوهرات. وبما أنّني نشأت بين المهندسين، كان جميع من حولي يتحدّثون عن الألوان والبنية والطبقات والمساحة والأضواء والتعاريج... كلّها عبارات موجودة أيضاً في عالم المجوهرات الذي لا يكفّ عن إبهاري يوماً بعد يوم.

وعندما تعلّمت تقنيّة نحت الشموع القديمة، أدركت أنّني أستطيع أن أستخدم شغفي بالهندسة في تصميم المجوهرات. فقد مكّنتني هذه التقنيّة من ابتكار منحوتات صغيرة جدّاً تماماً كما ينشئ المهندسون المباني. وعلى الرغم من أنّني أستخدم وسائل مختلفة لترجمة إبداعي، أتشارك الشغف والأساس نفسه مع والدي وجدّي وهكذا أحافظ على إرث العائلة.

هل تعتبرين نفسك فنّانة أو مصمّمة مجوهرات؟

يتمّ التفريق بين المصمّم والفنّان على أساس معايير موضوعيّة ومن بينها الأداء الوظيفي. المصمّمون يبتكرون تصاميم مفيدة أو منتجات جديدة مصمّمة للاستخدام اليومي. وبالمقابل، يقدّم الفنّانون بحسب Andy Warhol ابتكارات غير ضروريّة للإنسان. هي تضفي حتماً السعادة إلى حياته ولكنّها ليست ابتكارات لا يمكنه أن يستغني عنها.

أمّا أنا فعندما أبتكر، أستوحي من مصدر معيّن وأحرص على أن تتمتّع قطعي بجانب من الكمال الفنّي. فأنا أدقّق كثيراً بالتفاصيل الصغيرة وأهتمّ بالحرفيّة والفنّ. وهذه ليست عمليّة يقودها الأداء الوظيفي فمحورها هو الابتكار الذي يترجم أسلوبي وشخصيّتي كفنّانة.

تصاميمك ليست مجرّد مجوهرات بل تُعتبر أيضاً تحفاً فنيّة، فما السرّ في ذلك؟

كَوني فنّانة في عالم المجوهرات، أصمّم قطعاً فنيّة تتزيّن بها المرأة، أترجم فيها أحاسيسي ولحظات عشتها في حياتي. ولكي أظهر هذا الجانب الشخصي في تصاميمي، ألجأ إلى الصناعة اليدويّة التي تزيد مجوهراتي تميّزاً. لهذا السبب كل قطعة من ابتكاراتي فريدة من نوعها وتخبر قصّة مختلفة عن غيرها. بالتالي، يمكن وصف قطعي بأنّها امتداد لذاتي ولشخصيّتي فهي تجسّد روحي وتترجم العالم الذي نعيش فيه.

هلا تخبرينا عن مجموعتك الجديدة من البروش Dragonfly Brooch Collection؟

لليعسوب دلالات ورموز مختلفة في الثقافات والحضارات. ففي الصين القديمة يرمز إلى الازدهار والانسجام والحظّ، وقد ربط بعض الشعراء هذه الحشرة بالحبّ والأناقة والأنوثة. أمّا بالنسبة إلى اليابانيّين، فهو رمز الفرح والولادة الجديدة ورمز القوّة والرشاقة والنصر في ثقافة الساموراي. من جهته، يعتبر شعب المايا أنّ هذه الحشرة ترمز إلى إلهة الإبداع. ومع كل تلك المعاني والرموز، من البديهي أن يشكّل اليعسوب مصدر وحي وإعجاب للكثير من الفنّانين في حقبة الفنّ الحديث.

ويشكّل التصميمان الجديدان من البروش ثمرة 6 سنوات من الدراسات والتحضير. وإلى جانب كل الدلالات التي يرمز إليها اليعسوب من أناقة ورشاقة وسرعة، أردت أن أضيف لمستي الخاصّة أيضاً على هذه الحشرة الساحرة. وبعدما راقبت آلاف اليعاسيب رأيت فيها أخيراً صفتين متناقضتين هما الصلابة والخفّة في الوقت نفسه.

ومن أجل ابتكار تصميمَي البروش بدأت أوّلاً بمنحوتة من الشمع أعدت تصميمها عشرات المرّات. فقد كرّست ساعات طويلة من وقتي لأبتكر تصميمين يعكسان تماماً أسلوب Cindy Chao، فكل خطّ فيهما يترجم تجارب حياتي ومشاعري. ويتميّز البروش الأوّل The Conch Pearl Dragonfly بجانب طبيعي جدّاً ومفعم بالنشاط والحيويّة كما يجسّد روح الشباب، وأظنّ أنّني أبيّن من خلال هذه القطعة رغبتي في الحفاظ على روح الشباب فيّ واكتشاف المجهول، كما أنّني أحافظ على قيمي في الوقت نفسه.

أمّا بروش Emerald Dragonfly، فيعكس هذه الحشرة التي ناضلت وكافحت من أجل التقدّم على الرغم من سوء حالة الطقس. ويذكّرني هذا المشهد بكل الجهود التي بذلتها خلال السنوات الفائتة لأصل إلى هنا. فقد واجهت يوميّاً تحدّيات كثيرة لكنّني لم أستسلم قطّ، بل اخترت دائماً أن أتخطّى كل شيء وأستمرّ في التقدّم بطريقة أنيقة وسريعة تماماً مثل اليعسوب.

أدخلينا في تفاصيل مجموعتك الأخيرة.

تضمّ المجموعة تصاميم متنوّعة من خواتم وأساور وأقراط، استخدمت فيها أكثر الأحجار الكريمة ندرة من كل أصقاع العالم وأتت مستوحاة من عبق موسم الشتاء بمختلف تفاصيله.

أيّ من تصاميمك هي المفضّلة لديك؟

من المجموعة الأخيرة، أحبّ تصميمَي البروش Winter Leaves من خطّ Black Label Masterpiece VIII. فقد ابتكرت هذين التصميمين للاحتفال بمرور 10 سنوات على إطلاق Winter Choker

وWinter Bangle من مجموعة Four Seasons في مزاد Christie’s New York العلني. وقد كان هذا المزاد بمثابة انطلاقتي على الساحة العالميّة ومنذئذٍ تُفتح آفاق جديدة أمامي في الأسواق العالميّة.

يستغرقك ابتكار قطعة واحدة أحياناً حوالى السنتين. لمَ تحتاجين إلى كل هذا الوقت؟

يشكّل ابتكار تحفة فنيّة من المجوهرات عمليّة طويلة تبدأ أوّلاً بنحت الشمع ثمّ اختيار الأحجار وصبّ التصميم في القالب فالعمل على المعدن. ولكل مرحلة من عمليّة التصميم معايير خاصّة يجب احترامها. وهذه العمليّة تتطلّب وقتاً طويلاً لترجمة الفكرة إلى الواقع.

فكل قطعة من مجوهرات Cindy Chao هي تحفة فنيّة تجسّد الإبداع والحرفيّة. وعندما ترى المرأة هذه المجوهرات، تدرك فوراً أنّها من تصميمي. لا أتمنّى سوى أن تستمتع كل سيّدة تقتني قطعة من تصاميمي بقيمتها الفنيّة وحرفيّتها الهائلة.

إذا كان على المرأة أن تختار قطعة واحدة من تصاميمك، بأيّ واحدة تنصحينها؟

كوني امرأة مبتكرة، أنصح السيّدة دائماً بأن تختار القطعة التي تفضّلها. كل شخص يتميّز عن الآخر بذوقه وأسلوبه، وأظنّ أنّ قطعة المجوهرات التي ستفضّلها المرأة ستكون

الأنسب لها.

ما هي النصائح التي تسدينها لكل مصمّمة صاعدة؟

قد يبدو كلامي مبتذلاً لكنّني أظنّ فعلاً أنّ الاجتهاد والمثابرة يؤدّيان إلى النجاح. فعندما يضع المرء كل جهده في كل خطوة يقوم بها لإنجاح عمله وعندما يتحدّى نفسه في العمل، سينجح حتماً في نهاية المطاف.

ما هي الخطوة التالية بالنسبة إليك؟

برأيي، يجب ألّا يقوم الفنّان بالتصميم لهدف معيّن بل أن يركّز على الابتكار بحدّ ذاته من خلال اكتشاف الذات. لذا، أودّ أن أسعى إلى الكمال في ابتكاراتي لتتفوّق كل قطعة من تصاميمي على ما قبلها من حيث الحرفيّة والجانب الفنّي. كما أنّني أبحث دائماً عن طرق أكثر إبداعاً لابتكار مجوهرات فريدة تتميّز بجانبها الفنّي الاستثنائي.

اقرئي أيضاً: تانيا أشرف: الخبرة التي أكتسبها لا تقدّر بثمن، ديور: أسلوب آسر وأنيق، نيكولا جبران: أمزج التفاصيل الغربيّة والشرقيّة بطريقة صحيحة

 
شارك