مصمّمون عالميّون نرفع لهم القبّعة

صحيح أنّ عالم الموضة في تغيّر مستمرّ، إلا أنّ مصمّمين كثيرين أثبتوا على مدى سنوات أنّهم أرقام صعبة في المعادلة. لذا، وبالتزامن مع عيد «هيا» العاشر، اخترنا 10 منهم لنحتفي بإنجازاتهم ونلقي الضوء على أهمّ المراحل في مسيرتهم المهنيّة.

اقرئي: ساعة اليد جوهرة أم آلة لتحديد الوقت؟

‏GIORGIO ARMANI

من دراسة الطبّ إلى عالم الأقمشة، نقلة نوعيّة خوّلت Giorgio Armani أن يصير أحد أهمّ مصمّمي الأزياء في عصرنا الحالي. خطف الأضواء في العام 1975 عندما أسّس داره الخاصة فأطلق أوّل مجموعة ملابس رجاليّة جاهزة لاقت نجاحاً، تلتها في العام نفسه مجموعة أزياء نسائيّة، ثمّ توالت النجاحات ليصل اسم Armani إلى معظم عواصم الموضة الأوروبيّة. وفي العام 1981، أطلق خطّ Emporio Armani للألبسة الجاهزة وباشر بصناعة الملابس الخاصّة بالأطفال والأكسسوارات والنظّارات الشمسيّة والعطور ومستحضرات التجميل.

توسيع المملكة

في مرحلة لاحقة، وسّع Armani نطاق أعماله لتشمل الأثاث والديكور كما افتتح فنادق ومنتجعات ومقاهٍ جذبت محبّي ومحبّات الترف من كل بقاع العالم. يتمتّع Armani بأسلوبه الخاص الذي يميّزه عن باقي المصمّمين ويركّز على القصّات الكلاسيكيّة التي تعبر من زمن إلى آخر.

‏HEDI SLIMANE

يحمل Hedi Slimane روح الشباب والتغيير في داخله، والده تونسي ووالدته إيطاليّة وقد نشأ في باريس، أي أنّه عاش بين ثلاث ثقافات مختلفة منذ صغره. تجلّى ميله إلى عالم الأزياء في سنوات شبابه، فدخل دار Yves Saint Laurent واستطاع إثبات نفسه سريعاً ليصير المسؤول عن الأزياء الرجاليّة. وعلى الرغم من أنّ Slimane حقّق نجاحاً كبيراً في الدار الفرنسيّة، فضّل الانتقال في العام 2001 إلى دار Christian Dior فصار المدير الإبداعي لخطّ الأزياء الرجاليّة وابتكر قصّات أحدثت ثورة في عالم الموضة الرجاليّة، إذ لم تعد السراويل والسترات الضيّقة حكراً على النساء بل امتدّت لتشمل الشبّان وحتى الكهول، كما أبدع أيضاً في ابتكار ربطات العنق الرفيعة والقصيرة. وفي العام 2012، عاد Slimane إلى دار Yves Saint Laurent وبات المدير الفنّي للدار فغيّر اسمها ليصير Saint Laurent Paris ونقل حسّه الثائر والمبدع إلى الأزياء النسائيّة، فكانت امرأته أنيقة تتحوّل أزياؤها من صباحيّة إلى مسائيّة بخطوات بسيطة جدّاً، وها هو اليوم يستعدّ لإكمال مسيرته مع دار Céline بعد أن تمّ تعيينه مديراً فنيّاً وإبداعيّاً لها ومن المتوقّع أن يترك بصمته الإيجابيّة فيها.

‏KARL LAGERFELD

على مدى أكثر من 50 عاماً، أثار هذا المصمّم دهشة العالم، هو Karl Lagerfeld الذي أثرى مجالات الموضة والتصوير والكتابة والإخراج ولا يزال حتى اليوم.

من عالم الرسم

بعد أن كان مأخوذاً بعالم الرسم، أعجب الشاب الألماني اليافع بالخطوط الباريسيّة في عالم الأزياء، فعمل كمساعد للمصمّم الشهير Pierre Balmain في العام 1955، ثم استقلّ في مهنته فبدأت أفكاره الاستثنائيّة بالتجلّي في أزياء رائعة لاقت سريعاً إعجاب الأوساط الباريسيّة الراقية. تعاون مع دار Chloé الفرنسيّة، ثمّ عمل مع دار Fendi الإيطاليّة في العام 1965 فاستطاع أن يغيّر النظرة السائدة عن الفرو، ويحوّله إلى قطع ملابس أكثر بساطة وعصريّة، ولا يزال حتى اليوم مستمرّاً مع Fendi يبتكر كل موسم أزياء لا تتكرّر.

اقرئي: KNOT BELT لخصر أنحف وأنوثة لا تقاوم

رجل CHANEL

انضمّ Lagerfeld إلى دار Chanel في العام 1983، فأخذها إلى مزيد من النجاحات وأبدع تصاميم لا تُنسى. ولم تقتصر ابتكارات المصمّم الألماني على الملابس الراقية والجاهزة، بل وسّع نطاقها لتشمل مجال الأكسسوارات فقدّم الحقائب والساعات والنظّارات الشمسيّة، ثمّ دخل عالم العطور.

‏TOM FORD

عيناه تضجّان بالحيويّة، هو رجل نشيط لا يعرف التعب، امتلك طموحاً كبيراً وتمكّن من تحقيقه، إنّه المصمّم الأميركي Tom Ford الذي لم يقتصر نطاق عمله على تصميم الملابس بل وصل إلى عالم الأكسسوارات والعطور ومستحضرات التجميل، فبنى في سنّ الـ56 عاماً مملكة تعود عليه بملايين الدولارات وبشهرة عالميّة.

إبداع متواصل

لم يكن العثور على عمل في مجال الأزياء أمراً سهلاً، إلّا أنّ إصرار Ford وإرادته القويّة مكّناه من ذلك، لتتحقّق نقلته النوعيّة في أوروبا، حيث شغل منصب مصمّم خطّ الأزياء النسائيّة الجاهزة لدى دار Gucci العريقة، فقدّم السروال الضيّق ذا الخصر المنخفض وقميص الساتان الأنثوي والجزمة البرّاقة. بعدها، تولّى منصب المدير الإبداعي في دار Yves Saint Laurent في العام 2000 ليبتكر خطوط الموضة فيها بالتزامن مع عمله في Gucci.

دار خاصة

في العام 2005، افتتح المصمّم الأميركي الدار الخاصة به، كما دخل عالم مستحضرات التجميل والعطور وقدّم أجملها وأكثرها جودة، فلاقى النجاح في كل عمل ابتكره.

‏DIANE VON FURSTENBERG

تحمل علامتها اسمها نفسه: Diane Von Furstenberg أو DVF، هي من أقوى وأذكى النساء في تصميم الأزياء والأكسسوارات والعطور. حصلت على لقب «أميرة» بعد زواجها من الأمير الألماني Egon Von Furstenberg، لتفقده بعد فترة إثر طلاقها، إلّا أنّها ظلّت أميرة بنظر محبّاتها من النساء وهنّ كثيرات.

البداية من نيويورك

انطلقت Diane من أسبوع الموضة في نيويورك فقدّمت تصاميم أنثويّة وناعمة وتجلّت بصمتها في عالم الأزياء من خلال الفستان الملتفّ أو الـWrap Dress الذي ظهر في العام 1974 ولاقى نجاحاً بين ملايين النساء لا سيّما أنّه أضفى على الإطلالة أناقة لا مثيل لها، وقد عاد هذا الفستان إلى الواجهة في مواسم لاحقة ولا يزال حتى اليوم محطّ أنظار مئات النساء. بالإضافة إلى ذلك، قدّمت المصمّمة إبداعات عديدة خوّلتها أن تكون رئيسة مجلس مصمّمي الأزياء في أميركا، كما نالت عدداً كبيراً من التكريمات وقامت بنشاطات إنسانيّة وخيريّة كثيرة.

اقرئي: OLLIA TZARINA ملكة موضة الفرو

‏MIUCCIA PRADA

ولدت Miuccia في أسرة تعمل في بيع المنتجات الجلديّة ولكنّها لم ترغب في دخول هذا المجال، فدرست العلوم السياسيّة وحازت على شهادة الدكتوراه، إلّا أنّها لم تلبث أن خضعت لرغبة والديها وعادت لتتولّى إدارة متجر الجلود. بعدها، تعرّفت إلى Patrizio Bertelli الذي امتلك هو الآخر متجر جلد، ومعه انطلقت نحو مجال جديد هو تصميم الأحذية ليصير زوجها في مرحلة لاحقة. وهكذا، بدأت موهبة الشابّة الإيطاليّة بالبروز فتجلّت قدرتها على الإبداع والابتكار سريعاً، وأصبحت تصمّم الحقائب والملابس لتؤسّس في العام 1988 دار الأزياء الخاصة بها وتقدّم بعدها مجموعة للأزياء الجاهزة ويصبح اسمها معروفاً في إيطاليا ثمّ في أوروبا.

تصاميم عصريّة

في العام 1993، أسّست Miuccia علامة Miu Miu للأزياء والأكسسوارات العصريّة، مع العلم أن معظم القطع التي قدّمتها المصمّمة الإيطاليّة كانت مبتكرة وفريدة من نوعها تحاكي النساء القويّات الراغبات في إحداث أثر في مجتمعاتهنّ. وحازت Miuccia على جوائز كثيرة منها جائزة مصمّم العام سنة 1994 وأوّل جائزة لأفضل مصمّم عالمي تمّ تنظيمها كجزء من حفل توزيع جوائز الموضة البريطانيّة في العام 2014.

‏CAROLINA HERRERA

عاشت الرقي والأرستقراطيّة طوال حياتها، وأرادت أن تنقل الشعور بالفخامة إلى كل نساء العالم فاتّجهت نحو تصميم الأزياء، إنّها المصمّمة الفنزويليّة Carolina Herrera التي ارتبط اسمها بالأميرات والملكات في العالم والتي اهتمّت بإطلالات Jacqueline Kennedy لمدّة 12 سنة. أطلقت Herrera دارها الخاصة في العام 1981 في نيويورك وقدّمت مجموعات عدّة وسرعان ما لاقت تصاميمها النجاح، لا سيّما أنّها أبرزت أنوثة المرأة وجاذبيّتها وأعطتها طابعاً غامضاً. كما أطلقت Carolina خطاً للملابس الجاهزة وحقّقت نجاحاً كبيراً في مجال العطور.

جوائز وتكريمات

من جهة ثانية، حصلت المصمّمة على جائزة المركز الدولي للتميّز في نيويورك، كما منحها الملك خوان كارلوس الأوّل الميداليّة الإسبانيّة الذهبيّة في الفنون الجميلة، وهي سفيرة للنوايا الحسنة وتعمل على عدد من القضايا البيئيّة والإنسانيّة.

‏DONATELLA VERSACE

هل تنتقل الموهبة بالوراثة؟ حتى الآن، لم يتمكّن العلماء من الإجابة على هذا السؤال، ولكنّ الأكيد هو أنّ موهبة مصمّمة الأزياء Donatella Versace وازت موهبة شقيقها الراحل Gianni مؤسّس دار Versace، فقد تمكّنت من الحفاظ على مكانة أهمّ دور أزياء إيطاليّة بعد وفاته.

إلى عالم الفنادق

عملت Donatella منذ العام 1979 كمساعدة لأخيها Gianni ثم باتت مسؤولة عن قسم العلاقات العامة وأشرفت على نجاح العديد من عروض الأزياء ووقفت إلى جانب أخيها محاولة انتشاله من مشاكله إلى أن فقدته في العام 1997. وسرعان ما تخطّت Donatella حزنها وأدارت الدار بعد أن ورثت 20% من أسهمها وصارت مديرتها الإبداعيّة. ومن خلال شبكة علاقاتها العامة، جذبت Versace المشاهير إلى تصاميمها وقدّمت أزياء ثوريّة ومميّزة غلب عليها الطابع الحديث، ولم ينحصر عملها بالملابس بل دخلت مجال تصميم الأكسسوارات وقطع الأثاث الراقية، كما أنشأت فنادق تحمل اسم العلامة.

‏MICHAEL KORS

سحرت حقائب Michael Kors النساء جميعهنّ فتصاميمه فريدة ولا تشبه غيرها، ولكن كيف وصل الرجل الخمسيني إلى العالميّة في وقت قصير نسبيّاً؟ استهوى عالم الأزياء Michael منذ الطفولة،  لا سيّما أنّ والدته كانت عارضة أزياء، وفي العام 1981 أطلق مجموعته النسائيّة الأولى فلفت أنظار متابعي الموضة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، وبدأت أعماله تباع في أشهر المحال التجاريّة. وفي العام 1984، أقام أوّل عرض أزياء له، ثمّ أطلق مجموعة أحذية لاقت النجاح ليخوض مجال الأكسسوارات أيضاً ويبدع في تصميم الحقائب، كما دخل عالم العطور ومجال الألبسة الرجاليّة وحقّق فيهما نجاحاً عالميّاً، وشهدنا نجاحه أيضاً في عالم الملابس الرياضيّة وملابس البحر والنظّارات والساعات. وبعد أن ذاع صيته خارج الحدود الأميركيّة، تولّى المصمّم الأميركي منصب المدير الفنّي في دار Céline من العام 1997 حتى العام 2002 ورأيناه كأحد الحكّام في البرنامج التلفزيوني Project Runway. بالإضافة إلى ذلك، له العديد من الأعمال والمشاريع الإنسانيّة والخيريّة.

اقرئي: 5 استراتيجيات جديدة في العام 2018 في عالم الموضة… اكتشفيها!

‏MARC JACOBS

هو من المصمّمين الشبّان الذين يمنحون الأمل لهواة التصميم، فبفضل إرادته ورغبته في تحقيق النجاح في المجال الذي يحبّه، استطاع Marc Jacobs الوصول إلى القمّة. أحبّ Marc تصميم الأزياء منذ طفولته وتخرّج من مدرسة الفنون وتصميم الأزياء في العام 1981، وحصل كطالب تصميم أزياء على العديد من الجوائز والتكريمات على أعماله الجريئة والجديدة حتى صمّم في العام 1986 مجموعته الأولى فأبصرت علامة Marc Jacobs النور. عمل المصمّم الأميركي فترة مع دار Louis Vuitton وحقّق فيها نجاحات لافتة منذ العام 1997 وحتى العام 2004، كما أطلق أيضاً علامته الثانويّة Marc by Marc Jacobs ودخل مجال تصميم الأكسسوارات والملابس الرجاليّة وكانت له تجربة ناجحة في مجال مستحضرات التجميل والعطور، كما قدّم في العام 2007 مجموعة كاملة للأطفال واليوم لديه أكثر من 200 متجر في حوالى 80 بلداً حول العالم.

 
شارك