عارضة الأزياء المحجبة حليمة إيدن: من اللجوء إلى المنصات
هل قرأت يوماً قصة عارضة الأزياء حليمة إيدن؟ فهي تستحق الاهتمام لأنها تمكنت من تخطي ظروفها الحياتية الصعبة لتصل إلى منصات عروض الأزياء وغلافات المجلات العالمية وتحقق شهرة كبيرة في الولايات المتحدة الأميركية والعالم.
اقرئي: DEMI MOORE…أيقونة التسعينات الفاتنة
من اللجوء إلى مسابقة ملكة الجمال
ولدت حليمة إيدن، صومالية الأصل، في مخيم للاجئين في كينيا. وكانت في الـ7 من عمرها عندما انتقلت برفقة والدتها الحامل وشقيقتها الكبرى إلى مركز للرعاية في مدينة سانت لويس في الولايات المتحدة الأميركية.
وقد وصفت هذه التجربة في حديث إلى صحيفة Le Monde الفرنسية وقالت: "كان المركز شبيهاً إلى حدّ كبير جداً بمراكز موجودة في كينيا. كان مكاناً للجريمة ولم أكن أفهم أيّ شيء في المدرسة وأشعر بأنني صماء وبكماء".
لكن المعاناة لم تنته مع توجه الأسرة للإقامة في مينيسوتا. وهناك بدأت حليمة تتعلم اللغة الإنكليزية وتتلقى التعليم الديني في عطلة نهاية الأسبوع. إلا أنها واجهت التمييز العنصري في المدرسة. وعن ذلك قالت: "كانت لدي صديقات مسلماتيردن ممارسة الرياضة. ولكن لم يكن بإمكانهنّ فعل ذلك بسبب عدم قدرتهنّ على ارتداء السروال القصير أو الشورت. وفي ذلك الحين فكرت في المشاركة في مسابقة ملكة جمال ميسنيسوتا".
اقرئي: EVA PERÓN سيّدة الأرجنتين الأولى التي شغلت العالم
حدث ذلك في نوفمبر 2016. وقد فوجئت بأنه تم قبولها على الرغم من أنها أرسلت صورها مرتدية الحجاب. وهكذا وقفت إلى جانب المشتركاتوسارت على المنصة بالبوركيني. وقالت لموقع Today: "أردت من خلال المشاركة في المسابقة أن أقول للنساء المسلمات إنّه يمكنهنّ مواجهة التحدي من دون التخلي عن مبادئهن".
المواجهة
شكلت تلك المشاركة نقطة انطلاق جديدة لها بحيث تحولت إلى رمز لخرق الأحكام المسبقة. كما أصبحت محط أنظار دور الأزياء الشهيرة. وهذا ما عبرت عنه بقولها: "بالفعل نحتاج إلى مسلمات يحققن النجاح في الجامعات ويشغلن مناصب رفيعة في الشركات. ولكن يجب أن يكون لدينا مثال أعلى نحتذي به. والفتيات الشابات لا يبحثن عبر محرك غوغل عن كبار أصحاب الأعمال بل عن عارضات الأزياء".
اقرئي: البلوزة الإسبانية من التراث إلى المنصّات
وهكذا بدأت حليمة بالظهور على المنصات بحجابها الذي التزمت بارتدائه منذ كانت في الثامنة من عمرها وعرضت أزياء أبرز العلامات مثل Max Mara.
ومن خلال متابعة صفحتها على تطبيق الصور إنستغرام يلاحظ أن حليمة تقدم مفهوماً جديداً للمرأة المحجبة ولعارضة الأزياء في الوقت نفسه. فقد أثبتت أنه يمكن التعبير عن الأناقة من خلال الاحتشام.