أخبار

اصل القهوة العربية… من أين بدأت الحكاية؟

اصل القهوة العربية... من أين بدأت الحكاية؟
نوفمبر 19, 2025
إعداد: منال أيوب

يعد اصل القهوة العربية من المواضيع التي تشغل الكثير من المهتمين بالتراث العربي، فهذه القهوة ليست مجرد مشروب يومي، بل رمز متجذر في تاريخ الشعوب العربية وعاداتها الأصيلة. على مرّ القرون أصبحت القهوة جزءًا من الضيافة العربية، ودلالة على الكرم والاحترام، مما يجعل فهم اصل القهوة العربية أمرًا يفتح نافذة على حضارة غنية وذات طابع مميز.

البدايات الأولى لاكتشاف القهوة


تروي المصادر التاريخية أن اصل القهوة العربية يعود إلى منطقة القرن الإفريقي أو شبه الجزيرة الصومالية، وخاصة إثيوبيا، حيث يعتقد أن القهوة اكتُشفت لأول مرة بعد ملاحظة تأثيرها المنبه على الماعز عندما كانت تتناول ثمار شجرة البن. ومن هذه الأراضي انتقل البن عبر طرق التجارة القديمة إلى اليمن، التي لعبت دورًا مهمًا في تحويل القهوة من مجرد نبات إلى مشروب يحمل قيمة ثقافية وروحية.

القهوة العربية الشهية

انتقال القهوة إلى الجزيرة العربية


في اليمن بالتحديد نشأت أول ثقافة مرتبطة بشرب القهوة، وهنا بدأ يتشكل فعليًا اصل القهوة العربية الذي نعرفه اليوم. فقد كان اليمنيون أول من غلى حبوب البن وشربوا مستخلصها الساخن، وفي المدن اليمنية القديمة مثل المخا وصنعاء ازدهرت تجارة القهوة، وانتشرت منها إلى بقية الجزيرة العربية.

إقرئي أيضاً: هل القهوة تثبت الوزن؟

القهوة العربية والهوية الثقافية


مع مرور الزمن أصبحت القهوة رمزًا يوميًا حاضرًا في مجالس العرب. تطورت طريقتها الخاصة في التحضير، وأضيفت إليها التوابل مثل الهيل والزعفران، لتصبح مشروبًا له طابع مختلف عن باقي أنواع القهوة حول العالم. وهنا بدأ يظهر بوضوح تأثير اصل القهوة العربية في تشكيل طقوس الضيافة التي تُعرف بالكرم العربي.
القهوة العربية ليست مجرد مشروب يتناوله الفرد لزيادة التركيز، بل تحمل قيمة اجتماعية عالية، إذ تُقدم في كل المناسبات، وتعكس مدى الاهتمام بالضيف وتقديره.

أداة تقليدية لتحضير القهوة العربية

أهمية اليمن في ترسيخ مكانة القهوة


لا يمكن الحديث عن اصل القهوة العربية دون الإشارة إلى المكانة التاريخية لمدينة المخا، التي كانت مركزًا عالميًا لتصدير أجود أنواع البن. ومن اسمها اشتُقّت كلمة “موكا” المنتشرة عالميًا، مما يدل على مدى تأثير العرب في نشر القهوة إلى أوروبا ثم إلى بقية العالم.
كما ساهم التجار اليمنيون في نشر حب القهوة وأساليب تحضيرها، حتى أصبحت جزءًا مهمًا من حياة الناس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

انتشار القهوة العربية إلى العالم


مع توسع العلاقات التجارية، انتقلت القهوة من الموانئ العربية إلى الإمبراطورية العثمانية، ومنها إلى أوروبا. ورغم أن طرق التحضير تغيّرت مع انتشارها حول العالم، بقي اصل القهوة العربية حاضرًا كمرجع أساسي لما يعرف اليوم بثقافة القهوة.
تطورت المقاهي في أوروبا، وبدأ الناس يعتبرونها مراكز للقاء والقراءة والنقاش، لكنها في الأساس مستوحاة من الجلسات العربية التي كانت تجمع الناس حول الدلة والفناجين الصغيرة.

القهوة بأجمل حلة

القهوة العربية في العصر الحديث


اليوم، ما زالت القهوة العربية جزءًا لا يتجزأ من الهوية العربية. وعلى الرغم من ظهور أنواع جديدة من القهوة المستوردة، إلا أن اصل القهوة العربية يبقى الأساس الذي تستند إليه طرق التحضير التقليدية. كما تحرص العائلات العربية على تقديم القهوة في المناسبات، ما يعكس استمرار هذا الإرث العريق عبر الأجيال.
حتى في الفنادق والمناسبات الكبرى، تظل القهوة العربية رمزًا للأصالة، ولا تزال تُقدّم بنفس الطقوس الموروثة التي تشير إلى احترام الضيف والترحيب به.

ختامًا، يظهر لنا أن اصل القهوة العربية ليس مجرد قصة عن مشروب شعبي، بل هو تاريخ طويل يعكس الثقافة العربية وعمقها. فمن إثيوبيا إلى اليمن، ومن الجزيرة العربية إلى العالم، أخذت القهوة مكانتها كجزء من تراث لا يزول، وما زالت تحتفظ بدورها الاجتماعي والثقافي حتى يومنا هذا.

إقرئي أيضاً: فوائد قشر القهوة للدورة ونصائح للتخفيف من الاعراض المزعجة!

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية