تُعتبر الحجامة من أقدم وسائل العلاج البديل في الطب النبوي والتقليدي، وقد لاقت رواجًا واسعًا في السنوات الأخيرة، نظرًا لفوائدها العديدة في تنشيط الدورة الدموية، وتخفيف الآلام، وتقوية الجهاز المناعي. إلا أن تأثير الحجامة لا يقتصر على الجلسة نفسها، بل يمتد إلى ما بعدها، وهو ما يدفع المختصين إلى التشديد على المحظورات بعد الحجامة، التي يجب على الشخص الالتزام بها لضمان تحقيق الفائدة وتجنّب الضرر.
عندما تُجرى الحجامة، سواء كانت جافة أو رطبة (بالدم)، فإن الجسم يدخل في حالة استجابة فسيولوجية تهدف إلى التخلص من السموم، وتحفيز عملية الشفاء الذاتي. خلال هذه الفترة، يكون الجسم في حالة من الانفتاح والحساسية، لذلك فإن المحظورات بعد الحجامة ليست مجرد تعليمات تقليدية، بل ضرورات صحية تُبنى على فهم طبي دقيق.
الإخلال بهذه التعليمات قد يؤدي إلى آثار سلبية مثل الصداع، التعب، الالتهاب، أو ضعف تأثير الحجامة.

1. الامتناع عن تناول الأطعمة الدسمة
من أبرز المحظورات بعد الحجامة تناول الأطعمة الدهنية أو الغنية بالتوابل بعد الجلسة مباشرة، وخاصة الوجبات السريعة أو المقليات. هذه الأطعمة تُرهق الكبد وتزيد من تراكم السموم، في وقت يسعى فيه الجسم للتنقية والتخلص من الفضلات.
يُنصح باتباع نظام غذائي خفيف لمدة 24 ساعة بعد الحجامة، مثل الخضروات المطبوخة، الفواكه الطازجة، والشوربات الصحية.

2. تجنّب المجهود البدني الشديد
من المحظورات بعد الحجامة أيضًا ممارسة الرياضة الشاقة أو الأعمال البدنية المتعبة خلال اليوم الأول من الجلسة. وذلك لأن الجسم يكون في حالة استرخاء وإعادة توازن، وقد يؤدي المجهود المفرط إلى إرهاق الجهاز العصبي والعضلي.
بدلاً من ذلك، يُنصح بالراحة، والنوم الجيد، وشرب كميات وفيرة من الماء للمساعدة في التخلص من السموم التي تم تحفيز خروجها.
3. الابتعاد عن العلاقة الزوجية في نفس اليوم
من الأمور التي يجهلها البعض أن العلاقة الحميمة تُعد من المحظورات بعد الحجامة لمدة لا تقل عن 12 إلى 24 ساعة. والسبب في ذلك أن العلاقة الزوجية تتطلب مجهودًا بدنيًا، وتؤثر على التوازن الحيوي والطاقة الداخلية التي يحاول الجسم إعادة تنظيمها بعد الحجامة.
الالتزام بهذا التحذير يساعد في تسريع الاستفادة من الجلسة وتعزيز الشعور بالراحة والصفاء.
إقرئي أيضاً: ما هي اعراض فتق البطن؟

4. الاستحمام مباشرة بعد الحجامة
من الأخطاء الشائعة الاستحمام بالماء البارد أو الساخن بعد جلسة الحجامة، وهو أمر يُصنف بوضوح ضمن المحظورات بعد الحجامة. الجلد يكون في حالة مفتوحة ومرهفة بعد إخراج الدم، وأي تغير مفاجئ في درجة الحرارة قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل الرشح، أو التهاب الجلد، أو حتى الدوخة.
لذلك يُنصح بالانتظار من 12 إلى 24 ساعة قبل الاستحمام، وإذا لزم الأمر يمكن تنظيف الجسم باستخدام منشفة دافئة دون لمس مواضع الحجامة.

5. تناول الحليب ومشتقاته مباشرة بعد الجلسة
رغم فوائد الحليب الغذائية، إلا أنه يُعد من المحظورات بعد الحجامة عند تناوله في نفس اليوم، لأنه قد يُسبب التلبّك المعوي أو زيادة الإفرازات المخاطية في الجسم، وهو ما يتعارض مع الهدف من الحجامة في التنقية.
من الأفضل تأجيل استهلاك الحليب إلى اليوم التالي، واستبداله بالمشروبات الدافئة مثل الزنجبيل أو النعناع التي تساعد على الاسترخاء.
6. التدخين والمنبهات
يُعتبر التدخين من المحظورات بعد الحجامة بشكل قاطع، لأنه يُدخل السموم إلى الجسم في لحظة يكون فيها الجلد والمسام مفتوحة، والجسم في حالة استعداد للتخلص من الملوثات. وكذلك يُفضّل تجنّب الكافيين والمنبهات القوية مثل القهوة خلال الساعات الأولى بعد الجلسة.
ينصح المختصون بالإكثار من شرب الماء والمشروبات العشبية بدلاً من ذلك، للمساعدة في طرد السموم وتسريع عملية التوازن الداخلي.

توصيات إضافية لتعزيز فائدة الحجامة
إلى جانب تجنب المحظورات بعد الحجامة، هناك نصائح هامة يجب اتباعها:
• الراحة النفسية: الهدوء والابتعاد عن التوتر يُساعدان على تعزيز التأثير الإيجابي للحجامة.
• شرب السوائل: خاصة الماء والعصائر الطبيعية.
• الابتعاد عن الشمس المباشرة: خصوصًا في حال وجود آثار واضحة للحجامة على الجلد.
• عدم حكّ أو لمس مواضع الحجامة: لتجنّب الالتهاب أو نقل العدوى.
• تناول وجبة خفيفة قبل الجلسة: لتفادي الدوخة أو الهبوط.
إن المحظورات بعد الحجامة ليست مجرد تعليمات تقليدية أو مبالغات، بل هي خلاصة تجارب علمية وعملية تهدف إلى ضمان أفضل استفادة من هذا العلاج الطبيعي. الالتزام بها يعزز فعالية الحجامة، ويُجنب المضاعفات أو الأعراض الجانبية التي قد تحدث نتيجة إهمالها.
إقرئي أيضاً: الاكل الممنوع بعد عملية الفتق: دليلك لتجنب المضاعفات!