لطالما كان الفن جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية لأي مجتمع، والمملكة العربية السعودية ليست استثناءً من ذلك. ورغم أن الدراما السعودية شهدت انطلاقتها الحقيقية في فترة متأخرة مقارنة ببعض الدول العربية الأخرى، إلا أن هناك عددًا من الأسماء النسائية التي كان لهن دور ريادي في هذا المجال، حيث يمكن تصنيف كل منهن على أنها ممثلة سعودية قديمة ساهمت في تمهيد الطريق أمام الجيل الجديد من الفنانات.
كانت بداية المرأة السعودية في مجال التمثيل مليئة بالتحديات الاجتماعية والثقافية، لكن وجود بعض الرائدات اللواتي كسرن حاجز الخوف وواجهن الصعاب قد ساعد في تغيير النظرة العامة نحو مشاركة المرأة في الفن.
الريادة في زمن التحفّظ
في زمن كانت فيه مشاركة المرأة في أي عمل فني تُقابل بكثير من الانتقادات والتحفّظ، ظهرت بعض الأسماء التي يمكن وصف كل واحدة منهن بأنها ممثلة سعودية قديمة تحدّت الواقع وساهمت في بناء اللبنات الأولى للدراما المحلية. من أبرزهن مريم الغامدي، التي تُعد واحدة من أوائل النساء اللاتي ظهرن على الشاشة السعودية.
بدأت مريم الغامدي مسيرتها في الإذاعة ثم انتقلت إلى التلفزيون، وشاركت في العديد من الأعمال الدرامية التي تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية. وقد فتحت تجربتها الباب أمام فنانات أخريات للانضمام إلى المجال، في وقت كانت فيه مشاركة المرأة في الفن تُعد خطوة جريئة.
التمثيل كرسالة اجتماعية
لم تكن أي ممثلة سعودية قديمة تمارس عملها الفني من أجل الشهرة أو الظهور فقط، بل كانت تحمل رسالة اجتماعية واضحة. أعمال مثل “طاش ما طاش” و”عيال أبليس” و”أساطير شعبية” شهدت مشاركة نسائية مهمة، حيث عكست أدوار النساء واقع المجتمع السعودي بكل ما فيه من قضايا وتحديات.
كانت بعض الممثلات يقدّمن أدوار الأم، أو الزوجة، أو المرأة العاملة، في محاولة لنقل صورة المرأة السعودية كما هي، بعيدًا عن الصور النمطية التي كانت تروّج لها بعض الإنتاجات الخارجية. ولهذا، فإن كل ممثلة سعودية قديمة تركت بصمة فنية هي في الحقيقة جزء من التاريخ الفني والثقافي للبلاد.

تحديات ومواقف صعبة
لا يمكن الحديث عن مسيرة أي ممثلة سعودية قديمة دون الإشارة إلى حجم التحديات التي واجهتها. فالمجتمع المحافظ، وغياب الدعم المؤسسي، والرقابة المشددة، كانت من العوامل التي حدّت من انتشار الفن النسائي في تلك الفترة. ومع ذلك، لم تستسلم بعض الفنانات، واستمررن في العمل رغم كل الضغوطات.
كما أن بعض الممثلات واجهن حملات تشويه وانتقاد من قبل وسائل الإعلام أو حتى من داخل أسرهن، لكن إيمانهن برسالة الفن وقيمته جعلهن يصمدن. ومن الجدير بالذكر أن بعض هؤلاء الفنانات أسسن لاحقًا مؤسسات إنتاج خاصة بهن لدعم المرأة في الفن والإعلام.
تأثيرهن على الجيل الجديد
اليوم، تنظر كثير من الشابات السعوديات العاملات في المجال الفني بإعجاب وتقدير إلى كل ممثلة سعودية قديمة مهدت الطريق لهن. فهذه الرائدات لم يقدمن فقط أدوارًا تمثيلية، بل قدّمن نموذجًا يحتذى به في الصبر والمثابرة والإصرار على النجاح.
العديد من الفنانات السعوديات الشابات يصرحن في مقابلاتهن بأنهن تأثرن برائدات مثل مريم الغامدي، فاطمة الحسين، ونجاة الحربي. هذا الامتداد الفني بين الأجيال يؤكد أن حضور المرأة في الدراما السعودية لم يكن عابرًا، بل هو نتاج جهود تراكمية بدأت من كل ممثلة سعودية قديمة آمنت بقدرتها على التغيير.
لا بد من الاعتراف بدور كل ممثلة سعودية قديمة ساهمت في تأسيس وبناء الفن الدرامي النسائي في المملكة. ورغم قلة الإمكانيات وقسوة الظروف آنذاك، إلا أن هؤلاء الرائدات أثبتن أن المرأة السعودية قادرة على الإبداع، والمساهمة في نهضة الفن والثقافة.
إن تكريم هؤلاء الفنانات لا يجب أن يكون فقط بالحديث عن أعمالهن، بل أيضًا بتوثيق تجاربهن، وتوفير الدعم للفنانات الجدد، ليكملن المسيرة التي بدأتها كل ممثلة سعودية قديمة بإصرار وشغف. فالفن لا يعرف زمنًا، وإنما يعرف البصمة التي تظل خالدة في قلوب الناس.
إقرئي أيضاً: أشهر الممثلين الأجانب الذين تركوا بصمة في ذاكرة كل مشاهد!