يارا: أتبع حدسي في خياراتي

حوار: نيكولا عازار ، تصوير:شربل بو منصور، تنسيق: سيدريك حداد، ماكياج:بسام فتوح، تصفيف شعر:رياض أبو خليل من صالون طوني مندلق، الموقع: فندق Smallville، بيروت

لا تحلو الكلمة من دون الصوت والأداء الجميلين، فهي صاحبة إحساس مرهف، قلما نجده عند فنانات أخريات. وإذا كنا نتّفق أنّ الجمال بالمعنى والظاهر، فعلينا أن نتفق أيضاً أنّها نجمة بكل ما للكمة من معنى، فهي جميلة من كل النواحي، وسلاحها تواضعها الكبير. هي الفنانة اللبنانيّة يارا التي أطلقت أخيراً ألبومها الخليجي الجديد «مو محتاجكم» والذي يحقّق نجاحاً كبيراً، لا سيما أنّها لا تبخل أبداً على فنها. تعترف يارا بأنّها تتمتّع بسلام داخي وتشعر بأنّ الطفولة لا تزال تجري في عروقها وهي تفرح كثيراً حين تلتقي الأطفال.

إقرئي أيضاً: ألبوم يارا الخليجي .. قريباً … ، وائل كفوري يخذل من قال أنه ليس متحمس لأغنية ديو مع يارا ،جاد شويري يساهم في زواج يارا

تتفاعلين كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما حين يتعلق الأمر برياضتك المفضّلة «كرة القدم». للأسف فريقك المفضّل «برشلونة» خسر في الجولة السابعة من الدوري الإسباني في كرة القدم. واللافت أنّك وجّهت نقداً لاذعاً له. هل لا تزالين تشعرين بمرارة الخسارة؟

(ضاحكة) لا أخفي أنّني تضايقت بعض الشيء، إنما لا مفر من الأخطاء أحياناً!

يعـــــتبر البـــــعض هـــــــذه الرياضة حكراً على الرجال...

ينتقدني البعض أحياناً حول تعلّقي الكبير بهذه الرياضة، إنما لا أكترث لما يقال، لأنّني لست الفتاة الوحيدة التي تعشق كرة القدم، فمن يتابع المباريات على الشاشة، يلمس الكم الهائل من الفتيات اللواتي يتابعن هذه الرياضة بشغف كبير. كما أنّني لا أبارح مكاني بعد الانتهاء من المباراة، إذ أفضّل الاستماع إلى التحليلات الخاصة بكل مباراة. صحيح أنّني أكنّ  لـLionel Messi احتراماً ومحبّة كبيرين، وبخاصة أنّه أفضل لاعب في العالم حالياً، إلا أنّني أشعر بأنّه يمتلك صفات تشبهني، فهو متواضع إلى حدّ كبير، لا يتدخّل في شؤون الآخرين، كما أنّه واثق من نفسه، يعمل بجهد ويحافظ على مسيرته الرياضيّة.

صحيح أنّ Messi يشبهك إلى حدّ ما، إنما هو يلعب ضمن فريق. أما أنت، فتغرّدين خارج السرب...

فريقي مكوّن من الأشخاص الذين يتعاونون معي، قد لا يصل عددهم إلى 11 لاعباً مثل فريق كرة القدم، إنما لا شكّ في أنّنا فريق بكل ما للكلمة من معنى، نتكاتف معاً، نخطّط سوياً، ونعمل جاهدين لتقديم أفضل ما لدينا.

أتخيلك تجلسين وسط أصدقائك والفشار يزيّن جلستكم حين تشاهدين المباراة، قد يعلو صوتكم وتتشاجرون... فهل ما أتصوّره صحيح؟

قد تتفاجأ حين أقول لك إنّني أفضّل مشاهدة المباراة لوحدي، وبخاصة إن كانت حاسمة، حتى لا أشتّت تركيزي (ضاحكة)... قد أنفعل أحياناً ويعلو صوتي! وقد ألجأ إلى صفحتي الخاصة على Twitter لأعبّر عن مكنوناتي.

تفضّلين أن تتابعي المباراة من دون أي صحبة، فكيف تعملين على ألبومك؟

لا شك أنّني أفضّل أن أختار الأغنية وأنفّذها بالتعاون مع طارق أبو جودة، ومن ثم قد ألجأ إلى بعض المقرّبين والأصدقاء، للاستماع إليها ومعرفة رأيهم الصريح، لا سيّما أنّهم لا يجاملونني بل ويحرصون كثيراً على مسيرتي الفنيّة.

هل تتأثّرين بأشخاص معيّنين فيما يتعلق بعملك؟ لا أتكلم هنا عن طارق، لأنّكما كيان واحد...

لا أحد، أستمع دائماً إلى حدسي وهو لم يخذلني حتى اليوم! كما أنّني غالباً ما ألجأ إلى طارق، قد نختلف بالآراء، إنما حتماً نصل في النهاية إلى نتيجة ترضي الطرفين، قد يقنعني هو برأيه أو قد يقتنع بوجهة نظري.

أطلقت أخيراً عملك الخليجي الجديد «مو محتاجكم» على صفحتك الخاصة على YouTube وموقع «أنغامي». إلى أي مدى أنت راضية على ردود الأفعال؟

لم أكن لأصدر هذا الألبوم إن لم أكن راضية تماماً عليه، وهو بإذن الله سيصدر قريباً على طريقة الـCD في الأسواق العربيّة. كل أغنية في الألبوم تشبهني، علماً أنّني بصدد تصوير أغنية عنوان الألبوم على طريقة الفيديو كليب... قد يرى البعض أنّني تأخّرت بعض الشيء للإقدام على هذه الخطوة، لكنّني كنت مرتبطة بأعمال كثيرة في الآونة الأخيرة، إنما لا شك في أنّ الألبوم يحقّق نجاحاً وانتشاراً كبيرين.

يفضّل البعض لو تصوّرين أغنيتَي «أنا أنا» و«روح وارحل عني»...

ثمة أغنيات كثيرة يطالبني البعض بتصويرها، وهذا إن دلّ على شيء، فيدل على نجاح هذا الألبوم الذي استطاع أن يرضي كل الأذواق. قد أصوّر أيضاً «كنت أحبك»... لنرى ما ستؤول إليه الأمور.

يحقّق العمل نجاحاً لافتاً في منطقة الخليج، فأي أغنية تحقّق نجاحاً لدى اللبنانيين، علماً أنّ «صدفة» استطاعت الوصول إلى كل المجتمعات العربيّة؟

تختلف الأذواق، ولكل أغنية محبوها! قد يعجب البعض بالألحان أو قد تمسه الكلمات... إنما لا شكّ في أنّ «صدفة» حالة خاصة، علماً أنّ توقيت صدورها ساعدها كثيراً.

ما قصدك؟

نعيش حالياً في أوضاع غير مريحة، ومعظم الفنانين يصدرون أعمالهم لأنّهم لا يزالون يؤمنون بالفن وبرسالته. في السابق، كانت الأعمال تصل إلى شريحة أكبر من الناس، أما اليوم فاختلف الوضع لأنّ أشخاصاً كثيرين يعانون الأمرّين.

منذ فترة، أطلق عدد من النجوم اللبنانيين أعمالاً لم تحصد النجاح المرجو، وألقى بعضهم اللوم على الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربيّة على عكس أعمالك التي تلقى رواجاً كبيراً فور طرحها، فهل هذا فعلاً صحيح؟

قد تلعب الأوضاع الراهنة دوراً في ذلك، فألبومي اللبناني الأخير «عايش بعيوني» حقّق نجاحاً كبيراً فور إطلاقه، لا سيما أنّ أغنيات عديدة تصدّرت المراتب الأولى على كثير من الإذاعات اللبنانيّة والعربيّة، مثل «ما بعرف»، «عايش بعيوني»، «آه منك يا هوى» وغيرها. من الضروري أن ينجح ألبومي اللبناني لأنّني فنانة لبنانيّة في المقام الأول! لا أخفي أنّ البعض حاول أن يستفزّني من خلال القول إنّني ناجحة في الأغنية الخليجيّة أكثر من تلك اللبنانيّة، علماً أنّني قبل أن أطلق «عايش بعيوني»، أصدرت ألبوم «إنت مني»، الذي حقّق أيضاً نجاحاً كبيراً، فهو تضمّن أغنيات مثل «شفتو من بعيد»، «إنت مني»، «حاول مرة» وغيرها... أقول لهؤلاء: ليس عليكم إلا أن تنتظروا ألبومي اللبناني – المصري الجديد، فهو سيتفوّق على كل الأعمال التي قدّمتها سابقاً!

تحترم الصحافة العربيّة مسيرتك الفنيّة، وغالباً ما تشيد بكل عمل أو خطوة تقومين بها، وقلّما نسمع شائعات تطالك...

أشكرهم على محبّتهم وتقديرهم الكبير لفنّي ولشخصي، فهم وقفوا إلى جانبي منذ بداياتي ولا يزالون، أفتخر بكل كلمة جيدة كتبت عني.

تحاول بعــــــض الفنانــــــات ذكر اســـــمك في لقاءاتهن بحثاً عن الشهرة. ماذا تقولين لهنّ؟

واثق الخطى يمشي ملكاً... لذلك أعتز كثيراً بمسيرة الفنانة نوال الكويتيّة، وأشعر بأنّني أشبهها في بعض النقاط، فهي بعيدة عن المشاكل والأقاويل، كما ترفض الرد عليها، واثقة من نفسها، حتى أنّها تملك أسلوباً خاصاً بها لا يشبه أي فنانة أخرى. أتعلّم منها ومن النجوم الكبار الذين طبعوا مسيرتهم بإنجازات عديدة.

رغم شهرتك، لا تزالين محافظة على تواضعك، وهذا ما ألمسه دائماً حين ألتقي بك. كيف حافظت على ذلك؟

الحمد لله، تربيت على ذلك، أعطي من قلبي ولا أبخل بمشاعري أو على فنّي، أعيش سلاماً داخلياً، وأشكر ربي على ذلك. لا أعيش النجوميّة وأحياناً أتناسى أنّني نجمة، فأنا مثلي مثل كل الأشخاص، وكلما كنت متواضعة، كلما نظر الناس إليّ باحترام أكبر.

في لقاءاتك، تذكرين دائماً أنّك تعشقين الأطفال. فهل تشعرين بأنّك لا تزالين طفلة؟

أعشق الطفولة، وهي لا تزال تسري في عروقي. من يعرفني جيداً، يعي تماماً ما أنا عليه. وبما أنّني الصغيرة في عائلتي، تراهم يعاملونني كأنّني لا أزال طفلتهم الصغيرة والمدلّلة. أعتقد أنّ الأطفال يشعرون بذلك أيضاً حين ألتقي بهم.

 
شارك