مهيرة عبد العزيز: أعامل الناس كما أحبّ أن يعاملونني

 

حوار: نيكولا عازار، تصوير:رودولف قزي، إدارة فنيّة وتنسيق: فرح كريديّة، ماكياج:Anie Farho، تصفيف شعر: رافي فزاع، الموقع: فندق: Palazzo Versace، دبي

هي من أكثر الإعلاميّات تأثيراً في دول الخليج، وهي إحدى جنديّات «كلام نواعم» وللمرأة مكانة كبيرة في قلبها. ما هي الرسالة التي توجّهها الإعلاميّة الإماراتيّة مهيرة عبد العزيز للأمّهات؟

تشاركين حاليّاً في تقديم الموسم الثاني لك في برنامج «كلام نواعم». كيف تصفين هذه التجربة؟

بدأت تقديم هذا البرنامج العام الفائت، وهي تجربة مختلفة تماماً عمّا كنت أقوم به في السابق، إذ إنّ برنامج «صباح العربيّة» نهاري يلقي الضوء على مواضيع جديدة وعلى أكثر من موضوع في الحلقة الواحدة، في حين أنّ «كلام نواعم» يخوّلنا التعمّق أكثر في تفاصيل الموضوع ومعالجته من نواحٍ مختلفة. كذلك، يسخّر البرنامج طاقاته خدمةً المرأة، خصوصاً أنّ بعض المواضيع لا يحدّها زمان ولا مكان ويمكن إلقاء الضوء عليها من زوايا مختلفة، وهي دائماً ما تجد مكاناً لها في قلوب المشاهدين وعقولهم فيتفاعلون معها، كلّ بحسب ظروفه وقناعاته وفكره.

الملكة رانيا في اليابان: لقطة عفوية وأناقة لا حدود لها!

هل بإمكاننا القول إنّ «كلام نواعم» برنامج تثقيفي؟

هو كذلك، غير أنّ البرنامج تطوّر من عام إلى آخر، فبالإضافة إلى المواضيع التي يطرحها أمام ضيوفه المتخصّصين في مجالات متنوّعة، أصبح البرنامج منصّة لمشاركة الآخرين أفراحهم وأحزانهم، وهو اليوم يستقطب حالات إنسانيّة مختلفة أملاً بإحداث تغيير إيجابي. «كلام نواعم» نقلة نوعيّة في مسيرتي المهنيّة، ولن أنسى مبادرة القيّمين على حفل «صناع الأمل» الذين اختاروني أنا ونيشان لتقديم الحفل الختامي، وذلك بعد مشاهدتهم تقديمي إحدى حلقات «كلام نواعم» التي سلّطت الضوء على هذه المبادرة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. هذا شرف لي وامتياز كبير أعتزّ به.

كما ذكرت سابقاً، يستضيف «كلام نواعم» حالات إنسانيّة متنوّعة. كيف أثّرت فيك قصص النساء اللواتي استضفتهنّ؟

لا شكّ أنّ عدداً كبيراً من الحالات أثّر فيّ. فكلّ حالة حملت في طيّاتها قصّة جمعت معانٍ مختلفة عن السعادة والحزن والتحدّيات والإخفافات والنجاحات... طرحنا سابقاً موضوعاً مرتبطاً بعلاقتنا بأجسادنا، وكانت الآراء متباينة، لنكتشف في سياق الحلقة أنّ جزءاً كبيراً منّا يعاني الأمرّين في التصالح مع الذات. كذلك، تطرّقنا في إحدى الحلقات لموضوع التقاعد، وقد سعدت جدّاً بها، بخاصة أنّنا استضفنا 6 أشخاص كبار في السنّ يتمتّعون بطاقة إيجابيّة لا مثيل لها، وكم تمنّيت حينها أن تطول هذه الحلقة، لا سيّما أنّني تأثّرت كثيراً بروحهم الجميلة. لا شكّ أنّ هذه التجربة وغيرها تصبح جزءاً من كيانك.

كيف تنعكس المواضيع التي تطرحونها في البرنامج على مكانة المرأة العربيّة في وطننا العربي؟

للأسف، ما من إحصائيّات دقيقة ومحدّدة حول هذا الموضوع، إلّا أنّ مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الوسيلة الأبرز لالتماس تفاعل المشاهد مع المحتوى الذي نطرحه. والحمدلله، تستقطب كل حلقة آراء كثيرة، منها المؤيّد ومنها المعارض، فعمليّة التغيير ليست وليدة اللحظة.

أفهم من قولك إنّ «كلام نواعم» جاء في الوقت المناسب!

أحياناً، تجد نفسك في مكان ما من دون أن تسعى إليه، وقد تشعر حينها بأنّ المكان هو من اختارك فعلاً. كذلك، ووفقاً لمبادئ قانون الجذب، تجد أنّ ما أنت عليه هو نتيجة لأفكارك السابقة، ومستقبلك هو ثمرة أفكارك الحاليّة. بالتالي، تستطيع رؤية مستقبلك من خلال تحديد أفكارك وتصحيحها.

أنت صريحة ولا تحكمين على الآخرين.

هذا ما أنا عليه، ولا أحكم على أحد مهما كانت ظروفه.

نجوى كرم تحتفل بالحياة على طريقتها

ما هو الانطباع الخاطئ عنك؟

اكتشفني الناس بعد تجارب مختلفة، ولكنّ أهمّ ما في الأمر أنّني شخص أمين، لا أنسى «العيش والملح» الذي كان بيننا، كما أنّني لا أردّ على من يستفزّني إلّا في حالات نادرة جدّاً، حين يرتبط الأمر بإساءة لي أو بعائلتي. وفي هذا السياق، أحبّ أن أوضّح أمراً: ليس الأمر نابعاً من طيبة قلب، ولكنّني أؤمن بمقولة كما تزرع تحصد، لذلك أعامل الناس كما أحبّ أن يعاملونني. قد أسامح وأغضّ النظر عن بعض الأمور، ولكن ما من شيء يردعني حين أتّخذ القرار.

ما هي الصفة السلبيّة التي سعيت جاهدة للتخلّص منها في الفترة الأخيرة؟

«جلد الذات» أي المبالغة في انتقاد الذات. قد أنتهي مثلاً من تقديم الحلقة، وبدل أن أستمتع بهذه التجربة، تراني أنتقد ذاتي بشدّة. لذلك، تجدني أنصح الآخرين بضرورة الاستمتاع بكل لحظة.

وكيف عملت على التخلّص منها؟

أمارس رياضة اليوغا وفي أحيان كثيرة أقوم بعلاجات بالطاقة، فـ«جلد الذات» هو نوع من التفكير السلبي ويؤذي صاحبه كثيراً.

كيف تحبّين التماس النجاح: من ذاتك، من المشاهدين أو من صاحب العمل؟

من كل ما ذكرته، غير أنّ تفاعل الناس أكثر ما يفرحني.

 

 
شارك