دعوات الإفطار بين المقبول والمرفوض

 تكثر الدعوات على الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، وهي تهدف في الدرجة الأولى إلى كسب الأجر والثواب والتقّرب من الأصدقاء والأهل والأقارب وذوي الأرحام، لكنّها تكون متعبة بالنسبة إلى ربّة المنزل التي يترتّب عليها الكثير من الأعمال والمسؤوليات. فكيف تنظّمين هذه الدعوات وتحدّدين عددها وتقرّرين أيّ واحدة تقبلين تلبيتها أو ترفضينها، وما هي الأمور التي تزعجك وتلك التي تستسيغينها في دعوات الإفطار المنزليّة؟

ضيوف متطلّبون

تقول السيدة رولا (27 عاماً): «ما يزعجني في الدعوات هم الأشخاص الذين لا يقدّرون الجهد الذي نقوم به، منهم حماتي فهي كثيرة الشكوى ولا يعجبها شيء ممّا أحضّره، لكنّني أجاملها من أجل زوجي وأدعوها دائماً للمجيء، فهي مسنّة ولا تستطيع أن تطهو بشكل مستمر لزوجها وأولادها، لكنّني أتمنى لو  تمتدحني ولو بكلمة واحدة. اعتدت أسلوبها وأتغاضى عن انتقاداتها، فنحن في الشهر الفضيل وعنوانه الأوّل: المسامحة والغفران».

من الطبيعي ألا يحصل انسجام بين جميع الأقارب، فنحن نختار أصدقاءنا ولذلك نتّفق معهم ونشعر بالسعادة برفقتهم ولا نواجه مشاكل حين نستضيفهم أو نتلقى دعوات منهم، لكنّ الأقارب موجودون في حياتنا بحكم رابط الدم وأحياناًً الزواج، إذ إنّ الارتباط بشخص يعني الارتباط بأسرته وأقاربه أيضاً، لذلك من الطبيعي أن يحصل خلاف في الطباع ووجهات النظر، لكن من الضروري أن نتغاضى عن سيئات الآخرين ونتذكّر حسناتهم.

لفت النظر بأسلوب راق

من جهة ثانية، هناك أساليب متعدّدة نستطيع من خلالها لفت نظر من يزعجنا من دون أن نجرحه أو نتسبّب بقطيعة دائمة معه، وذلك عبر التحدّث معه في الأمر على انفراد أو الرد عليه بأسلوب جدي أو ساخر أحياناً كي تصل إليه الرسالة ومفادها أنّنا منزعجون من طريقة تصرّفه أو كلامه.

التخطيط المسبق

إنّ تحديد عدد الدعوات التي ستقبلينها وتلك التي ستقيمينها خلال الشهر الفضيل، يسهّل عليك الكثير من الأمور، مع ضرورة أن تقيمي الإفطارات الكبيرة وتلك التي تدعين إليها الأصدقاء خلال عطلة نهاية الأسبوع لأنّها قد تمتد إلى ساعات الصباح الأولى، لأنّكم بالتأكيد ستسهرون وتتسامرون، أما عزائم الأهل والأقارب فيمكن أن تكون خلال أيام العمل.

مرّة لك ومرّة لي

في هذا الإطار، تقول سهام (34 عاماً): «اعتاد زوجي أن يدعو أصدقاءه إلى الإفطار في منزلنا أكثر من خمس مرات خلال الشهر، وهذا الأمر كان يزعجني كثيراً لأنّني أعدّ طعاماً لأكثر من خمسة رجال، كما عليّ أن أحضّر مائدتين واحدة لي ولأولادي، وثانية لهم، لذلك صرت أحدّد قبل بدء الشهر الأيام التي سندعو إليها الأصدقاء والأقارب وأبلغ بها زوجي، واتفقنا على دعوة واحدة في الشهر تشمل أصدقاءه وأخرى تشمل صديقاتي وثالثة تشمل أصدقاءنا المشتركين المتزوّجين، وهذا النظام يوافقني تماماً».

 

لمّ الشمل

تشكّل دعوات الإفطار فرصة مثاليّة لإعادة لمّ الشمل والتواصل بين الأقارب والأهل، لذلك يجب ألا تنشغلي بالأمور الثانويّة، كأن تنزعجي مثلاً من طبخة لم تنجح، أو من كلمة صدرت عن أحد المدعوّين من دون قصد، بل استفيدي من الجمعة الجميلة واستمتعي بوقتك إلى أبعد الحدود.

هناك الكثير من القواعد التي يجب أن تلتزمي بها لكي تنجح العزائم التي تدعين إليها أو التي تقيمينها للأهل والأصدقاء والاقارب، وفي ما يلي نذكّرك ببعضها.

أنت المدعوّة

1 - اشتري هديّة متواضعة من وحي الأجواء الرمضانيّة كأن تأخذي غرضاً للمائدة أو صحناً للحلويات أو صنفاً منها تعرفين أنّه المفضّل لدى صاحبة المنزل التي قامت بجهد كبير في إعداد الطعام وتستحق لفتة لطيفة من قبلك.

2 - كوني في منزلهم قبل الإفطار بنصف ساعة، فوصولك متأخّرة سيعني بشكل غير مباشر أنّك قادمة لتناول الطعام فقط، وابقي بعد الإفطار لما لا يقل عن ساعة، فالهدف من هذه العزيمة هو إحياء التواصل والتقارب بينكم.

3 - ابدي رضاك عما تتناولينه حتى لو لم تعجبك الأصناف كثيراً أو بدت مختلفة عمّا اعتدته.

4 - اتصلي بصاحبة الدعوة بعد يوم أو أكثر لتشكريها على ما قامت به، وادعيها للسهر أو لتناول الإفطار في الأسبوع التالي.

أنت صاحبة الدعوة

1 - احرصي على أن يكون منزلك نظيفاً ومجهّزاً لاستقبال الضيوف، لا سيما غرفة الطعام وأدواتها، زيّنيها بطريقة مبتكرة واختاري طقماً متكاملاً من أدوات التقديم مع غطاء طاولة ملائم، وليكن عدد الكراسي مناسباً لعدد الضيوف مع أفضليّة أن تعدّي مائدة خاصة للأطفال لا تختلف كثيراً عن مائدة الكبار.

  2 - حدّدي أصناف الطعام التي ستعدّينها، ولا تبالغي كثيراً لأنّك ستنظّمين أكثر من عزيمة خلال الشهر الفضيل، وابتعدي عن البوفيه لأنّه سيرهقك، ولتكن الأصناف معروفة كي لا يُصدم زوّارك بالأنواع الغريبة، وننصحك باختيار المطبخ العربي والابتعاد عن المطبخ الفرنسي أو الياباني.

 3 - فليكن كلّ شيء جاهزاً قبل ساعة من موعد الإفطار، فأنت لا تعرفين متى سيأتي الضيوف، ولا تريدين أن تكوني منهمكة في المطبخ حين يأتون وتضطري إلى تركهم بمفردهم مع زوجك.

 4 - اتركي ضيوفك على راحتهم في حال لم يرغبوا في تناول كميّات كبيرة من الطعام، وتعاملي معهم ببساطة وكأنّهم من أهل البيت، هكذا سيشعرون بالراحة وسيتصرّفون بعفويّة وطبيعيّة على المائدة.

 5 - حضّري الأطعمة التي يتطلّب إعدادها وقتاً طويلاً في مساء اليوم السابق للعزيمة وضعيها في الثلاجة، هكذا لن تتأخري وتتوتّري يوم الدعوة لأنّك لم تتمكّني من الانتهاء في الوقت المناسب.

إقرئي أيضاً: انطــــــــــــــــــــلـــــقي‎ ‎بتفـــــاؤل وإيجــــابيّة ، بابتســــــامة وإيجــــابيّة ابدئـــــــي أسبـــــــــوعك ، الدكتورة Anita Papas: حبّ الذات هو الطريق الأوّل لتحقيق الأحلام

 
شارك