إنّه الوقت الأمثل لتحسين علاقاتك
متصالحة مع ذاتك، هادئة وتشعرين باستقرار نفسي رائع، تعتريكِ سعادة من نوع خاص، يملؤك الحب تجاه أسرتك ومحيطك وترغبين لو تعكس تصرّفاتك ما تشعرين به، إنها أحاسيس لا تعتري إلا من اختبر متعة الصوم. فكيف تستفيدين من هذا الشهر لتحسّني علاقاتك الاجتماعيّة وتحدثي تغييراً إيجابياً ودائماً في حياتك؟.
تباعد سببه الانشغال
الأولويّة للعائلة، ولذلك في حال كنتِ متزوّجة يجب أن تعدّي العزائم التي تشمل أفراد العائلة، ربما ابتعدت في الفترة الماضية عن أحد إخوتك بسبب انشغالات الحياة، ومرّت أشهر ولم تري أحداً منهم أو جميعهم. حان الوقت إذاً لكي تجتمعوا، يلتقي أولادكم ويتسامرون وتكون الأجواء مسلية ومليئة بالحب. في هذا السياق، تقول السيدة هيام (29 عاماً): «لطالما واجهت صعوبة في الاتفاق مع زوجة أخي وهذا الأمر أبعدني عن أسرته وبخاصة بعد زواجي وانشغالي بأمور عائلتي الصغيرة، إلاّ أنّني قرّرت هذا العام أن أحسّن علاقتي بجميع أفراد أسرتي وأتخلّص من أيّ مشاعر سلبيّة تجاه كل من في محيطي».
استرجاع الذكريات
تكمل السيدة العشرينيّة: «حضّرت إفطاراً كبيراً دعوت إليه الجميع، صحيح أنّني تعبت كثيراً في إعداده ولكنّ تعبي زال حين اجتمعنا على المائدة واسترجعنا ذكريات الطفولة، وقد حرصت على إيلاء اهتمام خاص بزوجة أخي لأنّني أريد أن أقوّي علاقتي بها فهذا الأمر سينعكس بالتأكيد على علاقتي بأخي وأولاده».
توقّعات مغلوطة
تفاجأت السيدة هيام حين أدركت أنّ أسباب الاختلافات السابقة اختفت وأنّ زوجة أخيها تغيّرت نحو الأحسن. وشرحت الأمر بالقول: «وجدت أنّها صارت أكثر نضوجاً وانفتاحاً، وأدركت أنّ لدينا الكثير من الأمور المشتركة حالياً وفي نهاية السهرة دعتني وأسرتي للإفطار في منزلها قبل نهاية شهر الصوم».
يجب علينا أحياناً تقبّل الآخر كما هو وعدم السعي إلى تغييره وربما وقتها سنجد أنّ لديه نواحي خفيّة لم نعرفها في شخصيّته، تعوّض عن الأمور التي لا نستسيغها.
علاقات محدودة
من ناحية أخرى، فإنّ من الصعب جداً الانسجام مع جميع الناس، ولكن يمكن إيجاد قواعد مشتركة تسمح ببناء علاقات محدودة مع أولئك الذين لا نتّفق معهم، لا سيما إذا كانت هناك مصلحة أو ضرورة للالتقاء بهم، فلا نصبح أعزّ الأصدقاء ولكن لا نكون أعداء.
المتزوّجة كالعزباء
ما ينطبق على المتزوّجة ينطبق على العزباء، إذ من الضروري إيجاد وقت للعائلة خلال هذا الشهر، سواءً الأم والأب والأخوة والأخوات أو الأقارب لمعرفة أخبارهم.
تلاحظين في الفترة الماضية ازدياد الضغوط في عمل زوجك، وابتعاد أطفالك عنكما وعن بعضهم، إذ إنّ كلّ واحد منهم مشغول بدراسته وأصدقائه ونشاطاته الخاصة. تشعرين بأنّك عالقة وغير قادرة على تقريب الأسرة من بعضها.
إنّ هذه الفترة هي بمثابة الفرصة الذهبيّة لكي يتم هذا الأمر. حول هذا الموضوع، تقول السيدة نجود
(38 عاماً): «منذ بداية الشهر قمت بإشراك بناتي في تحضيرات الطعام قبل الإفطار، وقد امتعضن في بادئ الأمر ولكنهنّ بعد مرور ثلاثة أيام صرن يسبقنني في إعداد المائدة، وبهذه الطريقة صرنا نمضي المزيد من الوقت معاً وهذا ما قرّبنا أكثر من جديد».
تقسيم المهام
تكمل السيدة الثلاثينيّة: «أمّا الأولاد فيمضون الساعات التي تسبق الإفطار في الألعاب الإلكترونيّة برفقة والدهم الذي يعشقها، وقد خصّصنا فترة بعد الإفطار للزيارات العائليّة وللمسلسلات التلفزيونيّة، وبهذه الطريقة نكون معاً لأطول فترة ممكنة ونعيد توطيد الروابط بيننا».
التقرّب من الزوج وتجديد العلاقة بينكما وتحسينها من الأمور المطلوبة خلال الشهر الكريم، فالعلاقة الزوجيّة من أسمى وأهم العلاقات في حياة المرأة، واستقرارها كفيل بجعلها سعيدة ومنتجة ومتفائلة على الدوام.
مفاجآت متبادلة
من هذا المنطلق، يجب عليك أن تحضّري لزوجك الطعام الذي يحبه أو تفاجئيه بصنف حلويات مميّز أو تختاري برفقته المسلسلات الرمضانيّة التي ستتبعانها أو تحدّدا معاً جدولاً بالزيارات الأسريّة وكذلك بالعزائم التي ستقيمانها في منزلكما أو في أحد المطاعم خارج المنزل.
مفاجآت متبادلة
من جهة ثانية، على الزوج أن يبادر أيضاً ويقوم ببعض التصرّفات الودودة ليُشعر زوجته بأنّه يقدّرها ويحبّها ويحترم ما تقوم به لتزيد من قوّة علاقتهما، فيساعدها في شؤون البيت في حال لاحظ كثرة مسؤولياتها، أو يفاجئها بهديّة.
العلاقات مع الصديقات وزميلات العمل لا تقلّ أهميّة عن العلاقات العائليّة، فأنتِ على تماس دائم معهن، ويجب أن تستفيدي من هذا الشهر لتنسي الضغينة وتبدئي صفحة جديدة مع من أساء إليك في السابق لكي تتخلّصي من أيّ مشاعر سلبيّة.
فيما يلي 3 نصائح تخوّلك تحسين علاقاتك الاجتماعيّة في شهر رمضان.
لا ترفضي الدعوات
حتى لو كنت متعبة من قساوة الصوم، يجب ألا تفوّتي أيّ دعوة على الإفطار أو السحور، إذ حين تصلين إلى المكان ستنسين الإرهاق وستنسجمين في الأجواء وستتسنّى لكِ معرفة أخبار أصحاب الدعوة وتجديد العلاقات معهم.
كوني المبادرة
اتصلي بمن انقضى وقت طويل ولم تسمعي أخبارهم، هذا الأمر سيزيد من سعادتك وسيرضي الطرف الثاني، وفي حال كنّ من الصديقات، قومي بدعوتهنّ إلى أحد المراكز التجاريّة بعد الإفطار، واقضي برفقتهم أوقاتاً مسلّية.
أكثري الهدايا
العطاء من أكثر القيم التي تميّز الشهر الفضيل، ولذلك بالإضافة إلى الصدقات الواجبة، خصّصي مبلغاً لشراء الهدايا للأهل والأصدقاء و ووزّعيهم في العيد، وسترين كم ستسعدهم مبادرتك وترضيهم، وكم ستدخل السرور إلى قلبك.