في مطعم Rosengarten في Bern

مو ماكياج العيون وبس يخلّي نظراتك تصير حلوة. بيه حاجات كثيرة غير. ممكن تصير عيونك حلوة حين تفرحين، حين تبتسمين، حين تسمعين كلمة حلوة... وكمان حين تحسّين بالثقة في نفسك أو حين الناس اللي تحبينهم يفرحون. الحاجات ديّة أقوى من الماكياج وحتى من التجميل. يعني الفرح يخلّي بشرتك مشرقة أكثر من كريم الأساس. والارتياح يورّد خدودك بطريقة أحلى من بودرة الخدود. بس كمان المشاهد الحلوة تكحّل عيونك بألوان ما بيه أيّ كحل ينافسها. يعني دحين أجلس في مطعم Rosengarten في Bern في سويسرا.

اقرئي: «برواز دبي» عنوان جديد للسياحة في دبي

ما أقدر أختار الكلمات عشان أوصف المشهد. عيوني تخترق الواجهة الزجاجيّة وما تدري فين تروّح. المكان في قلب حديقة مثل طفل في أحضان أمّه، تعطيه حاجة من قلبها وروحها وعافيتها. تعطيه حتى رائحتها. وهنا روائح الورود في كل مكان والمشاهد الساحرة تمرّ من العيون للقلوب وبعد كده ترسم الابتسامات على الوجوه. من مكاني أقدر أشوف كل أجزاء اللوحة، حديقة الدببة ومساحة لعب الأطفال.

اقرئي: قصور ملكيّة تدلّلك على عرش الفخامة

أشوف ونظراتي ترسم في ذاكرتي مشاهد من كل الألوان. والمشاهد ديه تصير خيوط رايحة أنسج منها حكايات لصديقاتي وقريباتي. أروّح من أفكاري للمدينة. أشوفها مثل عروس طرحتها غيوم وشعرها شجر أخضر ناعم مثل أجنحة الفراشات وفستانها في النهار موسلين ناعم وفي الليل يصير مزخرف بأضواء الشوارع والسيارات. في المطعم ناس كثير. تسمعين أطراف كلمات من هنا وهناك.

اقرئي: آكل أغلى آيس كريم في العالم

أصوات بكل اللغات، ضحكات، حكايات... وحين الكلام يسكت، تسمعين أصوات الملاعق حين تعزف بيها الأصابع على الأطباق. وطبعاً روائح الطعام ما تعرف حدود، تتنقّل بين الأنوف والقلوب. المدينة القديمة تدخل المشهد وتحسين إنّك تنتقلين في الزمن لحكاية ثانية، والمكان يصير قطعة من الأساطير و... صورة «سيلفي»... روعة. في الحديقة كثير ناس يلتقطون الصور. المنظر يسيطر على مخيّلتي وأشوف الورود تبتسم. 223 وردة جوريّة و200 وردة زنبق وأنواع ثانية.

اقرئي: مدن غنيّة بالألوان تستحقّ الزيارة

أحسّ بالجوع، أرجع في أفكاري لطاولتي. واجهة المطعم الزجاجيّة تخلّي المشهد يرافقني في الداخل. أجلس. الطعام ابتدى يبرد. قلت آكل حاجات أعرفها. بس طبعاً هنا يضيفون نكهات محليّة. أريد الدقائق ديّة تصير ساعات. المتعة تخلّيها تمرّ مثل أجزاء من الثواني. أحاول أحسّ بطعم كل مكوّنات الطبق. وتدرين إيش أريد أسوّي حين الغداء ينتهي؟ أروّح الشرفة وأتذوّق جبنة الـFondant اللي يقدّمونها هناك. صديقتي قالت لي إنّها مرّة لذيذة. وكمان أريد أجلس جنب تمثال العالم Albert Einstein في الحديقة وأخلّي حدّ يلتقط لي صورة حلوة. بس دحين الطعام يسرقني من كل حاجة. ما أصدّق! مرّة لذيذ.

DRAWING BY FASHION ILLUSTRATOR ©SHAMEKH BLUWI

 
شارك