في باريس عشان أسبوع الخياطة الراقية

سألتِ نفسك في يوم ليش كلّ بلد عنده أكلات محدّدة، أهله يحبّونها ويريدون ياكلونها في كلّ مكان؟ الإجابة بسيطة. عشان الأكل جزء من ثقافة البلد. هوّ مو حاجة لزوم نعيش وبسّ. هوّ جزء من حياتنا. كيف أقول لك؟ يعني مثل اسمك. تقدرين تروّحين لأيّ مكان من غير اسمك؟ من غير أوراقك الثبوتيّة؟ أيوه أطباق بلدنا هيّ كمان أوراقنا الثبوتيّة. يعني مو مجرّد عادة. أفكّر في كلّ الحاجات ديّة وأنا أجلس في مطعم فاخر في الشانزليزيه. طبعاً في باريس. روّحت لها ويّا صديقاتي. ودحين ننتظر يحضّرون العشاء. طلبنا حاجات خفيفة. اتّفقنا ما نريد نكتسب أيّ وزن زائد. صديقتي رانيا، عرفتها هنا في باريس، تتصفّح مجلّة موضة. هيّ تجلس جنبي. أشوف فستان. تقلب الصفحة. أقول لها ترجع للصفحة اللي قبلها. الفستان ده من مجموعات أسبوع الخياطة الراقية. قماش رقيق، انسيابي، يليق بالمناسبات الخاصّة. يعني تقولين إنّه يحمل في طيّاته نسمات ناعمة في بلد على ساحل محيط كبير. والنقشات مو مألوفة بس حلوة وشياكة. صديقتي هناء تقول إنّها ما شافت أيّ حاجة مو حلوة في أسبوع الخياطة الراقية. وحين تبتدي تتكلّم ما تسكت. تحبّ الموضة وتدري كيف تختار صيحاتها وتصاميمها مثلي. تقول كمان إنّها دوم تختار الحاجات الأنيقة بسّ البسيطة في تصميمها. يعني قال ما تحبّ فساتين السهرة اللي عليها كثير ترتر أو بيها كثير درزات ونقشات. تريد الفستان أنثوي ويرسم قوامها بطريقة روعة أمثال تصاميم Chanel وDior وValentino. «بس شفت حاجات مزيّنة بالترتر في العروض وكانت حلوة مرّة. القصّة ترتبط بالمصمّم وبالطريقة اللي يشوف بيها المرأة وأناقتها، هذي التصاميم شفتها كتير عند إيلي صعب وزهير مراد وRalph & Russo» أقول لها. العشاء يحضر. لكلّ واحدة طبق. وأنا السلطة. بسّ غنيّة بالمكوّنات. بيها كل حاجة تتمنّينها ومن غير دسم. صديقتي روعة تنتظر طبقها يبرد وحين نتكلّم عن الأناقة دوم عندها رأي يعجبني. قال كل حاجة في أسبوع الخياطة الراقية كانت فعلاً راقية. وأنا أقول لها: «عندك حقّ، فعلاً... المصمّمين من كل العالم كانوا هناك. أكثر حاجة عجبتني الفساتين اللي تحمل هويّتنا. يعني اللي تشبه العباءات. تصاميمها تليق بكل نساء العالم عشان يصمّمونها بنظرة شرقيّة وبتقنيّة غربيّة. وبعدين كان بيه كثير مصمّمين عرب يشاركون في أسبوع الخياطة الراقية ده». البنات ابتدوا ياكلون، سكتوا، العشاء لذيذ. طبعاً في المكان ده ضروري يكون لذيذ. بس طبق روعة حساء ساخن مرّة. تنتظر عشان يبرد. تقول إنّها توافق على كلّ حاجة أقولها. بس هيّ تفضّل الفساتين بتصاميم مو عاديّة يعني غريبة شويّة. السلطة لذيذة فعلاً. أقول لها: «شفنا في العروض كلّ حاجة حلوة. ما تتذكّرين الأقمشة وطبقاتها والنقشات والألوان؟ يعني لو تريدين تحضرين مناسبة عائليّة أو كبيرة أو حدث معيّن، كلّ حاجة هنا...». بعد كده نسكت. ناكل. وروعة تنتظر الطبق يبرد...

اقرئي أيضاً: شاعرية كورنيش جدة تستقطب المصطافين، إقامة مترفة في منتجع ينقلك إلى القصور العثمانية، زيارتي إلى سريلانكا

 
شارك