الجـــزائـر عبق الأصالة فــي كــلّ مـكـان

هي كنز لن تكتشفه إلا من شدّت الرحال وقرّرت خوض مغامرة جديدة إلى دولة عربيّة تشبه إلى حدّ بعيد بعاداتها وتقاليدها البلد الذي تعيش فيه، ولكن ما يميّزها هو بساطة أهلها وتواضعهم، تاريخها الحضاري الكبير، معالمها السياحيّة الاستثنائيّة... حان الوقت لتتعرّفي على الجزائر. حين تطأ قدماك أرض المطار، اعرفي أنّك دخلت أكبر بلد أفريقي، تشكّل الصحراء الجزء الأكبر منه، ولكن في مناطق أخرى، تجدين الهضاب والتلال والسهول الخصبة، وتغوصين في سحر الطبيعة الخلابة.وفي حال كنت ممن يفضّلن الساحل، ستستمتعين بالتأكيد بجمال شواطئ المتوسط. أيام في العاصمة للتعرّف على تاريخ البلد الذي عبرته شعوب وحضارات كثيرة، عليك أن تخصّصي بضعة أيام للعاصمة الجزائر، والبداية الصحيحة تكون بزيارة المدينة القديمة أو القصبة، والتي بنيت في العهد العثماني لتكون مقر السلطان وأتت على جبل مطل على البحر المتوسط ليتمكّن أبناؤها من رصد الأعداء وصد هجماتهم العسكريّة. إلى الأحياء الشعبيّة تحتوي المدينة ذات الطابع الأثري على عدد كبير من القصور العثمانيّة والمتاحف والمباني وفيها أيضاً أحياء شعبيّة، يشكّل الدخول إليها تحدياً حقيقياً، إذ إنّها أشبه بأحجيات أو متاهات، بحيث لا يتمكّن الزائر من الدخول والخروج من أزقّتها بمفرده. من هنا، استمعي جيداً إلى توجيهات المرشد السياحي، وتجوّلي معه في أزقتها المختلفة، ومنها «زنيقة العرايس» و«زنيقة مراد نزيم بك». بيوت من الماضي لا تفوّتي على نفسك فرصة الدخول إلى أحد بيوت القصبة، التي تحمل عبق الماضي بهندستها وأحجامها الواسعة، وتأكدي أنّ السكان الودودين سيرحّبون بالزوار ويكرّمونهم. في الداخل، ستجدين ساحة مربّعة ومكشوفة لا تحتوي على سقف، تُعرف بصحن الدار، تضمّ بئراً ونافورة ماء. وسيعجبك شكل النوافذ الصغيرة المزيّنة بقضبان حديديّة كما ستلفتك الأدراج الكثيرة والحادة والهندسة المميّزة، بالإضافة إلى التقارب الشديد بين المنازل إذ تكاد تكون ملتصقة ببعضها مع إطلالات رائعة على البحر. بين الحدائق لن يكتمل مشوارك من دون التعرّف على أهم الحدائق في الجزائر، وهنا يمكنك أن تذهبي باتجاه الصحراء والكثبان والتشكيلات الرمليّة والصخريّة المبهرة أو في الاتجاه المعاكس تماماً أي الغابات والبحيرات. غموض الصحراء في حال ذهبت بالاتجاه الأول، فهذا يعني أنّك اخترت الصحراء بكل ما تخبئه من غموض وأسرار، اذهبي إلى حديقة «طاسيلي ناجر» الوطنيّة المدرجة ضمن مواقع التراث العالميّة، واستكشفي سلاسل جبال الحجر الرملي المذهلة، والتشكيلات الصخريّة الشهيرة التي حفرتها السنين على هذه الأرض العريقة. تحتاجين إلى يوم كامل كي ترتوي من هذا السحر الخالص، ولا تنسي ارتداء ملابس مريحة تناسب الجولات الصحراويّة. محبات الطبيعة أمّا إذا اخترت الاتجاه الثاني، فأنت من محبّات الطبيعة، ولذلك توجّهي إلى حديقة «كالا» الوطنيّة التي تصل لغاية الحدود مع تونس وتطل على البحر المتوسط، وتتكوّن من أحراج وهضاب ومستنقعات تتداخل فيها مظاهر الطبيعة بشكل أكثر من رائع، تجدين حولك أنواعاً نادرة من الطيور والحيوانات، وخلال تجولك ستذهلين بالنباتات النادرة والمحميات. ستعجبك أيضاً حديقة «التجارب» التي تضم 2500 نوع من الأشجار العملاقة والنباتات ولا سيما أشجار النخيل التي يتواجد منها 25 نوعاً، بالإضافة إلى حديقة ذات طابع فرنسي وواحدة أخرى تحمل اللمسات البريطانيّة. نحو العصور القديمة المتاحف تظهر لكِ الكثير عن تاريخ وحضارة البلاد التي تزورينها، لذلك توجّهي إلى متحف «باردو» لتشاهدي قطعاً تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وترصدي نمط عيش تلك الشعوب من خلال الحجارة والحفريات والأواني الفخاريّة التي استخدموها. أمّا إذا رغبت في جلسة هادئة أمام شاطئ البحر، فتوجّهي إلى ميناء «سيدي فرج»، الذي يعد من أهم الشواطئ في العاصمة، إذ رسا فيه الأسطول الفرنسي سنة 1830، وقد حافظ على طابعه التراثي، حيث يضم ميناء متواضعاً ترسو فيه اليخوت ومراكب الصيد، وتتناثر حوله المطاعم التي تقدّم أشهى الأسماك والمأكولات الشعبيّة. إحياء ذكرى من رحلوا ثلاث ورقات نخيل إسمنتيّة ضخمة شكّلت هذا المعلم السياحي، إنّه «مقام الشهيد» الذي يقع في أعالي العاصمة على ارتفاع 92 متراً، ويتم الوصول إليه عن طريق التليفيريك، فاستعدّي لرحلة لا تُنسى حيث سترين المدينة من أعلى، وتستمتعين برؤية النصب التذكاري للحرب الجزائريّة الذي بني عام 1982، في مناسبة إحياء الذكرى العشرين لاستقلال الجزائر، وتخليداً لذكرى من رحلوا دفاعاً عن بلادهم. رسالة إلى قارئات أحلام مستغانمي قارئات روايات الكاتبة الجزائريّة أحلام مستغانمي سيرغبن بالتأكيد في زيارة «قسنطينة» (أو مدينة الجسور) التي لطالما تحدّثت عنها في كتاباتها، وليست أيّ جسور، بل ثمانية من الأضخم في العالم، بعضها تهدّمت أجزاء كبيرة منه، وبعضها الآخر ظلّ صامداً بقوّة وصلابة ليجمع الجبال التي لا تلتقي. بنيت المدينة القديمة على صخرة من الكلس القاسي، ما أعطاها منظراً مبهراً لا يمكن أن تجدي مكاناً يشبهه في مختلف دول العالم، كما وتتميّز بالقناطر الأثريّة والمنازل التي يعلوها القرميد لتشكل لوحة فنيّة ومعماريّة مذهلة. الأسواق الشعبيّة لا يحلو السفر من دون التسوّق، وفي الجزائر الكثير من الأسواق الشعبيّة التي تسمح لكِ بشراء أغراض وأزياء وأكسسوارات يمتاز بها البلد، فاستمتعي بمفاصلة الباعة ولا تعطيهم سريعاً المبلغ الذي يطلبونه وتأكدي أنّك ستحصلين على مقتنيات وهدايا رائعة. أين تقيمين؟ ‏Sheraton Club Des Pins Hotel يقع الفندق ذو الخمس نجوم في مدينة الجزائر ويوفّر مناظر خلابة على البحر بالإضافة إلى بركة سباحة داخليّة وبركة سباحة خارجيّة وهو قريب إلى المطار، غرفه مريحة وفاخرة تضم مطبخاً صغيراً وشرفة خاصة. ويمكن الاستمتاع فيه بالمأكولات الجزائريّة التقليديّة بالإضافة إلى الطعام الإيطالي اللذيذ. Sofitel Algiers Hamma Garden Hotel يقع وسط أماكن الجذب السياحي، وعلى بعد 30 دقيقة فقط من مركز مدينة الجزائر، ولا يبعد عن محطة قطار الأنفاق سوى 10 دقائق. يضم الفندق 305 غرفة من بينها غرفة مفردة فاخرة، غرفة تنفيذيّة واحدة وغرفة ديلوكس مفردة، ويحرص على توفير سبل الراحة والاسترخاء لزواره من مطاعم وبرك سباحة وصالة للساونا ومركز للياقة البدنيّة. El Djazair Hotel لمحبّات العمارة الجزائريّة التقليديّة، يؤمّن هذا الفندق فرصة استثنائيّة لهن، فطريقة بنائه وتقسيمه قريبة من المنازل القديمة، وهو محاط بالمتاحف والأماكن الأثريّة، يحتوي على خيارات طعام متعدّدة، كما يؤمّن لزواره كل السبل ليختبروا تجربة إقامة لا تنسى.  
 
شارك