ميسم الناصر: هدفي مزج العمارة بالفنّ والثقافة

تُعتبر المهندسة المعماريّة ميسم الناصر من الشابّات البحرينيّات الناجحات اللواتي حقّقن خلال فترة قصيرة إنجازات مهمّة سواء من خلال شركتها الخاصة 1:1 أو مشاركاتها في المعارض المحليّة والإقليميّة. فلنتعرّف أكثر على أعمالها وطموحاتها من خلال هذا اللقاء.

اقرئي: صيحة الـVINTAGE دخلت إلى الستائر أيضاً

ما الذي دفعك إلى دخول مجال التصميم والهندسة المعماريّة؟

لطالما كنت مأخوذة بتأثير المكان النفسي على الفرد والمجتمع، فقد اهتممت منذ صغري بتفاصيل المكان وبالتجربة الحسيّة المتعلّقة بكل زاوية من  زوايا وجودنا.

كيف جاءت فكرة افتتاح مكتب هندسي خاص بك؟

أردت أن أخلق بيئة تمكّنني من المزج بين الثقافة والفنّ والعمارة، ورشة مستمرّة لاختبار الأفكار وطرح الأسئلة، استوديو يجمعني مع أصدقائي الذين يشاركوني الحلم نفسه.

ما هي المعوقات التي واجهتها لتحقيق النجاح والانتشار في هذا المجال الذي كان حكراً على الرجال في البحرين؟

كان اختياري للتوقيت الذي بدأت فيه بتنفيذ هذا المشروع مناسباً جدّاً لوضع البحرين اجتماعيّاً وسياسيّاً، فقد ساعدتني الظروف على الانطلاق في العام 2012، كما أنّني امتلكت إصراراً على إنجاح هذا المشروع.

أخبرينا عن مشاركتك في معرض «ما بعد الحرف».

يعود الشكر بالدرجة الأولى إلى سامر يماني الذي فتح المجال أمامي للمشاركة في هذا المشروع، بدعم من عدد من الغاليريات في منطقة الخليج وغاليري «الرواق» من البحرين. ومن خلال هذا التعاون تمّ فتح باب للحوار والتعرّف على إحدى أهمّ شركات التصميم في إسبانيا وهي BD Barcelona Design، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للتعرّف على تجارب أخرى من المنطقة. وجاءت مشاركتي في هذا المعرض بقطعة «طلسم» المستوحاة من مقولة Friedrich Nietzsche: «ما من أسطح جميلة من دون عمق فظيع»، وققد لاقى العمل الإعجاب والثناء.

اقرئي: كيف تبرزين تحفك وأكسســواراتـــك الـمنزليّــــة؟

حدّثينا عن مشاركاتك في ألوان 338.

كانت لي ثلاث مشاركات في هذا المهرجان من خلال شركتي 1:1، اثنتان في سوق التصميم شاركت فيهما بقطع فنيّة، أمّا المشاركة الثالثة فكانت بتصميم «المسرح المفتوح». وقد أكسبتني هذه التجارب المزيد من الثقة بالنفس والاندفاع.

حدّثينا عن بصمتك الخاصة في عالم التصميم.

تأثّرت كثيراً بالمدرسة المينيماليّة التي تضمّ مساحة مريحة لطرق التعبير المكثّف والمختزل للفكرة. ففي العديد من التصاميم التي عملت عليها لجأت إلى هذه المدرسة للتعبير عن المضامين التي أودّ الذهاب إليها سواء في الأعمال التركيبيّة أو حتى في مشاريعي في العمارة أو التصميم الداخلي. في شركتي 1:1 أستند أيضاً إلى المدرسة المفاهيميّة حيث الفكرة هي أساس التصميم وتعتمد على سيكولوجيّة الإدراك. قد يكون الوقت مبكراً للحديث عن البصمة الخاصة، إلّا أنّني أودّ أن أترك بصمتي من خلال هذه المدرسة  في الوقت الراهن.

هل تفضّلين الأثاث الكلاسيكي أم الحديث؟

أقدّر التصميم الكلاسيكي إلّا أنّ الأثاث الحديث يتوافق بشكل كبير مع ذوقي الخاص خصوصاً أنّني  لا أميل إلى الزخارف في الأثاث والتصميم  بشكل عام.

كيف تستفيدين من رأي الزبون قبل تنفيذ المشروع الذي يطلبه منك؟

في استوديو 1:1، نحاول أن نقرأ تجربة الزبون الحياتيّة (طبيعة شخصيّته، عمله، نوعيّة أصدقائه، هواياته) ومن خلال بعض الأسئلة نستطيع رسم المساحات التي تتوافق مع طبيعة حياته ونقترحها عليه ثم يتمّ الحديث حول تطوير هذه الأفكار الأوّليّة إلى تصميم يرضيه.

من أين تستمدّين مصادر الإلهام؟

تختبئ أفكاري أحياناً خلف مشهد في فيلم سينمائي أو في جملة بين صديقين مررت بالقرب منهما أو في عنوان لمقطوعة موسيقيّة، لا بل أحاول أحياناً البحث عن أفكاري البصريّة في السلوك  النفسي للأشخاص.

كيف تطوّرين أسلوب عملك؟

بفتح الحوار بين التصميم ومخزون الثقافة الإنسانيّة الأخرى كالموروث الشعبي والفلسفة والسياسة والموسيقى والأسطورة… بهذا التزاوج يتمّ إثراء البعد الثقافي للتصميم وإخراجه بشكل أكثر احترافيّة.

اقرئي: تغييرات في الديكور تحسّن مزاجك

ما هي مشاريعك المستقبليّة؟

أحاول أن أشرح لابنتَي «رمز» و«لمار» أنّ قراءة الفنّ التركيبي مهمّة بقدر قراءة الفنّ التشكيلي، وبالتالي ستكون هذه رسالتي للأجيال المقبلة التي سأحاول إثباتها في أعمالي ومشاريعي.

ما هي نصيحتك للنساء البحرينيّات العاملات في مجال التصميم الداخلي والراغبات في تحقيق النجاح؟

أن يكون الشغف هو أساس مشاريعهنّ لأنّه الوحيد الذي يدفعهنّ خلال موجة المعوّقات التي قد تأتي على أشكال متعدّدة. كما أنصحهنّ بألّا يتوقّفن عن البحث عن أفكار جديدة.

 
شارك