تدريب أوّل فريق إماراتي متخصّص بالعلاج بالقراءة
إنّ مفهوم العلاج بالقراءة ليس متداولاً بشكل كبير في العالم العربي، لذلك أطلق المجلس الإماراتي لكتب اليافعين سلسلة من ورش العمل المخصّصة للتدريب على هذا النوع من العلاجات، تستهدف مجموعة من أبرز العاملين في مجال أدب الأطفال في دولة الإمارات. وتوفّر ورش العمل تدريباً نظريّاً وعمليّاً للمشاركين، بهدف تخريج أوّل دفعة تتمتّع بقدرات رياديّة على العلاج بالقراءة على مستوى المنطقة.
وجاءت الورش تحت مظلّة "كان يا ما كان"، وهي المبادرة الإنسانيّة التي أطلقها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في نوفمبر 2015، بهدف توفير كتب عالية الجودة شكلاً ومضموناً للأطفال القاطنين في مناطق يصعب فيها الوصول إلى الكتاب، وذلك لتعزيز ثقافة القراءة والاطّلاع لديهم، والتخفيف من معاناتهم، وتوفير وسائل ترفيهيّة ومعرفيّة تساعدهم على مواجهة الظروف الصعبة التي يمرّون بها.
وتقوم ورش العمل بتدريب المشاركين على علاج الأطفال واليافعين، وخصوصاً المحرومين الذين يعانون عاطفيّاً ونفسيّاً بسبب الاضطرابات الاجتماعيّة، والحروب، والنزوح، واللجوء، وبذلك توسيع نطاق عمل مبادرة "كان يا ما كان" ليتجاوز تقديم الدعم المادي فيشمل كلّاً من الدعم العاطفي والنفسي.
وقد انطلقت ورشة العمل الأولى التي استمرّت ليومين متتاليين في جزيرة العلم في الشارقة، وأدارتها الكاتبة البريطانيّة وخبيرة العلاج بالقراءة إيلا برثاود، التي ألّفت كتابين حول تعزيز الصحة النفسيّة من خلال الأدب، وأسهمت بشكل فاعل في إنشاء مؤسسة متخصّصة بتقديم خدمات الذكاء العاطفي هي "مدرسة الحياة" في لندن.
وقالت مروة العقروبي، رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: "القراءة علاجيّة بطبيعتها، وما يميّز هذه الورشة هو أنّها توفّر فرصة كبيرة للتعرّف إلى عالم العلاج بالقراءة. وكعادته، يحرص المجلس الإماراتي لكتب اليافعين بشكل كامل على ضمان التأثير الإيجابي للكتب على الأطفال واليافعين، وخصوصاً أولئك الذين يشكون من الصدمات النفسيّة أو العاطفيّة. لذلك، تعتبر الورشة فرصة فريدة لتعلّم المهارات اللازمة لمساعدتهم وإحداث فرق إيجابي حقيقي وملموس في حياتهم ومستقبلهم".