أسوّي حفلة «كـــــارا أوكــي»

حلمت أمس إنّي أقف في مكان وبيه بنات كثير. أحمل في يدي مايكروفون وقال أريد أتكلّم وكل الحاضرات يريدون يسمعوني. ووقفت وقدّامي البنات يجلسون... صفوف كثيرة وعيون كثيرة. وعيونهم في عيوني. وقال كنت أريد أتكلّم بسّ ما قدرت. الكلمات وقفت في حنجرتي، تجمّدت. خجلت وما عرفت إيش أقول. النساء ابتدوا يتكلّمون وينزعجون. وأنا... بعد كده صحيت. وحين دريت إنه مجرّد حلم حسّيت براحة مو عاديّة. يقولون الأحلام مجرّد حاجات نفكّر بيها.

اقرئي: فـي متحف اللوفر في باريس

وأنا من أسبوع وأكثر أفكّر بحفل «الكارا أوكي» اللي أسوّيه دحين في بيتي. الصديقات في كل مكان. من أشهر كثيرة ما اجتمعنا في مكان واحد. أريد أعلن بداية الحفلة. وقبل كده أتأكّد إنّه المايكروفون يشتغل. أنقر عليه بأصابعي. والبنات يلاحظون ويسكتون في لحظة. وأستغلّ السكوت ده عشان أتكلّم: «كيفكم يا بنات؟ أهلاً وسهلاً بيكم. وأشكركم عشان قبلتم تلبّون الدعوة». بيه بنات ما يسمعون. طبعاً من زمان ما التقوا وبيه حاجات كثيرة كل واحدة تريد تقولها للثانية. أتابع كلامي: «لو سمحتم يا بنات لحظة صمت»...

اقرئي أيضاً: فـي سبا GUERLAIN في نيويورك

ما يسكتون وأنا أكرّر: «بسّ لحظة. دحين رايحين كل واحدة تكتب اسمها على ورقة. وبعدين نوضع الأوراق في العلبة ديّة. وقبل ما نبتدي نسمع أيّ أغنية ونسوّي «كارا أوكي» لازم نختار اسم البنت اللي رايحة تغنّي. موافقين؟». وبدل الإجابة أسمع تهريج والبنات يضحكون والأجواء تصير أحلى. أحضّر الأوراق. صديقتي وجدة تساعدني. ونوزّع الأقلام. البنات يكتبون أسماءهم. أقف وأحمل المايكروفون. أتذكّر الحلم. أضحك في نفسي. بعدين العرض يبتدي. أحمل المايكروفون وأقول: «ودحين مروة تسحبين اسم واحدة من البنات لو سمحتي؟». أحمل علبة الأوراق اللي بيها الأسماء ومروة تختار ورقة، تفتحها وتقرأ: «حصّة». وعيوني تبحث عن حصّة لحين أشوفها تمشي وتصير جنبي. أشغّل الأغنية وأعطي المايكروفون لحصّة.

المزيد: أزور أرز لبنان

نسمع الأغنية، البنات آخر تفاعل وحصّة تبتدي تغنّي. صوتها مو حلو وبيه بنات يضحكون. وعشان أساعدها أغنّي ويّاها. حصّة من هيّ وصغيرة تخجل. الأغنية تنتهي. نسحب اسم واحدة ثانية. أقول في نفسي: «يا ريت تطلع واحدة من البنات اللي ضحكوا على غناء حصّة. رايحة أختار لها أغنية صعبة». بس المرة ديّة دينا هيّ اللي رايحة تغنّي. البنت ديه عندها صوت يهبل بس ما تعرف تأدّي. يعني ما تقسّم نفَسها عشان تغنّي بطريقة صحيحة. تغنّي مثل كأنّها تركض في مسابقة ماراتون. وإنت تسمعينها تحسّين نفَسك ينقطع. ونسحب بعد كده أوراق كثيرة. روان وعتاب ووعد ولجين وأميرة وبلقيس وغنوة ووجدة... كلّهم يغنّون وأنا أحسّ نفسي عضو في لجنة تحكيم برنامج مواهب. ودحين ضروري شويّة هدوء. أروّح لغرفة الطعام. الوالدة تقول لي كل حاجة جاهزة. أقول للصديقات: «تفضّلوا الطعام جاهز». وكأنّي قلت كلمة سحريّة خلّتهم يسكتون فجأة... مثل الحلم.

 
شارك