هبة الرمحين: النجاح في العمل يتطلّب فهمه وحبّه

هي امرأة شغوفة بعملها، تسعى إلى النجاح في كل ما تقوم به، متسلّحة بالإرادة والطموح، وقد دفعها حبّها لعالم تنظيم الفعاليّات وتأثّرها بوالديها في مجال إدارة الفنادق إلى إنشاء مطعم «سراج» في دبي في العام 2016. عملت هبة الرمحين، سوريّة الأصل، في مناصب عدّة في قطاع الضيافة، مسخّرة معرفتها الواسعة وخبرتها الغنيّة في هذا المجال لابتكار فعاليّات ناجحة تبقى محفورة في الذاكرة. وفي هذا اللقاء، تعرّفي معنا أكثر على بداياتها ومسيرتها المهنيّة الناجحة كما وعلى مشاريعها المستقبليّة.

مريم سعيد تكشف لنا روتين العناية ببشرتها

ما الذي شجّعك على الانتقال إلى الإمارات؟

تلقّيت عرض عمل من مجلّة عملت معها سابقاً في سوريا وتوجّب عليّ الذهاب إلى دبي فشعرت بأنّني أمام فرصة لأطوّر نفسي. ولكنّني كنت أبلغ حينها 21 عاماً وقد عارض والداي الفكرة إلّا أنّني ألححت عليهما وطلبت منهما أن يدعماني في خطوتي هذه. وقد تسلّحت بالأمل والثقة لتحقيق حلمي وأنا سعيدة لأنّني اتّخذت هذا القرار.

إلى أيّ مدى تأثّرت بعمل عائلتك في مجال إدارة الفنادق؟

كنت لا أزال في المدرسة عندما بدأ والداي في مجال إدارة الفنادق. صحيح أنّني لم أشاركهما العمل فعليّاً في صغري لكنّني أحببت دائماً التواجد في المطبخ مع والدتي كي أعبّر لها عن أرائي وأمدّها بالمساعدة في الحفلات والمناسبات. وأظنّ أنّني أدركت عندئذٍ حبّي للطعام والاحتفالات.

أخبرينا عن تجربتك كمديرة سابقة في قسم الموسيقى والصوت في شركة MBC. ماذا أضاف ذلك إلى خبرتك المهنيّة؟

كل ما نفعله في الحياة سواء كان بسيطاً أو معقّداً يضفي شيئاً على خبرتنا المهنيّة. وقبل انضمامي إلى فريق MBC عملت مع فنادق متعدّدة من فئة الخمس نجوم طوال 8 أعوام، لذا فإنّ خبرتي في مجال الاحتفالات والفعاليّات كانت دائماً ضمن الفنادق. وعندما بدأت العمل مع MBC، طُلب منّي إطلاق شركة تُعنى بالفعاليّات رفيعة المستوى وقد شكّل ذلك تحدّياً رائعاً بالنسبة إليّ فكانت تجربة جديدة لتنظيم المناسبات بحريّة أكبر من دون التقيّد بفندق واحد أو بلد واحد. وعندئذ أطلقت العنان لنفسي! فأنشأت Eventique واستمتعت في تطويرها فتحوّلت من شركة صغيرة إلى إحدى أهمّ الشركات التي تهتمّ بتنظيم الحفلات والفعاليّات. وهكذا أسّست شركتي الخاصّة التي أفتخر بها H Concepts and Events.

تعلّمت كثيراً من تجربتي التي دامت 6 أعوام في Eventique. فقد اهتممت بالتخطيط للحفلات وتنفيذها في بلدان متعدّدة، بدءاً من المؤتمرات وحفلات العشاء وصولاً إلى الخيمات الرمضانيّة وحفلات الزفاف الملكيّة. وقد تمحورت كل فعاليّة حول فكرة معيّنة وكان لها هدفها ورونقها الخاصّين. وقد تعرّفت إلى أشخاص كثيرين في تلك الفترة فأصبح بعضهم زبائني وبعضهم الآخر أصدقائي.

استطعت أن تجعلي شركة Eventique إحدى أبرز شركات إدارة الفعاليّات والتخطيط للمناسبات. أخبرينا قليلاً عن هذا الإنجاز وعن أهمّ الفعاليّات التي عملت عليها.

عندما ينجح المرء في مجال التخطيط للفعاليّات في الإمارات فلا بدّ أنّه واجه تحدّيات كبيرة وتعلّم كثيراً بسبب العمل ضمن مواعيد نهائيّة قصيرة ومعايير عالية وظروف صعبة. وفي بلد يهدف إلى التفوّق على كل الأصعدة، يشجّعنا ذلك على العمل في المستوى نفسه، لذا نحرص دائماً على تقديم عمل جديد ومبدع في كل الحفلات والفعاليّات. أمّا أهمّ الفعاليّات التي عملت عليها، فكانت المنتدى الدولي للاتّصال الحكومي ومهرجان دبي السينمائي ومنتدى الإعلام الإماراتي، بالإضافة إلى الخيمة الرمضانيّة في عجمان وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي وحفلات الزفاف الملكيّة.

تعرّفي على أفضل سبا في دبي

ما الذي جذبك إلى قطاع الضيافة؟

الأمر بسيط، فأنا أحلم بافتتاح فندقي الخاص يوماً ما.

ما هو سرّ النجاح في مجال التخطيط للفعاليّات؟

سرّ النجاح في أيّ مجال هو الحبّ والشغف قبل أيّ شيء آخر. وفي عالم الفعاليّات والحفلات، فإنّ الإبداع والتنبّه للتفاصيل والمهارات التنظيميّة والقدرة على العمل تحت الضغط هي من العوامل الأساسيّة للنجاح.

أخبرينا قليلاً عن تجربتك في افتتاح مطعم «سراج». هل واجهت صعوبات في مجال المطاعم الذي لا يزال غير مألوف بين النساء العربيّات؟

واجهت حتماً بعض الصعوبات! صحيح أنّ هذه التجربة لم تكن سهلة قطّ لكنّني تعلّمت الكثير خلال عملي على هذا المشروع. فأنا أستطيع اليوم افتتاح مطاعم كثيرة من دون كل تلك المشاكل التي واجهتها. فمجال المطاعم رائع غير أنّه معقّد جدّاً أيضاً. لا بدّ مثلاً أن نبقى متيقّظين وأن نتابع التفاصيل كافّة، بدءاً من الطعام والوصفات فالنظافة والخدمة والحفاظ على المعايير العالية. وتختلف الأذواق في دبي كثيراً كما أنّ المنافسة قويّة جدّاً أيضاً. لذا، من الضروري أن نقدّم دائماً الطعام الشهيّ والمميّز والخدمة العالية تلبية لأذواق الجميع.

كيف يمكن أن تصبح المرأة قائدة ناجحة؟

يجب أن تحبّ المرأة ما تفعله وتعرفه تمام المعرفة. فلا يمكن النجاح في أيّ عمل إن لم نكن نفهمه ونحبّه فعلاً. ومن المهمّ أن تقوم أيضاً بدراسة السوق وتحليلها والتعامل مع خبراء ومستشارين في بعض المجالات لتطوير العمل وتحسينه. وتذكّري دائماً أنّ كل القادة الناجحين بدأوا من الصفر وتسلّقوا سلّم النجاح شيئاً فشيئاً.

للفن رسالة على إنستغرام

ما هي نصيحتك للمرأة العربيّة كي تنجح في مسيرتها المهنيّة؟

ثقي بنفسك واعملي من كل قلبك. ضعي خطّة واضحة لكل ما تريدين فعله واسعي وراء أحلامك وطموحاتك. فإن عملت جاهدة وصمّمت على النجاح، لا شيء مستحيل!

ما هي طموحاتك المستقبليّة؟

أطمح إلى التوسّع في صناعة الأغذية على الصعيد العالمي وأتمنّى افتتاح فندقي الخاص وتأسيس جمعيّة خيريّة لمساعدة المحتاجين لا سيمّا الأشخاص الذين يتضرّرون من جرّاء الحروب.

 
شارك