المرأة وحوادث السير لطيفة في شخصيّتها... انفعاليّة في قيادتها

رغم العدد القليل من النساء اللاتي يقدن السيارة مقارنة بالرجال، إلا أنّ أكثر الحوادث المروريّة في إمارة أبو ظبي تتسبّب بها السائقات. هذا ما أكّده مركز البحوث والدراسات الأمنيّة في القيادة العامة لشرطة أبو ظبي في بيان صادر عنه منذ سنوات والذي أشار فيه إلى أنّ هناك ارتفاعاً في معدّلات الحوادث المروريّة التي تتسبّب بها النساء في إمارة أبو ظبي. وأظهر البيان أنّ السائقات الإماراتيات يتصدّرن قائمة السائقات الأكثر ارتكاباً لحوادث المرور على مستوى الإمارة حيث يُعدّ عبور الإشارة الحمراء من أكثر أسباب حوادث المرور النسائيّة على الإطلاق، ويعتبر تخطّي السرعة من أكثر المخالفات التي ترتكبها السائقات في مدينة أبو ظبي.

الماكياج وسلامة الطريق
انشغال النساء في وضع الماكياج أثناء القيادة هو أحد أبرز أسباب حوادث السير، هذا ما أثبته مسح كانت أجرته شركة «دايموند» للتأمين في بريطانيا، إذ كشف أنّ قرابة نصف مليون حادث سير تتسبّب بها النساء في بريطانيا لانشغالهنّ بالتبرّج أثناء قيادة السيارة. وأثبتت الدراسة أنّ خُمس النساء اللاتي اشتركن في المسح اعترفن بانشغالهنّ بوضع الماسكرا أثناء القيادة، أي ما يعادل 2.7 مليون امرأة من جمالي 15 مليون امرأة يقدن سيارات في بريطانيا. وأقرّت ثلاثة في المئة منهنّ بأنّ انشغالهنّ في وضع الماكياج أثناء القيادة كان السبب في حوادث السير. وأظهر المسح أنّ صغيرات السن، ممن تتراوح أعمارهنّ بين 17 و21 عاماً، يعطين الأولويّة لمظهرهنّ أثناء القيادة على حساب تطبيق شروط السلامة، ما يجعلهنّ الأكثر تسبّباً بحوادث السير.

تهوّر أم انفعال؟
باتت مشكلة حوادث السير التي تكون النساء مسؤولات عنها مشكلة تحتاج إلى حلّ. ولمعرفة الأسباب النفسيّة التي تجعل السائقة الأكثر تسبّباً بحوادث السير، يحدّثنا دكتور الطب النفسي، محمد النحاس، فيقول: «قصور الثبات الانفعالي هو المسبّب الأساسي لحوادث السير التي تقوم بها المرأة، ويُقصد بهذا القصور عدم قدرة المرأة على مواجهة المواقف الطارئة بحكمة وعقلانيّة. وهذا الثبات الانفعالي له علاقة بطبيعة الانفعالات التي تعكس التفكير، فالمرأة تستخدم الانفعالات في غالبيّة الأحيان، على عكس الرجل الذي يستخدم التفكير والسيطرة قبل الانفعال». ويشير النحاس إلى أنّ القدرة على اتخاذ القرار في المواقف الصعبة تختلف بين الرجل والمرأة، ويرى أنّ الرجل أثناء القيادة يستطيع اتخاذ القرار والسيطرة على الموقف أكثر من المرأة، لأنّ الأخيرة تتصرّف بناءً على انفعالاتها وليس بعقلانيّة.
في المقابل، أظهرت دراسة علميّة أجراها أستاذ علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، ستيفن كرامر، أنّ القيادة المتهوّرة للسيارات سببها جيني، وأنّ أولئك الذين يقودون بتهوّر يعانون من طفرة جينيّة تؤثّر في قدرتهم على القيادة الصحيحة، وغالباً ما يقدّمون أداء سيئاً في اختبار قيادة السيارة، مقارنة بمن لا يعانون منها.

ظروف خاصة...
ترى دراسة أخرى أعدّتها شرطة أبو ظبي أنّ هناك عوامل عدة تؤثّر في قيادة النساء مثل الظروف الصحيّة الاستثنائيّة (الدورة الشهريّة والحمل...)، ففي هذه الحالات، تكون المرأة في حالة مزاجيّة سيّئة وتتصرّف بعصبيّة، ما ينعكس على أسلوبها في القيادة وعلى طريقة تعاملها مع غيرها من السائقين.
في المقابل، عزا مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي اللواء محمد سيف الزفين، ارتكاب بعض النساء مخالفات سرعة أو تورطهنّ في حوادث، إلى تحمّل المرأة الدور الرئيسي في المنزل حيث تتولّى مسؤوليّة نقل الأطفال من وإلى المدرسة، وإعداد الطعام قبل عودة الزوج من عمله، فتحاول الرجوع سريعاً إلى المنزل، مشيراً إلى أنّ الظروف العائليّة الخاصة لا يمكن اعتبارها مبرّراً للتهوّر أو لتعريض حياة الآخرين للخطر، مؤكداً أنّ القانون لا يفرّق في التعامل بين النساء والرجال في مثل هذه الحالات.

في التأنّي السلامة
كلثم عوض، مواطنة إماراتيّة حاصلة على رخصة قيادة منذ ثماني سنوات، تقود سيارتها بحذر وتأنّ شديدين، لأنّها تحرص على سلامتها وسلامة طفلتها ومَن حولها. وتقول: «لا أذكر أنّني تعرّضت لأي حادث أو مخالفة مروريّة، لأنّني حريصة على القيادة بهدوء بعيداً عن الانفعال. فحين أكون على الطريق، لا أفكّر في شيء إلا بقيادتي وبالسيارات المحيطة بي».
ورغم هذا، تشير كلثم إلى أنّ معظم السائقات هنّ المسبّب الرئيسي لحوادث السير، وتوضح أنّ بعض النساء شديدات الانفعال والعصبيّة في قيادتهن، لا سيما اللاتي يحاولن الوصول إلى المكان المطلوب بأسرع وقت ممكن، منهنّ النساء العاملات اللاتي يخرجن من بيوتهنّ متأخّرات. وتشير كلثم إلى أنّها تختلف عن هؤلاء النساء لأنّها امرأة غير عاملة، ولا تقود سيارتها إلا عند الضرورة، سواء للذهاب إلى زيارة الأقارب أم للخروج في نزهة مع طفلتها.

احذرن مفاجآت الطريق
تروي المواطنة علياء رضا، قصّة حادثها المروع الذي تسبّبت به حين دهست طفلاً يبلغ من العمر 13 عاماً على طريق جسر الصحاري الكائن في مدينة الشارقة، فتقول: «جرى هذا الحادث في المساء بعد انتهائي من العمل، وفي طريقي إلى المنزل، اعترضني طفل يركض على التقاطع، ومن دون أن أنتبه اصطدمت به، وإذا به يقع على الأرض، فأوقفت سيارتي ونقلته إلى أحد المستشفيات الخاصة، حيث تلقّى الإسعافات الأوليّة. لكن الحمد لله، لم تكن هناك إصابات خطرة، عدا الكسور في منطقتي القدم والرقبة».
بعد هذا الحادث ومشهد الدماء، تعبّر علياء عن هذا الحادث وتصفه «بالمروع». وتقول: «تعلّمت الكثير من هذه التجربة، وهو الانتباه أثناء القيادة والحذر من مفاجآت الطريق التي من الممكن أن يتعرّض لها كل سائق».

 

 
شارك