كيف أتغلب على السرطان؟

من أصعب الظروف التي يمكن أن يمرّ بها المرء المرض، وعلى الرغم من التقدّم الطبي الذي تظهر نتائجه يوماً بعد يوم يبقى مرض السرطان لغزاً لا بدّ من حلّه.

فبحسب منظمة الصحة العالمية، أصبح مرض السرطان من أكثر الأمراض انتشاراً إذ ثمّة 14 مليون مصاب به في العالم، وهذا الرقم في تصاعد مستمر إذ من المتوقّع أن يصل إلى 21 مليون مصاب حول العالم بحلول العام 2030.

اقرئي: قهر السرطان ليس صعباً

ولا يستثني هذا المرض أي شخص مهما كان عمره أو جنسه، فقد تحول إلى شبح حقيقي يطال الجميع وفيه يختبر المريض ومن حوله تجربة من نوع جديد، إما المحاربة والانتصار وإما الاستسلام للأمر الواقع.

صعبة هي التجربة التي يختبرها المريض والتي تبقى في ذاكرته، منهم من يفضّل أن تبقى له ومنهم من يحاول قد المستطاع أن يتشاركها مع من حوله كي تكون بمثابة دعم لكل شخص قد يعاني من هذا المرض لا قدر الله طبعاً. من هنا، اختارت "هيفاء" اسماً مستعاراً لتحارب المرض وتقوى عليه، وها هي اليوم تشاركنا تجربتها التي مرّت بها.

بابتسامتها التي لم تفارقها، قررت "هيفاء" أن تشارك قارئات مجلتنا تجربتها لتقول لهن إن الإنسان يستطيع أن يجتاز كل الصعاب مهما كانت بالأمل والصبر. وتروي قصتها:

"كنت في الثامنة والعشرين من عمري، كانت الفرحة تغمرني فحلمي بتحقيق أسرة بدأ يتحققّ. وبعد أشهر قليلة من زواجي بدأت أشعر بعوارض اعتقدت للوهلة الأولى أنها عوارض الحمل وككل امرأة ذهبت لزيارة الطبيب من أجل إجراء الفحوصات اللازمة".

وتتابع: "أيام قليلة وصدرت النتائج، لكن الصدمة كانت كبيرة لأنّه تبيّن أنّني مصابة بسرطان في الأمعاء، وهنا بدأت الرحلة... زوجي، عائلتي، أصدقائي كلّهم في حالة من الصدمة". كنت أنظر إليهم مستغربة سبب تعاطفهم معي فأنا سأخضع للعلاج وسنرى النتائج إما أن أتحسّن وإما...

اقرئي: تعرفي إلى عبقرية الرياضيات التي أذهلت العالم فغدرها السرطان

(الدموع تغمر عينيها)..."طبعاً كما كل مريض هناك علاج علي أن أخضع له فقمنا بزيارة الطبيب الذي شرح لنا مراحل العلاج، ولكنّه نصحني ألا أستسلم وبالفعل بعد أسابيع قليلة بدأت رحلتي مع العلاج  الكيميائي". وتردف: "نعم! كنت أجد صعوبة كبيرة من النظر إلى حالتي لأن هذا العلاج سيؤثّر على مظهري".

"شهر تلو الآخر وأنا أخضع لجلسات العلاج، كان شعري يتساقط وعلامات التعب والوجع تبدو على وجهي لكنني كنت أتقبّل الواقع ولطالما كان لدي ثقة بأن شعري سيتجدد بعد الانتهاء من العلاج".

وهنا طرحنا عليها هذا السؤال: "هل وضعت شعراً مستعاراً؟

الإجابة: "نعم! بطلب من زوجي وأهلي وضعت الشعر المستعار وكنت على يقين أنّ هذه المرحلة مؤقّتة وستمرّ".

مرّت سنة وأنا لا أزال أخضع للعلاج، إلا أنني كنت أشعر بقوة غريبة تنبع من داخلي تنبئني بأنّني سأشفى من هذا المرض. وعلى الرغم من الآلام كنت أبتسم، أنظر إلى زوجي الذي لم يفارقني للحظة وأقول له الغد سيكون أفضل وسنحقق أحلامنا معاً.

اقرئي: سرطان الثدي: اكتشفيه مبكراً لتتجنّبي مخاطره

وبالفعل هذا ما حصل، بعد 15 شهراً من العلاج الكيميائي أظهرت الفحوصات أنه قد تمّ القضاء على المرض وأن لا حاجة لمتابعة العلاج.

وتردف: "ها أنا اليوم أم لفتاتين وأتابع حياتي كسائر النساء".

وفي الختام، وجهت "هيفاء" رسالة إلى مريضات السرطان تحثهن من خلالها على التمسّك بالأمل والحياة فبعد كل ليل ثمة شروق للشمس.

 
شارك