حافظي على جهاز مناعتك

دائماً ما نسمع عن جهاز المناعة وعن ضرورة تقويته وتعزيز صحّته للحفاظ على أجسامنا. ولكنّك قد تكونين من اللواتي لم يحصلن يوماً على تعريف واضح لهذا الجهاز ولم يطّلعن عن دوافع حقيقيّة للحفاظ عليه. لذلك، اقرئي ما يأتي وتزوّدي بالمعلومات الأساسيّة التي لا بدّ لك من معرفتها.
 لا يختلف اثنان على أهميّة جهاز المناعة في الجسم، فهو يحمي هذا الأخير من أيّ عوامل ضارّة. ويحتاج منك هذا الجهاز إلى أكثر من مجرّد إجراء الفحوصات الطبيّة اللازمة، إذ لا بدّ لك أيضاً من اتّباع بعض الخطوات في حياتك اليوميّة لتساعدي في تعزيز وظائفه. تعرّفي معنا اليوم على جهاز المناعة بشكل كامل واطّلعي على أهميّته ولا تتردّدي في التمعّن بالخطوات التي تساهم في تحسين عمله.

ما هو جهاز المناعة؟

لمعرفة ما هو جهاز المناعة أو الجهاز المناعي تحديداً، سنقدّم لك تعريفين: الأوّل علمي والثاني مبسّط.

من الناحية العلميّة، هذا الجهاز هو منظومة من العمليّات الحيويّة التي تقوم بها خلايا الجسم لحمايته من الأمراض والسموم. أمّا إن رغبنا في تعريف أبسط، فنقول إنّه حصانة الجسم أي النظام المسؤول عن حمايته من العوامل الداخليّة والخارجيّة المضرّة به، كالبكتيريا والفيروسات والخلايا الخبيثة كالسرطانات.

ممّ يتألّف؟

لا يتألّف نظام المناعة من عضو واحد، إنّما من مجموعة أعضاء وخلايا وبروتينات:

- الأعضاء: نخاع العظم والعقد اللمفاويّة واللوزتان والقناة الهضميّة...

- الخلايا: الخلايا اللمفاويّة والخلايا القاتلة الطبيعيّة...

- البروتينات: الأجسام المضادّة.

ما هي أمراض جهاز المناعة؟

تتوزّع أمراض جهاز المناعة على ثلاث مجموعات هي الحساسيّة والربو، أمراض المناعة الذاتيّة وأمراض نقص المناعة.

- الحساسيّة والربو: الحساسيّة هي تفاعل جهاز المناعة في الجسم مع مادّة ما تسبّب تهديداً له. وتكون على أنواع من الطعام أو لدغات الحشرات أو وبر الحيوانات أو الغبار. أمّا الربو، فيؤدّي إلى انتفاخ في المجاري التنفسيّة فتضيق وبالتالي يصعب التنفّس.

- أمراض المناعة الذاتيّة: هي الأمراض التي يهاجم فيها جهاز المناعة بالخطأ خلايا من الجسم ذاته، مثل سكّري النوع الأوّل والتهاب المفاصل الروماتويدي والتصلّب المتعدّد وغيرها.

- أمراض نقص المناعة: قد تكون وراثيّة أو مكتسبة كمتلازمة نقص المناعة المكتسب ونقص المناعة المرتبط بسوء التغذية أو بعض الأدوية أو العلاجات.

دورك أساسي!

دورك أساسي في الحفاظ على صحّة جهاز المناعة، ويكون ذلك من خلال اتّباع عدد من الخطوات سنستعرض أبرزها في ما يأتي:

تجنّبي الضغوطات

قد لا تعلمين أنّ التعرّض المستمرّ للضغوطات والتوتّر يؤثّر سلباً على الجهاز المناعي وعلى أداء وظيفته في حماية جسمك من الأمراض والفيروسات. لذلك،  لا بدّ من القول إنّ التوتّر يمنع خلايا المناعة من إتمام عملها المعتاد، ما يعني الاضطرار إلى مواجهة العوامل المضرّة. ولا نتحدّث في هذا الإطار عن الضغوطات الكبيرة وحسب، أي التي نشعر بها بسبب مشكلة كبيرة نواجهها كوفاة أحدهم أو تجربة مهنيّة فاشلة أو غيرهما، إنّما نشمل أيضاً المضايقات اليوميّة والمتكرّرة. لذلك، حاولي تجنّب المشاعر السلبيّة قدر الإمكان لما لها من تأثير سلبي على الصحّة الجسديّة والعقليّة، واسعي إلى استبدالها بأفكار وأحاسيس إيجابيّة.

اقرئي: طعامك صحّي أثناء العمل

حافظي على النظافة

يندرج الحفاظ على النظافة ضمن الخطوات التي تحمي جهاز المناعة وعمله في جسمك. ونعني بذلك أن تحرصي دائماً على تنظيف البيئة التي تحيط بك سواء في المنزل أو العمل. ابدئي أوّلاً من نظافة جسمك، لا سيّما اليدين، إذ تستخدمينهما طوال الوقت وتلامسين بهما كل ما حولك. وفي كل مرّة ترغبين في غسلهما، افركيهما جيّداً بالماء والصابون لمدّة لا تقلّ عن عشرين ثانية. واحرصي على غسل يديك كلّما دعت الحاجة إلى ذلك، لا سيّما قبل إعداد الطعام أو تناوله وبعدهما. بالإضافة إلى ذلك، حين تعطسين، الجئي إلى استخدام منديل ورقي بدلاً من وضع يدك أمام فمك وذلك لتمنعي انتشار الفيروسات والعدوى. أمّا بالنسبة إلى المنزل ومكتبك في العمل، فاعمدي إلى التعقيم باستمرار.

انتبهي إلى جدول نومك

أكّدت الدراسات والأبحاث على أهميّة النوم بالنسبة إلى سلامة الجسم وصحّته. وفي ما يتعلّق بالحفاظ على جهاز المناعة، النوم أساسي أيضاً، إذ يتيح الفرصة لإعادة تنظيم الجسم. انطلاقاً من ذلك،  لا بدّ لك من الحرص على نوم ساعات كافية كل يوم، مع ضرورة تنظيم جدول الخلود إلى الفراش أي في ساعة معتدلة إن لم تكن مبكرة، بعيداً عن السهر طويلاً والنوم في ساعات متأخّرة من الليل. ألم يقل المثل «نام بكّير وشوف الصحّة كيف بتصير»؟!

لا تهملي الرياضة

أثبتت الرياضة أهميّتها في تعزيز جهاز المناعة وتقويته وتنشيطه. فهي لا تقوّي أعضاء الجسم وحسب، إنّما تساعدها في مكافحة أيّ داء يواجهها. لذلك، اختاري أيّ نوع يستهويك من أنواع الرياضات ومارسيه أقلّه نصف ساعة في اليوم. بالإضافة إلى ذلك، لا تتردّدي في الانخراط في صفوف اليوغا أو الرياضات المهدّئة، فهذا يساعدك أيضاً.

حافظي على سلامة جهازك الهضمي

من الخطوات الأساسيّة التي لا بدّ لك من القيام بها لحماية جهاز المناعة في جسمك الاهتمام بسلامة جهازك الهضمي والحفاظ عليها. ويكون ذلك من خلال:

- غسل الأطعمة جيّداً قبل تناولها لحماية المعدة وأعضاء الجهاز الهضمي من أيّ فيروسات أو عوامل خارجيّة مؤذية، علماً أنّ 70% من خلايا المناعة تتمركز في هذا الجهاز.

- الإكثار من الأصناف التي تعزّز المناعة، ونذكر منها الحمضيّات لا سيّما أنّها تغتني بالفيتامين C، بالإضافة إلى الكيوي والفلفل والورقيّات الخضراء.

- عدم إهمال الفيتامينات الأساسيّة للمناعة، وأبرزها الزنك المتوفّر في المأكولات البحريّة والسبانخ وغيرها.

- إغناء الغذاء بالخضار والفاكهة على أنواعها، مع ضرورة اختيار الأطعمة بالحبوب الكاملة.

اقرئي: 8 نصائح للإقلاع عن التدخين نهائياً

تلقّي التطعيمات

لا شكّ في أنّ التطعيمات تحمي جهاز المناعة في الجسم، ما يعني ضرورة تلقّيها وفقاً لإرشادات الطبيب ومن دون إهمال، لا سيّما أنّ لكل طعم وقتاً وعمراً مناسبين له.

ابتعدي عن العادات السيّئة

العادات السيّئة كالتدخين تؤثّر سلباً على جهاز المناعة في جسمك وتضعفه، ما يمنعه من أداء وظيفته بشكل مثالي. لذلك، أبعدي هذه العادات عن حياتك لتقي نفسك من الأمراض والفيروسات على أنواعها.

حافظي على وزن صحّي

أنت من اللواتي يفكّرن في الحصول على الإطلالة الأجمل دائماً. ولا يكون ذلك من خلال العمل على تسريحة الشعر والماكياج وحسب، إنّما من خلال التمتّع بوزن صحّي أيضاً. والحفاظ على هذا الوزن له تأثير إيجابي على جهاز المناعة، إذ يساهم في تعزيزه والحفاظ على وظائفه. لذلك، لا تهملي هذه الخطوة قطّ لتكون كل من إطلالتك وصحّتك الجسديّة مثاليّة.

 
شارك