لماذا نقوم ببعض التصرّفات من دون انتباه؟
كثيرة هي الأمور التي نبادر إلى القيام بها في حياتنا اليوميّة من دون أن نعرف حتى ما يدفعنا إليها. لذلك، اخترنا أن نغوص في عالم علم النفس ونطّلع على الأسباب التي تؤدّي بنا إلى القيام بهذا التصرّف أو ذاك. فهيّا بنا إذاً نتعرّف على حقائق نفسيّة مثيرة للاهتمام لم نكن ندركها عن أنفسنا!
5 طرق للحفاظ على جو إيجابي في العمل
تساؤلات غريبة!
هل تساءلت يوماً لماذا تركنين سيارتك دائماً إلى جانب السيارات الأخرى على الرغم من المساحات المتاحة في الموقف أو لماذا تحرّكين يديك فيما تتحدّثين إلى صديقتك؟
كثيرة هي السلوكيّات التي نقوم بها من دون أن نفهم دوافعها. لذلك، يجيب العلماء على تساؤلاتنا ويقدّمون شرحاً منطقيّاً لهذه الأمور. ولا بدّ من القول إنّ الحقائق التي ستكتشفينها ملفتة للغاية!
نخفض صوت الموسيقى أو نخفيه في الأماكن غير المألوفة
حين نقود على طريق مألوفة، لا نمانع رفع صوت الموسيقى في السيارة كما ونستمتع بأحاديث الركاب الآخرين معنا. غير أنّنا حين نتواجد في إطار غير مألوف بالنسبة إلينا، نواجه صعوبة في تقبّل الأصوات من حولنا فنسارع إلى خفض صوت الراديو أو حتى إخفائه تماماً. فما سبب ذلك إذاً؟ أكّدت الدراسات أنّنا نعي المعلومات البصريّة التي يتلقّاها دماغنا بشكل أقلّ من العادة حين نصبّ تركيزنا على السمع. انطلاقاً من ذلك، يُفضّل دائماً الحفاظ على نوع من الهدوء حين نختار طريقاً جديداً أو نتوجّه إلى مكان غير مألوف.
نحرّك أيدينا حين نتحدّث إلى الآخرين
ما من شخص واحد لا يحرّك يديه أثناء تحدّثه إلى زميل له أو صديق أو فرد من أفراد أسرته. وعلى الرغم من أنّنا دائماً ما نسمع عن لغة الجسد، لم نحصل يوماً على تفسير منطقي لما يدفعنا إلى التعبير بالأيدي وقت التكلّم.
وبالنسبة إلى العلماء، يُعدّ تحريك الأيدي نتيجةً للنموّ والتطوّر اللذين عرفتهما البشريّة على مدى السنوات. فبعد التركيز على الطريقة التي تساعد فيها الشبكة العصبيّة في الدماغ الإنسان على التحرّك والتحدّث، شبّه العلماء حركة الأيدي بالحركات التي يقوم بها الطفل الذي نتوجّه إليه بالكلام. ويعني ذلك التفاعل طبعاً ويؤكّد على ترابط النظام العاطفي في داخلنا مع نظامي العقل والجسم على حدّ سواء.
نركن سيارتنا إلى جانب السيارات الأخرى
قد يبدو الأمر مضحكاً بالنسبة إليك، غير أنّه في الواقع صحيح. فكم من مرّة ركنت سيارتك بعيداً عن الجميع؟ ولا حتى مرّة واحدة! وتؤكّد طبيعة الإنسان الاجتماعيّة هذا السلوك، أي ميله إلى اللحاق بالتيار من حوله. وأشارت إحدى الدراسات إلى أنّ الإنسان يعتقد إجمالاً أنّ الأمور الشائعة صحيحة ويشعر حتى بعدم الحاجة إلى تجربة أيّ تفصيل ساد من حوله. وهذا ما يؤكّد اندفاعنا إلى الركن قبل الآخرين وليس بعيداً.
لا نتناول القطعة الأخيرة المتبقّية في الطبق
غالباً ما نتجنّب أخذ القطعة الأخيرة سواء بقيت في طبق على الطاولة حيث نتشارك الطعام مع أقربائنا أو بادرت إحداهنّ إلى تقديمها لنا. ويعود سبب ذلك إلى تجنّبنا تحمّل مسؤوليّة أي نقص ما، لا سيّما حين لا نضطرّ إلى ذلك.
يفضّل الرجل عدم الاستدلال على أيّ مكان
لا شكّ أنّ القيادة هواية يفضّلها الرجال أكثر من النساء. ودائماً ما يرغب هؤلاء في استكشاف مناطق وأماكن جديدة سمعوا عنها، فيلبّون بسرعة نداء المقود وينطلقون! إلّا أنّ الأمر المضحك في هذا الإطار هو تفضيل الرجل بشكل عام عدم الاستدلال أي السؤال عن هذا الاتّجاه أو ذاك. وأشارت الدراسات إلى أنّ السبب يعود إلى تمسّكه بالرجوليّة نوعاً ما، فهو لا يعترف مثلاً بأنّه لا يعرف هذا الأمر أو بأنّه أخطأ في ذاك. أمّا نحن النساء، فلا نشعر بتلك الخشية قطّ لأنّنا اعتدنا التعلّم من الأخطاء والهفوات التي نقع فيها ولأنّنا نسعى باستمرار إلى إثبات ذاتنا وقدراتنا في المجتمع الذكوري من حولنا.
نترك الباب مفتوحاً للآخرين
تعلّمنا، مذ كنّا صغيرات، وجوب ترك الباب مفتوحاً للآخرين من بعدنا كنوع من الاحترام واللطف. ولكن، هل تساءلت يوماً لماذا نندفع إلى القيام بهذا السلوك لسبب آخر غير المعاملة الجيّدة؟
فبحسب دراسة أجراها أحد الباحثين، تبيّن أنّنا نترك الباب مفتوحاً رغبةً منّا في تقليص الجهود الجماعيّة في البيئة من حولنا. ويعني ذلك أنّ الشخص الذي تُرك الباب مفتوحاً أمامه لا يحتاج إلى بذل أيّ مجهود أو طاقة غير ضروريّة. وإن اعتقدت أنّ هذا المثال الصغير لا يؤثّر في المجتمع أو يغيّر شيئاً فيه، فكّري على نطاق أوسع! لو قمنا جميعنا بالحفاظ على الوقت الثمين والطاقة المهمّة، ألا نعيش في محيط أجمل وأفضل؟!
نقرأ الأسطر الطويلة بشكل أسرع مع أنّنا نفضّلها قصيرة
مع أنّنا نفضّل بشكل عام قراءة المقالات أو المواضيع التي تنقسم أسطرها إلى عواميد صغيرة، أكّدت الدراسات أنّنا نقرأ بشكل أسرع حين يتوزّع النص على كامل الصفحة (ونعني بذلك التوزّع الأفقي). بعبارة أخرى، نكون قادرات على قراءة الأسطر الطويلة أسرع من تلك القصيرة.
وإذا تساءلت عن هذا التناقض بين ما نفضّله من جهة وبين الحقيقة العلميّة من جهة ثانية، فاعلمي أنّ رغبتنا في هذا الإطار ترتكز على اختيار صورة مريحة أكثر للنظر والعين.
تتّبعين حمية صديقتك ولا تخسرين الوزن؟ إليك السبب
نفكّر بجودة ما نبتاعه وليس بثمنه وحسب
قلّما ننتقي أغراضنا وحاجيّاتنا بطريقة عشوائيّة، بل نحرص على اختيار الجودة التي نبحث عنها والثمن الذي يناسب مقدورنا. انطلاقاً من ذلك، أكّدت الدراسات أنّ الطبقة المتوسّطة من المشتريات هي الأكثر مبيعاً، إذ لا يربط الإنسان الثمن الأعلى بالجودة الأفضل بل يركّز أكثر على ما ينتقيه ثمّ يفكّر في الثمن. لذلك، حين نزور أيّ متجر، نلاحظ أنّ المنتوجات التي تتقارب أسعارها أو تتراوح ضمن إطار معيّن تكون موضوعة الواحدة قرب الأخرى.
السلوكيّات البديهيّة لا تعدّ ولا تحصى
تحدّثنا عن مجموعة صغيرة من السلوكيّات البديهيّة التي نقوم بها عادةً بشكل تلقائي من دون تفكير. غير أنّ الأمور البديهيّة التي نقوم بها لا تعدّ ولا تحصى، وهي دائماً ما تحثّ العلماء على اكتشاف أسباب ودوافع منطقيّة لها.