اكتئاب ما بعد الولادة: نصائح لكل أم جديدة

ها قد حملت بين يديك الطفل الذي انتظرت قدومه طوال تسعة أشهر، فتخبّطت في داخلك الأحاسيس وارتوت الابتسامة من الدموع. غير أنّ هذا الشعور الذي لا يوصف قد يمتزج أحياناً بنوع من الكآبة. فإلام يعود هذا التباين العاطفي؟

اقرئي: أمهات تحت الأضواء نجحن في التوفيق بين المهنة والأمومة

الكآبة النفاسيّة... حالة تعاني منها كثيرات

ليست الكآبة النفاسيّة أو ما يُعرف في اللغة الإنكليزيّة بـBaby Blues حالة نادرة، فأمّهات كثيرات يواجهن نوعاً من الاكتئاب بعد الولادة. ولا بدّ من القول إنّ 70% إلى 80% من النساء يعانين من هذه المشاعر السلبيّة، غير أنّ نسبة صغيرة منهنّ تتجرّأ وتتحدّث عنها.

اعتقاد خاطئ

يعتقد كثيرون أنّ السعادة الكبيرة وحدها تغمر المرأة بعد ولادة الطفل الذي طال انتظاره. إلّا أنّ الاكتئاب يجد مكاناً له في داخل أمّهات كثيرات، فينعكس على حياتهنّ من خلال عدد من الأعراض التي تختلف من حيث النوع والحدّة.

متى تظهر الكآبة النفاسيّة؟

قد تظهر الكآبة النفاسيّة بعد أيّام قليلة على الولادة، أي أربعة أو خمسة أيّام تقريباً. ولكن، لا بدّ من القول إنّ ذلك يرتبط أحياناً بمدى صعوبة عمليّة الإنجاب. فكيف تتجلّى إذاً هذه الكآبة؟

اقرئي: هذا هو العمر المناسب ليحمل طفلك الهاتف الجوال

الأعراض

من الأعراض التي تواجهها النساء اللواتي يعانين من الكآبة النفاسيّة:

- البكاء من دون سبب واضح.

- التعب المستمرّ.

- الأرق حتى في الأوقات التي ينام فيها الصغير.

- صعوبة التركيز.

- الشعور بالحزن.

- تغيّر المزاج بشكل متواصل.

- فقدان القدرة على الصبر.

- العجز عن الاستمتاع بالأمور الجميلة المحيطة بها.

- انخفاض في مستوى الطاقة.

فما هي الأسباب؟

حين نفكّر في الأمّ الجديدة، لا يسعنا سوى التفكير بالسعادة والعاطفة. غير أنّ نساء كثيرات يعجزن عن عيش هذا الشعور بالكامل ويملن نحو الاكتئاب. وإن تساءلت عن الأسباب الكامنة وراء هذه الحالة المفاجئة، اعلمي أنّ الدراسات لم تتوصّل إلى أيّ تفاصيل مؤكّدة حتى الآن. غير أنّه من المرجّح أنّ الكآبة النفاسيّة ترتبط بالتغيّرات الهرمونيّة والجسديّة التي تعرفها المرأة سواء أثناء الحمل

أو بعد الولادة. فهذه التغيّرات الهرمونيّة قد تؤدّي إلى تغيّرات كيميائيّة في الدماغ، فتنتج عنها الكآبة.

بالإضافة إلى ذلك، تتبدّل حياة المرأة بالكامل بعد استقبال المولود الجديد، ما قد ينعكس عليها بطريقة أو بأخرى. فساعات النوم لا تعود ذاتها ووقت الراحة يختلف أيضاً، لا بل يتقلّص إلى حدّ كبير. وروتين الحياة العام؟ تغيير جذري لا سيّما أنّ الالتزام يزداد فتُجبر المرأة على تقسيم وقتها وأخذ مسؤوليّاتها الجديدة في الاعتبار.

تؤثّر هذه العوامل جميعها على المرأة وعلى عواطفها، فتشعر أحياناً بضغط كبير تعجز عن تحمّله وتعاني بالتالي من الاكتئاب. والسؤال الذي يطرح نفسه: كم تستمرّ إذاً فترة الكآبة النفاسيّة هذه؟

اقرئي: تمارين سهلة تمارسينها في المكتب لتجنب أوجاع الظهر

كم تستمرّ هذه الكآبة؟

أوّلاً، لا بدّ من ذكر الوقت الذي تمتدّ عليه أعراض الاكتئاب، وهو يتراوح بين بضع دقائق وبضع ساعات. أمّا بالنسبة إلى حالة الكآبة النفاسيّة بشكل عام، فتستمرّ حتى أسبوعين تقريباً.

وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى ضرورة تدارك الحالة والسعي إلى تخفيفها قدر الإمكان. فكيف يكون ذلك إذاً؟

رأي اختصاصي

للاطّلاع على الحلول التي تساعدنا في حالة الكآبة النفاسيّة، استشرنا الدكتورة Lanalle Dunn، مؤسّسة مركز The Chiron Clinic في دبي. وقد أشارت Dunn إلى أنّ اختبار شعور الأمومة للمرّة الأولى مفعم بالحماسة غير أنّه يترافق أيضاً مع مشاعر متضاربة، وعادت بذاكرتها إلى الوقت الذي أصبحت فيه بنفسها أمّاً، إلى الوقت الذي أحسّت فيه أنّها غير قادرة على تحمّل هذه المسؤوليّة.

وبالنسبة إليها، يؤثّر الإرهاق الجسدي على الكآبة التي تواجهها المرأة. ففيما تستعيد عافيتها وصحّتها بعد الولادة، تنتج الحليب لصغيرها وتلبّي على مدار الساعة حاجاته من أكل وشرب واستحمام وغيرها...

والحلّ؟

يتمثّل الحلّ بالنسبة إلى الدكتورة Lanalle بلجوء المرأة إلى الأعشاب وبعض المكمّلات الطبيعيّة التي تساعدها على استعادة طاقتها وإيجابيّتها.

بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ للمرأة أن تحصل على الدعم العاطفي من حولها، سواء من زوجها

أو من أفراد أسرتها، لتشعر بأنّها ليست وحدها في مسؤوليّاتها الجديدة.

كما وأشارت الاختصاصيّة إلى ضرورة اعتناء الأمّ بنفسها كامرأة، تماماً كاعتنائها بطفلها.

اقرئي: علاج جديد لسرطان الثدي في السعودية

نصائح مفيدة لكل أمّ جديدة

بعد الاطّلاع على تعريف الكآبة النفاسيّة وأعراضها وأسبابها، وبعد استشارة اختصاصيّة في هذا المجال، نقدّم لك في ما يلي مجموعة من النصائح تفيدك لتتجنّبي هذه المشاعر السلبيّة، سواء استقبلت مولودك مؤخّراً أو تنتظرين صغيراً جديداً للانضمام إلى أسرتك أو حتى تخطّطين لإنجاب طفل آخر:

- لا تخشي التحدّث عن هذه المشاعر السلبيّة التي تعيشينها مع شخص تثقين به كزوجك أو والدتك أو صديقتك المقرّبة.

- اتّبعي نظاماً غذائيّاً متوازناً لتعزّزي قوّتك وطاقتك، فلا تنخفض نسبة الكربوهيدرات التي قد تؤدّي إلى تغيّر في المزاج.

- لا تتردّدي في تدوين أحاسيسك ومخاوفك على دفترك الخاص، فهكذا تشعرين بأنّ الثقل لم يعد على كتفيك.

- جدي لنفسك بعض الوقت الخاص واخرجي من المنزل للتسوّق مع صديقاتك أو للاستمتاع بجلسة تدليك في السبا مثلاً.

- لا تتوقّعي التوصّل إلى المثاليّة في فترة وجيزة، بل اعلمي أنّ استعادة عافيتك تماماً تحتاج إلى بعض الوقت وأنّ تنظيم الأمور وفقاً للروتين الجديد يتطلّب بضعة أسابيع.

- استشيري اختصاصيّة في الطب النفسي في حال شعرت بحاجة إلى ذلك، فهذا مفيد للغاية.

- تذكّري أنّك لست بمفردك، فالجميع جاهز لتقديم المساعدة والدعم في الأوقات جميعها.

 
شارك