"راغدة شلهوب: "أعيش حياتين مختلفتين

صاحبة باع طويل في مجال الإعلام المرئي، 15 عاماً في قناة الأوربت، حاورت من خلالها آلاف الضيوف، فتميّزت بلباقتها في الحوار وجرأتها في الطرح من دون أن تقلّل من شأن ضيفها. هي اليوم مقدّمة برنامج "100 سؤال" الذي يحقّق نجاحاً لافتاً على قناة "الحياة" المصريّة، وهذا إنجازٌ آخر يضاف إلى مسيرتها المهنيّة.

هي الإعلامية اللبنانية راغدة شلهوب، التي كسبت محبة الجمهور المصري والعربي على السواء، وذلك من خلال شخصيتها العفوية، ضحكتها التي لا تفارق محياها، وحضورها الذي يطرح 100 علامة استفهام في الوقت نفسه.

كيف تقيّمين تجربة برنامج "100 سؤال" الذي يعرض على قناة الحياة المصرية؟

وقّعت عقداً مع "الحياة" منذ حوالى العام ونصف، ونحن نقدّم اليوم الموسم الثاني من "مئة سؤال"، علماً أنّني بدأت العمل مع القناة من خلال برنامج "كلام في سرّك"، الذي قدّمت منه موسمين فقط. اعتبر البعض أن "100 سؤال" بعيداً عن الملعب الذي بدأت به مشواري الإعلامي، لا سيما أن الأخير جريء نوعاً ما، إلا أن أسلوبي المهذّب والهادئ دفعا بضيفي إلى الإجابة على كل الأسئلة من دون أن يشعر بالانزعاج، علماً أن البرنامج حصل على المركز الأول في قائمة البرامج الأكثر بحثاً على محرك البحث العالمي Google.

كيف استطعت كسب محبّة وثقة الجمهور المصري؟

هي مسألة ليست بالسهلة... إنما أحمد الله على هذه النعمة، لا سيّما أن الجمهور والصحافة المصريّة تقبّلا وجودي في برنامج يعرض على شاشة مصريّة، ورغم أنني حافظت على لهجتي اللبنانيّة، إلا أنني وجدت في المقابل إقبالاً واستحساناً كبيرين. لا أخفي عنك، أنني خفت في بداية الأمر، وبخاصة إن لم يتقبّلك الشعب المصري في أولى تجاربك، فمن الصعب أن تنال استحسانه لاحقاً.

هل تتضايقين حين تلمسين هذا النجاح الكبير في مصر، في حين أن الاعلام اللبناني ظلمك نوعاً ما؟

بدأت مشواري الإعلامي على قناة خليجية، ورغم أنني تلقيت عروضاً كثيرة للعمل في محطات لبنانيّة وعربيّة، إلا أنني فضلت حينها المكوث في مكاني، حتى أتتني الفرصة المناسبة... ربما هي كانت اللحظة المناسبة، وأنا سعيدة جداً بمكاني الحالي.

كما قلت سابقاً أن "مئة سؤال" يختلف نوعاً ما عن البرامج التي قـــدمتها سابقاً. كيف أقدمت على تقديـــم هذا النوع من البرامج؟

شجعني كثيراً الأستاذ محمد سمير، رئيس قناة "الحياة" ومالكها الذي أحب كثيراً تقديمي برنامج "حماقي والحياة" حيث تذكر جيداً ما قاله حماقي عقب انتهاء البرنامج "توقعت كل شيء إلا أن تأخذ مني تلك المعلومات". إنما كنت خائفة من أن يتم وضعي في خانة "الفضائح والمحاكمة"، فقرّرت خوض هذه التجربة على طريقتي وبشخصيّتي، والحمدلله، استطعنا أن نقدم برنامجاً جريئاً يحترم الضيف ولا يقلّل من شأنه بتاتاً.

اعتدت على مقابلة الضيوف، وربما استقبلت الآلاف منهم طوال عملك في الأوربت لأكثر من 15 عاماً... وهذا عامل إيجابي؟!

صحيح هذا الأمر، حتى أنّ الضيف كان يبحث عني أحياناً لكي أحاوره، لأنه كان يشعر بالراحة... لم يشعر الضيف حينها أنه في قاعة المحكمة، وهو لا يشعر بذلك في برنامجي الحالي، ورغم أنني أحياناً أتلقى بعض النقد غير المبرر، مثلما حصل أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجه لي أحدهم نقداً حول سؤالي النجمة القديرة سهير رمزي عن زيجاتها وأفلامها المثيرة، وهي اليوم سيدة كبيرة في السن ولها مكانتها... فجاء جوابي بسيطاً: هي كانت تعلم أن البرنامج سيتطرأ إلى مثل هذه الأسئلة لأنّه يدور في هذه الخانة. إنّما من تابع البرنامج، يعي جيداً أنني لم أسع يوماً إلى التجريح أو مضايقة ضيفي، فهذا ليس أسلوبي، كما أن الضيف يوقع على تعهد في بداية الحلقة بأن يلتزم الصراحة التامّة، ملتزماً بقواعد البرنامج وحريصاً على حق المشاهد في معرفة الحقيقة الكاملة.

هل رفض بعض النجوم دعوتك؟

نعم، لن أخفي عنك أن البعض خاف من هذه الخطوة، كما أن بعضهم تمنّى منا بعد انتهاء التصوير، ألا نعرض قصصاً تمسّ بأسرتهم، ونحن لم نفعل، فهي قد تكون خرجت إلى العلن في لحظة غضب... إنما الهدف من البرنامج هو إيضاح الحقيقة لأن بعض اتهامات الضيوف تكون باطلة في الأساس، إنما كانت تلاحقهم للأسف من دون أن يكون لهم أي يد فيها.

هـــل وُجّهـــــت لك أو لــــــلمــــحطة دعاوى قانونية؟

كان من المفترض أن يوجّه الملحن المصري حلمي بكر دعوة بحقّي وبحق الفنانة لطيفة التونسية، إنما ما ذُكر في البرنامج هو قاله بنفسه، وما ذكرته هي في البرنامج، جاء منها شخصياً، ولم أكن يوماً جزءاً من كل ما أثير، إنّما البعض يتناسى بأنّني مقدمة البرنامج، قد ألعب أحياناً دور محامي الشيطان، إنما لا أتبنّى كلام أحد...

كيف استوعـــبت كل هذا النــــجاح فـي فترة قصيرة؟

تعرفني جيداً، هذه طباعي ولن أتغيّر يوماً... أفضل أن أبقى على عفويتي.

كيف كانت ردّة فعل زميلاتك السابقات في أوربت؟

هن سعيدات جداً بما أحققه، ولا أزال على علاقة جيّدة مع ليليان ناعسي، ألتقي بها كلما سنحت الظروف، حتى أن فريق العمل لا يزال يتواصل معي، وأنا سعيدة أنّني حافظت على هذه الصداقات الجميلة.

كيف تنظمين وقتك؟

أعيش حياتين مختلفتين، إحداهما في لبنان والثانية في مصر، ولا يربطهما سوى شخصي فقط... تخيل أنني أملك منزلاً في مصر، أذهب إليه حين أصور حلقاتي، كما أنه لديّ أصدقاء كثر في مصر، وهم يختلفون عن أصدقائي في لبنان، الذي حين أعود إليه، تجدني تحولت من جديد إلى راغدة الأم والابنة... من المبكر جداً أن أنتقل إلى مصر مع ابنتي، فهي لا تزال في السادسة من العمر، وهي تحتاج إلى رعاية واهتمام كبيرين، ومن الصعب أن أؤمن لها هذين الأمرين هناك، لأنني أعمل أحياناً حتى ساعات الصباح الأولى، فكما تعلم معظم البرامج التلفزيونية التي تعنى بالمشاهير تصوّر أحياناً بعد منتصف الليل.

وكيف تقبّـــلت ابنـــتــك هذا الوضــــع الجديد عليها؟

لم يكن سهلاً في بادئ الأمر، إنما العائلة ساعدتني كثيراً لكي أتخطّى هذه المشكلة نوعاً ما، وهي اليوم تسألني متى سأسافر ومتى سأعود... علماً أن وسائل الإنترنت الحديثة ساعدت كثيراً في تقريب المسافات، فنحن على تواصل دائم حين أكون في مصر، من خلال Skype وImo وVoice Message.

وهل تتابع البرنامج؟

هي تقلّدني في كثيرٍ من الأحيان إلا أن البرنامج صعب عليها... كل ما يهمها هو الهدية التي ستتلقاها حين أعود إليها (ضاحكة).

هل تحب ابنتك السفر؟

كثيراً، فهي تعشق الطائرة.

هل تشعرين باكتفاء ذاتي؟

نعم. ولكنني أخاف من التجربة المقبلة... أخشى ألا تكون بالمستوى نفسه الذي أحققه حالياً، إنما أترك الأمر بيد رب العالمين.

قيل في أكثر من مكان أن برنامجك تفوق على برنامج وفاء الكيلاني الذي يعرض على محطة MBC. ما تعليقك؟

تملك وفاء قاعدة جماهيرية كبيرة، وهي إعلامية متمرّسة من دون شك، إنّما برنامجي يحقق نجاحاً كبيراً أيضاً... ثمة إعلاميات أخريات يقدمن نوعية البرامج نفسها، مثل منى الشاذلي، لميس الحديدي، رهام سعيد وغيرهن، والحمد لله غالباً ما يتواجد برنامجي واسمي في الاستفتاءات التي تقوم بها مواقع كثيرة.

من يهتم بإطلالاتك في البرنامج؟

أنا شخصياً، وأختار إطلالاتي لتتناسب مع ذوق المجتمع المصري، إذ يتابعني ابن الريف وابن القاهرة في الوقت نفسه، لذا لا بد أن أحترم عين المشاهد.

حوار: نيكولا عازار، تصوير: شربل بو منصور، تنسيق ملابس: جوني متى، مديرة فنية: فرح كريديّة، ماكياج:محمد حرب، تصفيف شعر: جورج مطر

 
شارك