خلافات حادّة بين أطفالك، أسبابها وسبل حلّها
الأصوات العالية تنتشر في منزلك كل يوم تقريباً بعد عودة أطفالك من المدرسة، فمشاجراتهم لا تنتهي وتقفين حائرة غير قادرة على تهدئتهم أو فرض عقاب مناسب يمنعهم من تكرار هذا المشهد. فما هو التصرّف الأمثل في هذا الوضع وكيف يمكن التقريب بين الإخوة المتنافرين؟
تقارب الأعمار
أحياناً، تزداد المشاكل لتصبح بمثابة عادة يوميّة، وتتفاقم أكثر في حال كانت أعمار الإخوة متقاربة، فذلك يعني أنّهم سيتواجدون معاً لوقت أطول وسيحاول أحدهم فرض سلطته وشخصيّته على الآخر حين يشعر بأنّ هذا الأخير يحظى بمتابعة واهتمام أكثر من الأهل.
تجليات الغيرة
شعور الغيرة لا ينشأ بسبب تفضيل الأبوين لأحد الأبناء وحسب، بل يتكوّن بسبب إحساس الطفل بأنّ أخاه يتفوّق عليه بالذكاء أو الجمال أو أيّ صفة يشعر بأنّها تنقصه، فيبدأ بالانزعاج من أيّ تصرّف يأتي به، وتظهر الخلافات على أمور بسيطة منها المنازعات على ملكيّة الألعاب المشتركة أو تغيير القنوات التلفزيونيّة.
تباين في الطباع
من أسباب الخلافات أيضاً التباين الشديد في طباع الإخوة كأن يكون أحدهم هادئاً والثاني عصبيّاً أو الأوّل شديد الطيبة والآخر متّقد الذكاء ودقيق الملاحظة، فمن شأن هذه الاختلافات أن تسهّل حصول مشكلة عند أيّ مواجهة.
وقت التدخّل
من الأفضل أن يحلّ الإخوة مشاكلهم بأنفسهم كي يعتادوا على الثقة بحكمهم وبقراراتهم ولا يعتمدوا عليكِ في كل موقف يواجهونه. ومن جهة ثانية، سيعني تدخّل الأمّ بالنسبة إلى الطرف الذي لن تأخذ صفّه أنها فضّلت أخاه عليه، ولكن إذا وصلت الأمور بين الإخوة إلى حدّ إيذاء بعضهم البعض جسديّاً فعليها أن تبادر إلى فرض سلطتها.
الفصل والتهدئة
من البديهي القيام بتهدئة الطرفين والاستماع إلى وجهة نظرهما والأسباب التي فاقمت الموضوع وجعلته يصل إلى هذه الحدود، وبعد ذلك يجب إصدار حكم منطقي وغير ظالم، وإفهام الطرف الذي أخطأ أين وكيف تطاول على حقوق أخيه والطلب منه بعد ذلك أن يعتذر عن تصرّفاته.
خطأ شائع
من الأخطاء التي تقع فيها الأمهات عند الفصل بين الأبناء تحميل الابن الأكبر مسؤوليّة ما يحصل من دون معرفة حيثيّات الأمور، فأحياناً يتعرّض هذا الأخير للكثير من الاستفزاز فيفقد السيطرة على مشاعره ويتطاول على أخيه الصغير.
عالم الطفولة
من ناحية أخرى، لا تنسي أنّ الابن الأكبر هو طفل أيضاً فهو ليس قادراً على السيطرة على مشاعره كما يفعل الكبار، ولا بدّ من وجود أسباب وراء تصرّفاته السيّئة مع أخيه أو إخوته. لذلك، حاولي التقرّب منه أكثر والاستماع إلى وجهة نظره من دون تحميله مسؤوليّات أكبر منه.
زرع المحبّة
أخيراً، عليك أن تسعي دائماً إلى عدم التفرقة في معاملة أولادك، والتقريب بينهم وزرع المحبّة والرأفة في قلوبهم تجاه بعضهم البعض.
اقرئي أيضاً: أدخلي أطفالك إلى عالم العطور الساحر، تعليم الرضّع تفعيل للحواس وزيادة للذكاء، مراهقات يشتكين من مشاكل البشرة