العقاب المناسب أساس التربية السليمة
لا يمكن تربية الأطفال من دون فرض قواعد وقوانين عليهم، فأحياناً تكون العاطفة الشديدة التي يحملها الأهل لأولادهم سبباً في دلالهم الزائد، من هنا فإنّ التربية السليمة تحتاج أحياناً إلى أن تكون الأمّ قاسية بعض الشيء، وأن تتصرّف بطريقة لا تعجب أولادها ولكن ضروريّة لتقويم سلوكهم وتقوية شخصيّتهم.
عندما تلزمين طفلك بقواعد معيّنة، عليك فرض عقوبات عليه في حال امتنع عن الالتزام بها، فما فائدة قوانين تلقّنينها لأولادك ولكنّك لا تحرصين على احترامها حين يحين موعد التطبيق؟
الالتزام بالقوانين
حين تفرضين على أولادك قواعد محدّدة، تحضّرينهم للتعامل مع المجتمع الكبير في المستقبل، ففي هذه الحياة ثمّة قوانين عليهم احترامها، إذ لا يمكنهم الحصول دائماً على ما يرغبون فيه، ولأنّهم لا يعون ذلك في الطفولة، علينا توجيههم نحو ما هو مناسب وقابل للتنفيذ.
الوقوع في الفخّ
غالباً ما يقع الأهل في فخّ اختيار العقاب الخاطئ، فالعنف الجسدي مثلاً لم يثبت يوماً أنّه ناجح وقادر على تقويم سلوك الأطفال، بل على العكس يميل الصغار الذين يتعرّضون له لخرق المزيد من القوانين، كما أنّهم يصبحون أكثر عدوانيّة وعصبيّة وميلاً للوحدة.
العنف النفسي
كذلك الحال بالنسبة إلى العنف النفسي الذي يتمثّل بالصراخ على الصغير وانتقاده ومعايرته بنقاط ضعفه وإضعاف ثقته بنفسه والتركيز على فشله وإخفاقاته وإهمال النواحي الإيجابيّة من شخصيّته.
الاختيار المناسب
من الضروري إذاً اختيار العقاب البنّاء الذي يقوّم السلوك الخاطئ ويساعد الصغير على فهم أسباب خطئه ويمنعه من تكراره ويحثّه على انتهاج طرق التصرّف الصحيحة.
حجم الخطأ
من جهة ثانية، يجب أن يتناسب العقاب مع حجم الخطأ، فتعامل الأهل مع الطفل الذي استخدم ألفاظاً نابية أثناء التحدّث مع أخته يختلف عن تعاملهم معه في حال أكل الحلوى بعد الساعة المخصّصة لذلك مساءً.
عقاب مناسب
في الحالة الأولى ولأنّ الخطأ يتعلّق بسلوك خطير، يجب أن يكون العقاب كبيراً بعد أن يفهم الصغير مدى سوء تصرّفه، كأن يُحرم من مصروفه لمدّة أسبوع، أمّا في الحالة الثانية فيمكن تأنيبه أو منعه من تناول السكريّات في اليوم التالي مع إخباره بمضار المبالغة في استهلاكها.
التحدّث مع الطفل
في كل الأحوال، يجب أن يفهم الصغير جيّداً أين أخطأ، لذلك من المهمّ التحدّث إليه بعد أيّ تصرّف خاطئ يقوم به وإخباره عن السبب الذي دفعك إلى اختيار هذا العقاب دون غيره.
الضغوط الحياتيّة
قد يفرض الأهل أحياناً عقوبات قاسية وغير عادلة على أبنائهم، بسبب تعرّضهم للكثير من الضغوط الحياتيّة والمعيشيّة، لذلك من الضروري ألّا تتصرّفي مباشرة بعد معرفتك بقيام الطفل بخطأ ما، بل فكّري ولو لبضع دقائق بالكلام الذي سيُقال له وبالعقاب الذي سيناله، فالقمع والقسوة الزائدة لن يؤدّيا إلّا إلى مزيد من العصيان والتمرّد، وبالتالي فإنّ المهادنة والأسلوب اللطيف والمنطقي سيحقّقان النتائج الإيجابيّة المرجوّة للوقت الحالي والمستقبل.
اقرئي أيضاً: تغيير المدرسة لن يكون مزعجاً، 7 علامات مبكرة تدل على أن طفلك يعاني من التوحد، عبارات تؤذي طفلك