
هويدا أبو هيف نعم لأسلوب حياة صحّي

هي رائدة في مجالها، مثلها مثل المحطة التي حضنتها منذ عشر سنوات، حيث استطاع برنامجها أن يطبع إعلامنا العربي، بل أصبح صديق العائلة العربيّة الذي يساندها حين تعاني من مشكلة ما، كما يقدّم لها العون للحفاظ على حياة طبيعيّة وصحيّة. هي الإعلاميّة المصريّة هويدا أبو هيف، مقدّمة برنامج «التفاح الأخضر»، البرنامج الأكثر مشاهدة من نوعه في العالم العربي، فهو ليس برنامجاً طبياً، بل أسلوب حياة صحي. هويدا تنقل لنا خبرتها لحياة أطول خالية من الأمراض.
-عشر سنوات هي عمر برنامجك «التفاح الأخضر» على MBC1. ماذا أضافت تلك التجربة على الصعيد الشخصي؟
الكثير... خصوصاً أنّ هذا البرنامج يلقي الضوء على عادات غير صحيّة ترعرعنا عليها، ويساهم في كسر بعض القواعد، من أجل تحسين نمط حياتنا والعيش في آمان. صحيح أنّ البرنامج يقدّم نصائح كثيرة، إنما هدفنا أن تترجم تلك النصائح في حياة المشاهد، فلو استعان ببعضها وطبّقها في يومياته، لكانت حياته أفضل. التوعية ضروريّة، فالكل يعلم مثلاً أنّ التدخين مضر، إنما ما نقوم به في هذا البرنامج هو تشجيع المشاهد على أخذ القرار المناسب، فمتى بدأ التغيير في حياته، تكون مهمّتنا قد حقّقت مبتغاها في «التفاح الاخضر».
-أفهم من قولك أنّك امتنعت عن تناول الحلويات والـFast Food وغيرها من الأمور المشبّعة بالدهون؟
كل شخص له قناعاته، نحن في البرنامج لا نفرض على المشاهدين الامتناع عن تناول أمر ما، فالطعام لذّة وحاجة، إنما ما نطلبه منهم هو التمتّع بحياتهم ضمن أساليب صحيّة. تعلّمت أموراً لم أكن أقوم بها قبل العمل في برنامجي، كأن أجلب طعامي معي، مثل الفاكهة والزبادي والخضار الطازجة أو المطبوخة. إنما حين أعود إلى منزلي، أتناول طعاماً صحياً كاملاً ومتكاملاً، وغالباً ما يكون مكوّناً من الدجاج أو اللحم المشوي أو المطبوخ إلى جانب حفنة من الأرز أو الخضار. أما الـ Fast Food، فأتناوله مرّة في الشهر.
-أين أنت من الرياضة؟
بدأت القيام بتمارين رياضيّة حين كنت في السابعة والثلاثين من عمري، حاولت أن أقوم بذلك حين كنت في الخامسة عشرة من عمري، إنما كرهت كل أنواع الرياضة. أجبرت نفسي لاحقاً على أن أمارس رياضة المشي، واليوم أصبحت تلك المهمّة سهلة وضروريّة في حياتي.
-هل تطبّقين ما تقومين به اليوم على أفراد عائلتك؟
يختلف مجتمعنا اليوم عن الذي سبقه، لذا من الضروري أن يدرك أولادنا الأخطاء المترسّخة والمنسوخة منذ أجيال، وأن يتجنّبوها في حياتهم حتى لا يقعوا ضحيّة الجهل. أطبّق أموراً كثيرة على أولادي من دون أن أحرمهم من أي شيء، إنما هم مقتنعون بما أطلبه منهم، فالأطفال مثل الإسفنجة، يمتصّون كل المعلومات المحيطة بهم، لذا أحرص على أن أزودّهم بالمعلومات الصحيحة والصحيّة.
-وأين المشروبات الغازيّة من حياة أطفالك؟
لا نجلبها إلى منزلنا، قد نتناول منها إذا دعينا إلى حفل ميلاد أو في جلسة مع الأهل أو الأصدقاء، إنما نفضّل المشروبات الصحيّة، كعصير الفواكه أو الخضار...
-لماذا لم يعان أجدادنا من السمنة والوزن الزائد بالقدر الذي نشهده في الفترة الحاليّة؟
إنّ تأثير ما يتناوله الفرد من طعام وما يتعرّض له من عوامل يمتد إلى أبعاد أكبر بكثير مما كان يعتقد في السابق... صحيح أنّ
أجدادنا كانوا يضعون السمنة الطبيعيّة في طعامهم، إلا أنّ كل المكوّنات الأخرى كانت طبيعيّة وطازجة، مثل الدجاج واللحم، حتى الخضار والفاكهة كانت تقطف من حديقة المنزل، كما أنّ الحليب كان من ضرع البقرة إلى الفم مباشرة، ناهيك أنّهم كانوا يمارسون رياضة المشي كثيراً ويتنقّلون سيراً على الأقدام، خلافاً لما يحصل اليوم، حيث أصبحت غالبيّة الأطعمة المصنّعة والوجبات السريعة، جزءاً من المنزل العربي، علماً أنّ الأخيرة تحتوي على مزيج من السكر والملح والدهون لتحسين طعمها وجعلها مغرية للمستهلك. وهذه المواد الثلاث بهذه النِسَب تؤدي إلى السمنة، وهي لا توجد في الأطعمة التي كان يتناولها أجدادنا. حياة أجدادنا كانت مليئة بالحركة، فكما يقال «الحركة بركة»، وهذا ما نفتقده اليوم بوجود السيارة وكل المستلزمات التي سهّلت حياتنا، بل أصبح البعض من على كرسيه يفعل ما يشاء.
-هل نعيش اليوم في عالم غير صحي؟
من دون شك، قد نعيش اليوم لمدة أطول، لكنّنا نحيا حياة مليئة بالألم والمرض! طفولة الأطفال مسلوبة، إن لناحية الطعام الرديء، أو لناحية التكنولوجيا التي سلبت براءتهم، إذ تجد عشرة أطفال على الهواتف النقالة أو اللوحات الذكيّة، وما من أحد منهم يخاطب رفيقه! كما أنّ هذا الأمر نجده أيضاً داخل المنازل، حيث إنّ كل فرد من العائلة مشغول بقطعة إلكترونيّة ما، متناسياً شقيقه أو والدته، ما يضعف الروابط العائليّة.
-من يتابع البرامج التلفزيونيّة، يلاحظ أنّ غالبيّة المحطات تعرض على شاشاتها برامج شبيهة بـ«التفاح الأخضر». فهل نجاح البرنامج ساهم في تلك الخطوة؟
هو فعلاً أقدم برنامج صحي على القنوات الفضائيّة، وهذا الأمر يسعدني، وما يفرحني أكثر هو مشاهدة برامج تعنى بالصحّة على محطات أخرى، وهذا لا أعتبره تنافساً بل هو تكامل، لأنّنا بحاجة إلى أن نوعّي مجتمعنا العربي. نجاح Green Apple يعود إلى تحويل المادة الطبيّة البحتة إلى حاجة سلسلة أشبه بـ Style Life يومي.
-يعتبر البعض تلك البرامج موضة رائجة، فما رأيك؟
أخاف من كلمة موضة وأتمنّى أن تطول تلك البرامج، خصوصاً أنّ مجتمعنا العربي يهوى السير على الموضة الرائجة، كالنادي الرياضي الذي يتسابق الناس إليه اليوم من دون أن يمارسوا الرياضة الفعليّة.
-برنامجك يتطرّق أيضاً الى المشاكل الزوجيّة، كما يطرح المشاكل النفسيّة والجنسيّة. كيف تمكّنتم من الغوص في المجال الجنسي خصوصاً أنّ برنامجك يعرض على محطّة سعوديّة؟
MBC كانت ولا تزال الرائدة في فتح مجالات جديدة وخلق تحديات جديدة إنما بمنتهى الذكاء احتراماً لخصوصيّة المشاهد العربي. منذ عشر سنوات ونحن نرغب في تقديم تلك النوعيّة من البرامج، إنما حاولنا أن نتكلّم عنها تدريجياً، من خلال بعض الفقرات في بعض البرامج، حتى نلمس ردة فعل المشاهد الذي تقبّلها في نهاية المطاف، لأنّنا لم نعتمد يوماً إثارة البلبلة أو تحقيق ضجّة إعلاميّة، كما أنّنا نتلقّى يومياً عشرات الرسائل الإلكترونيّة من المشاهدين لمساعدتهم، و في كثير من الأحيان تكون رسائل شكر.