مقابلات

 في حوار مع موزة الجنيبي ونيرفين الجبّان لنتعرّف على إبرة إنوفيشنز

اليوم، تشهد صناعة الأزياء، ولا سيما في العالم العربي، تحوّلات استثنائية. ويبرز في هذا المشهد حضور قوي لمصممات إماراتيات يركّزن على أهمية التعبير عن مواهبهنّ، وعلى المبادرات التي تمزج بين الهويّة المحلية والابتكار المستدام. ومن بين هذه المبادرات تأتي إبرة إنوفيشنز، وهي دار إنتاج أزياء عصرية أسستها موزة الجنيبي ونيرفين الجبان. ومن خلال هذا التعاون الإماراتي-اللبناني، نشأت شراكة متينة بين المواهب الوطنية والإقليمية، ترتكز على دعم المصممين الصاعدين وتزويدهم بالأدوات اللازمة، من الدعم الإنتاجي إلى فتح الأبواب أمام شبكات الإبداع في المنطقة. وفي حديثنا مع العقلين المدبرين خلف إبرة إنوفيشنز، تعمّقنا أكثر في عالم المؤسستين لفهم التطورات التي يشهدها القطاع.

ما الذي أثار اهتمامكما لإطلاق منصة إبرة إنوفيشنز؟

الفكرة بدأت من إحساس مشترك بأن عالم التصميم في منطقتنا غني بالألوان، القصص، والحرفية، لكنه يفتقر إلى منصة حقيقية تربط هذه المواهب بالسوق المحلي والعالمي. نحن، كرائدتي أعمال وشريكتين، لاحظنا أن هناك فجوة بين المبدعين وفرص العرض والتسويق. أردنا أن تكون إبرة إنوفيشنز مساحة تجمع بين الأصالة والابتكار، وبين الحرفية التقليدية والتقنيات الحديثة، بحيث لا يضطر المصممون إلى الاختيار بين الحفاظ على هويتهم أو الانفتاح على العالم. المنصة هي انعكاس لقناعتنا أن الإبداع لا يعرف حدوداً، لكن يحتاج إلى بيئة حاضنة تدعمه وتنظم خطواته.

ما هو رأيكما الشخصي في أهمية التركيز على الاستدامة داخل صناعة الأزياء؟

الاستدامة بالنسبة لنا ليست مجرد “ترند” أو كلمة رنانة، بل أسلوب حياة ومبدأ تصميم. نحن ندرك أن صناعة الأزياء واحدة من أكثر الصناعات تأثيراً على البيئة، ولهذا قررنا أن يكون في قلب عملنا وعي بيئي حقيقي. نؤمن أن الجمال لا يجب أن يأتي على حساب الطبيعة. نحاول من خلال المنصة تشجيع المصممين على استخدام مواد صديقة للبيئة، وتقنيات إنتاج تقلل الهدر، وحتى التفكير في إعادة التدوير كجزء من العملية الإبداعية. الأمر بالنسبة لنا ليس فقط عن إنتاج قطعة جميلة، بل عن خلق قيمة تدوم وتترك أثراً إيجابياً.

ما هي آلية اختيار المصممين والمواهب المحلية للحصول على فرصة للانضمام إلى عائلة إبرة إنوفيشنز؟

نبحث دائماً عن الشرارة، ذلك الشيء الفريد الذي يجعل المصمم أو المصممة مميزين وسط الزحام. عملية الاختيار ليست مبنية فقط على المهارة التقنية، بل أيضاً على الرؤية، الأصالة، والقدرة على تطوير فكرة وتحويلها إلى منتج ينافس محلياً وعالمياً، نحن نعمل على التعرف على خلفية المصمم، فهم قصته، وما يريد أن يقوله من خلال تصميمه. في النهاية، نريد مواهب ترى في التصميم رسالة، وليس مجرد مهنة.

برأيكما، ما هو أكبر تحدٍ يواجه المواهب الصاعدة في الشرق الأوسط اليوم، وكيف تتعامل إبرة إنوفيشنز معه؟

أحد أكبر التحديات هو الوصول إلى الجمهور المناسب، المنصات المناسبة، وحتى الموارد المناسبة. المنافسة العالمية ضخمة، ومعظم المصممين الجدد يواجهون صعوبة في بناء شبكة علاقات قوية أو تسويق أعمالهم بشكل احترافي. هنا يأتي دورنا؛ نحن نعمل على ربط المصممين بالأسواق، وتزويدهم بالدعم اللوجستي، والإرشاد، وحتى فرص العرض في فعاليات كبرى. هدفنا أن يتحول التحدي إلى فرصة، وأن يشعر كل مصمم في المنصة أن لديه فريقًا كاملاً خلفه.

أين تريان مكانة الشرق الأوسط في أن يصبح مركزاً للأزياء خلال السنوات العشر القادمة؟

الشرق الأوسط، وخاصة الإمارات، يملك كل المقومات ليكون لاعباً رئيسياً في صناعة الأزياء عالمياً. لدينا خليط فريد من الثقافة، البنية التحتية الحديثة، والدعم الحكومي للاقتصاد الإبداعي. وإذا واصلنا الاستثمار في التعليم ودعم المواهب المحلية وتعزيز حضورنا في الفعاليات العالمية، فإننا لا نرى المنطقة حاضرة على خريطة الأزياء العالمية فحسب، بل نراها أيضاً من أبرز نقاطها المضيئة. نحن نؤمن أن المستقبل ليس مجرد احتمال، بل حقيقة قيد التشكيل الآن، والمصممون العرب سيكونون جزءاً مهماً من هذه القصة.

اقرئي المزيد: جولة على حملات العلامات لموسم خريف وشتاء 2025

العلامات: مقابلات موضة

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية