صيحات

رومنسيّة الدانتيل وبساطة الأبيض والأسود

يأخذنا المصمّم اللبنانيّ نيكولا جبران في مجموعته الجديدة لموسم ربيع وصيف 2013 في رحلة عبر الزمن الجميل، فنبحر عكس عقارب الساعة باتجاه العشرينات ثمّ نتابع طريقنا لنأخذ قسطاً من الراحة في زمن الأربعينات لينتهي بنا المطاف في ميناء الستينات. إنها رحلة البساطة الممتنعة التي تجلّت في معظم تصاميم جبران لهذا الموسم، تلك البساطة المستوحاة من سحر أفلام الأبيض والأسود ومن أناقة الأربعينات في وقت ذروة تألّق السينما. إنّها رومنسية الدانتيل، ذلك العنصر الأساسي الذي يعبق بفخامة الكلاسيكية، ويضفي لمسة الرقي على مختلف القطع في تلك المجموعة، علماً بأنّ معظم الفساتين تميّزت بخطوط وتفاصيل قويّة وواضحة ولم تكن غارقة تماماً في الحلم والرومنسية. وهنا يكمن سرّ موضوع هذه المجموعة حيث يلمّح لنا المصمّم بأنّه تأثّر بتلك التفاصيل الأنثوية الناعمة المستوحاة من الزمن الجميل ولكنّه ترجمها بلغة زمننا المعاصر حيث المرأة اليوم ليست فقط كائناً رومنسياً وناعماً وإنما هي أيضاً قويّة ومفعمة بالثقة والطموح لتحقيق الذات.

مشاهد قديمة ومؤثرة طبعت مخيّلة الفنّان نيكولا جبران فأثرت مجموعته الجديدة بابتكارات جمعت بين مختلف التصاميم حيث رأينا الفساتين الطويلة والقصيرة وكذلك الجاكيت والتنورة والبنطلون بقصات فريدة اجتهد المصمّم في تجديد مفهومها وخطوطها وقصاتها. وأكثر ما تجلّت تلك التفاصيل الجديدة في منطقة الكتف والخصر التي شهدت ابتكارات مركّبة بإتقان ومبنية بطريقة جديدة تماماً على خطّ جبران في التصميم ولكنّها في الوقت نفسه تندرج تحت عنوان الجرأة الذي يطبع هويته.

وميّز جبران مجموعته الجديدة بثلاثة فساتين زفاف تحبس الأنفاس بتفاصيلها وجرأتها وجمالها، ولعلّ البارز فيها هو ذلك الفستان الذي أشعّ بزخارف الباروك المدهشة وبذلك اللون الأحمر الأرجواني الساحر وأيضاً بتصميم الطرحة المبتكرة وكذلك بفكرة البنطلون الجريئة التي تجعل عروس جبران حتماً مختلفة تنضح بالجرأة والثقة بالتميّز.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية