من عالم هندسة الاتصالات إلى عالم الموضة، نقلة نوعيّة أقدمت عليها المصمّمة الإسبانيّة Adriana Iglesias التي لطالما عشقت الفن والموضة. منطقة بحر المتوسط ألهمتها كثيراً في ابتكاراتها وشكلت مصدر إيحاء كبير لها. من هنا كان لتصاميمها لمسة خاصة مستوحاة من عالمنا الشرقي.تعرّفي أكثر علىحياة هذه المصمّمة من خلال هذا اللقاء الخاص معها.
هلا تخبرينا عن بداياتك في عالم الموضة؟
أنا من الأشخاص الذين يحبّون الفنّ بمختلف أنواعه. خلال طفولتي، كنت فتاة مجتهدة جداً وأمضيت وقتي وأنا أعزف على البيانو وأرقص الباليه وأشاهد الرسومات والصور وأتصفّح المجلّات.
لكنّني أمضيت لاحقاً خمس عشرة عاماً من حياتي وأنا أعمل في هندسة الاتصالات غير أنّني لم أكن سعيدة … وأظنّ أنّ المرء لا يستطيع إنجاز عمل رائع ومتفوّق ما لم ينبع من القلب … لذا قرّرت أن أعمل في المجال الذي أحبّه فعلاً ألا وهو الموضة.
حدّثينا عن مجموعتك الأخيرة لموسم ربيع وصيف 2016.
تتضمّن المجموعة التصاميم المصنوعة من الحرير كحال كل مجموعة لي، بالإضافة إلى السراويل الواسعة المستوحاة من ملابس النوم وفساتين السّهرة والتي تزيّنت أحياناً بأحجارٍ جميلة. وفي المجموعة أيضاً تنانير وقمصان طويلة بالإضافة إلى سترات ومعاطف ذات بطائن حريرية وطبعات ملوّنة ومميّزة. لقد استوحيت الطبعات في هذه التشكيلة من حقبة السبعينات التي أحبّها كثيراً. كما سلّطت الضوء على الأشكال الهندسيّة الممزوجة مع الأزهار الرائعة والجميلة.
كيف تمزجين بين النعومة والأحاسيس من جهة والقوّة النابعة من البحر المتوسّط الذي يلهمك في تصاميمك من جهة أخرى؟
إنني أتنفّس من البحر المتوسّط فيتغلغل في أعماق أعماقي، كما أنّ مجموعاتي كلّها تعكس حياتي الشخصيّة. ومع كلّ موسم تبدأ قصّة جديدة، فكلّ تشكيلة هي بمثابة قصّة مختلفة، وأرى نفسي دائماً في جميع ابتكاراتي. إذ إنّني أصمّم فقط الملابس التي أستطيع أن أرتديها بنفسي.
أنا امرأة تحبّ الحياة، وبما أنّني أهتمّ بالتصميم بنفسي، أترجم كلّ المشاعر التي تنبع من قلبي. وأؤمن بأنّني أستطيع أن أعطي من ذاتي لكلّ امرأة تختار أحد تصاميمي … وأمنحها أيضاً جزءاً من البحر المتوسّط ومن روحه وقوّته.
كيف تصفين أسلوبك بـ3 كلمات؟
أسلوبي أنيق وأنثوي وبسيط.
من أين تستمدّين وحيك؟
من أجل مجموعة ربيع وصيف 2016، استوحيت من السفر ومن الإبحار في أرجاء جزر البحر المتوسّط وسردينيا وكورسيكا واليونان وكرواتيا. وقد ألهمتني أيضاً زيارتي إلى دبي، فما زلتِ متأثّرة بما رأيته وبالأماكن التي زرتها. فأرى هذه المجموعة على أنّها مليئة بالتناقضات المستوحاة من المناظر الطبيعيّة الساحليّة. إنّها حتماً تجمع أساليب مختلفة لكنّ العامل المشترك بين كلّ التصاميم هو البحر.
ما الذي يجذبك في نقشات الأزهار؟
أنا في الواقع متعلّقة بالطبيعة بشكلٍ عام وغالباً ما أجد الوحي فيها. لا يسعني النظر إلى الأزهار والألوان من دون أن أرسم ابتسامة على وجهي وأجد أنّ نقشات الأزهار تترجم الجمال والتفاؤل.
من هي Adriana Iglesias بعيداً عن التصميم والفن؟
أنا أمّ لفتاتين وهما تشكّلان المحرّك الذي يدفعني في حياتي. منذ أن أصبحت أماً، باتت الحياة أجمل وبدأت أحاول أن أطور نفسي كلّ يوم، فأبحث دائماً عن عالم أفضل لابنتَيّ. أنا إنسانة شغوفة وأحبّ السفر والموسيقى وعزف البيانو والتشيلو، وأستمتع أيضاً بالقراءة والتزلّج والغولف وغيرها من النشاطات كالغناء بصوتٍ عالٍ مثلاً مع ابنتَيّ، وأنا بالفعل محظوظة لأنّني أحبّ عملي أيضاً.
من هي النجمة التي ترغبين في رؤيتها ترتدي تصاميمك؟
أتخيّل إحدى شخصيّات حقبة السبعينات مثلاً كـLauren Hutton. أمّا في عصرنا الحالي، فأرغب في رؤية Julia Roberts ترتدي أحد تصاميمي أو Blake Lively مثلاً أو Uma Thurman أو Kate Moss أو Daria Werbowy أو Julia Restoin Roitfeld. لكنّني فعلاً أفرح عندما أرى أيّ امرأة في أيّ مكانٍ في العالم ترتدي تصاميمي.
كيف تصفين أسلوب المرأة العربيّة؟
عندما زرت دبي للمرّة الأولى، لاحظت أسلوب المرأة المميّز مباشرةً وأحببته فعلاً، تغمرني السعادة عندما أرى المرأة في الشرق الأوسط التي تتمتّع بأسلوبها الخاصّ في ظلّ تقاليد بلدها وقوانينه الاجتماعيّة المختلفة. أنا أحترم التقاليد جداً فهي تشكّل بالنسبة إلي أساساً قوياً للهويّة الوطنيّة والمحليّة.
حين أبتكر التصاميم، لا يمكنني أن أنسى أنّني أصمّم لنساء يحترمنَ التقاليد. وأحلم بأن ترتدي النساء تصاميمي وتقدّر روح الدار في جميع أنحاء العالم … وبعد أن بدأت في إسبانيا ومن بعدها نيس وموناكو، أرغب في التوسّع أكثر في عالم الموضة الواسع والغني.
ما هي مشاريعك المستقبليّة؟
في الواقع، أنا أركّز على تطوير علامتي التجاريّة، ومن أهمّ أهدافي هو التواجد بقوّة في منطقة الشرق الأوسط بالتحديد.