حوار خاص مع مصمّمة المجوهرات غاييل خوري
عُرفت مصمّمة المجوهرات اللبنانيّة غاييل خوري بقطعها البارزة والمنحوتة بطريقة ساحرة. فأنشأت علامتها التجاريّة التي تحمل اسمها وتركّز على الفلسفة والوجدانيّة. ويترسّخ أسلوب تصميم ثلاثيّ الأبعاد في هويّة هذه العلامة. فتعكس كلّ قطعة ثمينة حسّاً بالواقعيّة، وتركيزاً هائلاً على التفاصيل، وحرفيّة رائعة. وقد تعمّقنا أكثر في عالم غاييل إثر إصدارها لأحدث مجموعاتها تحت عنوان La Trahison de L’Objet، وشاركت مصادر إلهامها الفلسفيّة التي ساهمت في تحضير مجموعتها الخاطفة للأنفاس.
مجموعاتك مستوحاة من عالم الفلسفة إلى حد كبير، هل يمكنك إخبارنا قليلاً عن ذلك؟
تتناول مجموعة La Trahison de L’Objet الجديدة لعام 2022 أفكاراً فلسفية شكّلت بالنسبة إليّ مصدر إبداع بشكل أساسيّ. فهذه المجموعة مفاهيمية ووجدانية. وبهذه القطع، أختبر العملية التي ننظر من خلالها إلى مفاهيم الجمال وكيفية تفاعلنا مع الأشياء من حولنا. فهل يُحدّد الجمال فقط من خلال نظرتنا وتفكيرنا الجمالي؟ أم أن هناك عوامل أخرى ذات صلة نفسية أو عصبية تؤثّر على نظرتنا للجمال؟ دفعتني هذه التساؤلات إلى البحث في مدرستين فلسفيتين في طريقة التفكير، ألا وهما الفلسفة التجريبية Empiricism والفلسفة الأصلانية Innatism التي تشرح كلّ منهما معنى الجمال، ونظراتنا المختلفة، ومثلنا العليا وأحكامنا. وهذه هي الحالة الفكرية التي كنت فيها حين وُلدت هذه المجموعة.
وتتفرّع المجموعة إلى فئتين. فتقدّم الفئة الأولى تحت عنوان Eléments Vivants قطعاً تتناول فكرة الطبيعة. وتُصنع قطع هذه الفئة يدويّاً بمزيج من أجود المواد ومختلف التركيبات، ويتم ابتكارها نتيجة عملية تفكير طبيعية وتلقائية فتعكس عناصر ملموسة موجودة في العالم الطبيعي. وتُظهر هذه القطع التي تتنوع بين الناعمة والجريئة، تأمّلاً بسيطاً بكيفيّة تفسير العالم الطبيعي. وتقدّم الفئة الثانية تحت عنوان Répertoire de Formes قطعاً تتناول موضوع الشكل.
من وجهة نظر مصممة، ما هي نقطة الانطلاق لابتكار مجموعة ما؟
لا أعتبر التصميم عملاً إلزاميّاً، فهو يحدث بشكل طبيعيّ. وبرأيي، ليس هناك من إرشادات للعقل الإبداعي. وأعتقد أنّه في حال أجبر المرء نفسه على ذلك، ستفقد تصاميمه صدقيّتها. لذا، صفّي ذهنك ودعيه يأخذك إلى حيث يريد.
ما هي المادة التي تفضّلين العمل بها؟ ولماذا؟
أحب استكشاف جميع أنواع المعادن والعمل بها. وأحب مزج معادن وتركيبات مختلفة في قطعة واحدة. فأعتقد أنّ ذلك يزيد من رونق القطعة وجماليتها. وعندما أطلقت المجموعة الأولى في العام 2015، كانت القطع مصنوعة من مادة البرونز المائل بلونه إلى الصدأ وغير اللامع، ومن الذهب عيار 18 قيراطاً، كما وأدخلت مادة الخشب على بعض القطع. وفي ذلك الوقت، لم يتقبّل الناس كثيراً فكرة المجوهرات الراقية المصنوعة من معادن مختلفة غير الذهب، إلا أن ذلك أثار فضولهم. واليوم تُصنّف هذه القطع التي أطلقتها من بين القطع الأكثر مبيعاً لديّ.
مع مشارفتك على السنة الخامسة في مسيرتك كمصممة مجوهرات، ما هو التحدي الأكبر الذي واجهك حتى الآن؟
الاستمرار في المضي قدماً مع العلم أنّه لا يزال من الصعب الحفاظ على الإنجاز بدلاً من تحقيقه. غير أن هذا ما يحلّي الرحلة.
أُطلقت المجموعة الجديدة في معرض Gem Genève في جنيف في شهر مايو 2022، تحت إشراف Vivienne Becker الشهيرة. وستُباع إحدى قطع هذه المجموعة في المزاد العلني في قاعة ‘Christies في باريس في شهر يوليو. وسيتم إطلاق بعض القطع على موقع Moda Operandi في شهر يونيو.