أنطوان القارح بين الرقي والأنوثة
موهبته بدأت في سنّ صغيرة، إلا أنّه عمل على صقلها بشكل دقيق مع مرور السنوات. أسلوبه خاصّ وفريد من نوعه، يتّسم بلمسات أنثويّة ساحرة. إنّه المصمّم اللبناني أنطوان القارح الذي برز في عالم الموضة المحليّة والعالميّة والذي رسم لنفسه نهجاً خاصّاً. فساتينه لها أسلوب خاصّ ورونق ينبض ترفاً، كما أنّ تصاميم الزفاف لهذا الموسم عكست أسلوباً حالماً وجميلاً.
تعرّفي إلى هذا المصمّم الموهوب، وادخلي في تفاصيل مجموعته العرائسيّة لهذا الصيف واكتشفي أسرار عمله.
كيف دخلت إلى عالم الموضة؟
لطالما كنت أميل إلى كل أنواع الفنون من رسم وفن تشكيلي وديكور، لكنّ موهبتي في الرسم بدأت على جدران المنزل والمدرسة من سنّ الستّ سنوات. وعندما بلغت العاشرة من عمري، صمّمت فستاناً لدمية ابنة الجيران، ويومها استعملت أقشمة مزّقتها من ثياب والدتي. واكتشفت حبّي لتصميم الأزياء لأوّل مرّة في سنّ الثالثة عشرة، بعد أن شاهدت فيلماً يتحدّث عن مسيرة حياة شاقّة لفتاة كانت تعمل في مجال الخياطة وأصبحت في المستقبل مصمّمة أزياء مشهورة، وعليه أدركت أنّني أحبّ كل أنواع الفنون لكنّني أرغب في أن أكون مصمّم أزياء.
وفي سنّ السادسة عشرة، قرّرت تحويل الرغبة إلى حقيقة وبدأت بدراسة التصميم لتتحوّل الموهبة إلى مهنة حياة عبر صقلها بالعلم والمعرفة. درست وتخرّجت من جامعة Cam الدوليّة المتخصّصة بتصميم الأزياء الراقية. حصلت على الميداليّة الذهبيّة عن فئة تصميم الأزياء في برنامج استديو الفنّ في العام 2001، وتمرّست في العمل مع أهمّ المصمّمين العالميّين... احتللت المرتبة الأولى وفزت بلقب أفضل مصمّم أزياء عربي في برنامج Mission Fashion في العام 2006 وقد كان عرّاب البرنامج المصمّم العالمي إيلي صعب، وبعدها قرّرت البدء بمسيرتي المهنيّة الشخصيّة عن عمر 24 عاماً فافتتحت دار أزياء أنطوان القارح في لبنان.
كيف تطوّر أسلوبك مع مرور السنوات؟
من خلال السنين والخبرة ومشاركاتي العديدة في عروض أزياء عالميّة وتواصلي المباشر مع نساء مقاساتهنّ وأذواقهنّ وخلفيّاتهنّ الاجتماعيّة والعمليّة مختلفة... لم تعد تصاميمي وأفكاري تنحصر بنمط محدّد من النساء، فهي قد تطوّرت لترضي رغبات وتطلّعات كل السيدات اللواتي يقصدنني مهما كان مقاسهنّ، سنّهنّ أو وضعهنّ الاجتماعي، مع الحفاظ على الأسلوب الخاصّ بي .
من أين تستوحي أفكارك؟
في كل مجموعاتي السابقة كما في مجموعتي الأخيرة يجب أن تنبثق التصاميم من فكرة فلسفيّة معيّنة تكون محور فكرة المجموعة. على سبيل المثال، مجموعة الكوتور الأخيرة التي قدّمتها والتي تحمل عنوان الروح الهائمة كانت مستوحاة من الفراشة وزهرة الهندباء اللتين تعكسان فكرة المجموعة الفلسفيّة، فالفراشة كائن حرّ عندما تنتهي دورة حياتها كدودة قزّ تلفّ جسمها المهترئ بشرنقة الحرير رافضة الموت ومطلقة العنان لجناحيها ومعلنة عودتها إلى الحياة من جديد بروح وشكل جديدين، تماماً كزهرة الهندباء تلك الزهرة الصفراء الجميلة التي لا تلبث أوراقها أن تموت وتجفّ متحوّلة إلى اللون الأبيض حتى تعلن انفصالها عن جسدها القديم فتعود إلى الحياة من جديد هائمة مع الريح ومتحرّرة من القيود. وهنا استعنت بالطبيعة وكائناتها الرائعة كمصدر إلهام لتعكس فكرتي الكامنة وراء كل فستان من المجموعة.
أدخلنا في تفاصيل مجموعة الزفاف لموسم ربيع وصيف 2017.
مجموعة العرائس الجديدة تحمل عنوان La Belle Rêveuse. استوحيت هذه المجموعة من الحلم التي تعيشه كل فتاة مقبلة على الزواج بارتدائها فستان الزفاف الذي لطالما تمنّته، فجاءت المجموعة حالمة متدفّقة بالأنوثة والفخامة، تعكس تطلّعات الفتيات بأن يكنّ كالأميرات في يومهنّ الكبير. تتألّف المجموعة من 12 قطعة استعملت فيها أقشمة متنوّعة تراوحت بين التول والغيبور والدانتيل، وقد زيّنت الأقمشة بحبوب الكريستال والأزهار والأكسسوارات الناعمة المطرّزة يدويّاً لتضيف طابعاً ملوكيّاً على القطع. أمّا ألوان الفساتين، فتنوّعت بين الأبيض والبيج الزهري والبيج الغامق والبلاتيني، بالإضافة إلى مفاجأة المجموعة وهي طرح فستان زفاف باللون الأزرق السماوي الهادئ. ما يميّز هذه الفساتين أيضاً هي قصّاتها الذكيّة التي تتيح للعروس تحويل تصميم الفستان وتغيير معالمه مع الحفاظ على بصمتي الدائمة والمتمثّلة بفتحة الظهر وتحديد الخصر مع الخطوط الهندسيّة الأنثويّة التي تبرز مفاتن جسد المرأة بطريقة راقية.
ما هي صيحات فساتين زفاف ربيع وصيف 2017؟
عالميّاً تتّجه دور الأزياء نحو البساطة في تصميم فساتين الزفاف فيكون الفستان بقماش خفيف وتطريز ناعم يساعد العروس على الحركة ويتناسب مع الأعراس العائليّة الصغيرة. أمّا في عالمنا العربي ولأنّ أعراسنا كبيرة وبتكلفة مرتفعة، ما زالت العروس تفضّل الفستان الأميري الواسع والمطرّز بشكل واضح وفخم. نحاول دائماً الحفاظ على طلب العروس في أن تظهر كأميرة أسطوريّة في يومها الكبير مع التغيير في القصّات وطريقة استعمال القماش والألوان ونوعيّة التطريز لنعطي التصميم المفعم بالأنوثة والفخامة والرقي طابعاً عصريّاً وحيويّاً.
وفقاً لأي معايير تصمّم فساتينك؟
لطالما أسعى عند تصميم فستان العرس إلى الجمع بين الفخامة والبساطة في آن واحد، فلا يكون الفستان فخماً بشكل مبالغ فيه أو بسيطاً إلى درجة الملل. كما أرغب في أن تكون العروس راضية بشكل تامّ عن التصميم ومقتنعة به حتى إن رأت فستان زفافها بعد 10 سنوات تبقى مغرمة به.
صف أسلوب أنطوان القارح بثلاث كلمات.
الرقي... الهندسة الأنثويّة... الجرأة البعيدة عن الابتذال.
كيف تصمّم فساتين النجمات، وفقاً لشخصيّاتهنّ أو لرؤيتك الخاصّة؟
بكل تأكيد عند التعامل مع النجمات وقبل البدء بأيّ تصميم يجب أن تتّحد ثلاثة عناصر لتكوين القطعة، وهي رغبة النجمة، رؤيتي الخاصّة والهدف من التصميم. بطبيعة الحال، تكبر المسؤوليّة عندما يكون التصميم مرتبطاً بنجمة أتعامل معها منذ سنوات عديدة مثل النجمة سيرين عبد النور التي نحرص على أن يكون التعاون بيننا مبنيّاً على التجدّد المستمرّ. بعض النجمات يجدن في تصاميمي ما يرغبن فيه، فيستعنّ بالفساتين المنفّذة من مجموعات الكوتور لحضور مناسباتهنّ، كما فعلت النجمة Marissa Rodriguez في حفل الأوسكار والنجمة Carrie Underwood في حفل الـGrammy مؤخّراً.
أمّا النجمات الأخريات فيلجئن إلى فساتين تتناسب مع تطلّعاتهنّ والجوّ العامّ للمناسبة كما فعلت النجمة نيلي كريم عند حضورها مهرجان البندقيّة السينمائي والنجمة ديمة قندلفت التي نحضّر لها تصاميم خاصّة ترتديها في مهرجان شام السينمائي المقام في أستراليا. وثمّة أيضاً نجمات يحترن بين التصاميم فيخترن ارتداء ثوبين في المناسبة نفسها، كما فعلت النجمة أمل بشوشة في يوم زفافها عندما ارتدت ثوب زفاف صمّم خصّيصاً لها وآخراً من مجموعات العرائس المنفّذة.
من هي السفيرة المناسبة لعلامتك؟
لطالما كانت Monica Bellucci هي الملهم الأساسي الحاضر في كل تصاميمي... لكنّ السيدة المفعمة بالأنوثة الراقية والحضور والتي ترتدي أزياء أنطوان القارح وتقدّم تصميمي بشكل جميل تكون سفيرة حقيقيّة لاسمي.
هل تستوحي من مدينة بيروت؟
لطالما كانت بيروت مصدر إلهام للكثير من الفنانين، كتاب وشعراء... أمّا أنا فأعتبر بيروت مصدراً للأمل... فعلى الرغم من الحروب والدمار والضياع، كانت دائماً تنهض من جديد لتنفض الرماد عنها مبتسمة للحياة ومفعمة بالطاقة.
ما هي مشاريعك المستقبليّة؟
بدأت بمرحلة تصميم مجموعة الكوتور الجديدة لعام 2017-2018 بالإضافة إلى تصميم الدفعة الثانية من مجموعة الأكسسوارات الخاصّة بي... كما أدرس مجموعة من العروض المقدّمة لي للمشاركة في عروض أزياء محليّة وعالميّة، بالإضافة طبعاً إلى تعاوني بشكل مستمرّ مع النجمات العالميّات والعربيّات
إقرئي أيضاً: أنت عروس اسألي المجرِّبات قبل الخبيرات ، فساتين زفاف حالمة من أنطوان القارح ، فساتين زفاف وليد عطا الله