أمس كنت أتكلّم ويّا صديقة. كانت تقول إنّها ما تريد تشتري هديّة لصديقة ثانية. تريد تروّح لعيد ميلادها من غير هديّة. والسبب إنّه الصديقة الثانية ما قدّمت لها هديّة يوم تزوّجت. وأنا أحاول أقنعها إنّها ما تسوّي كده. قلت لها: «إنت تنتقدينها عشان ما قدّمت لك هديّة. وتقولين إنّه التصرّف ده مو كويّس. صح؟» وهي قالت «صح» وعيونها كانت تقول إنّها ما تفهم معنى السؤال.
اقرئي: الوشاح… سرّ أناقتك الصغير
وأنا سألت: «طب كيف تتصرّفين مثلها بطريقة ما بيها لياقة؟ تنتقمين؟ كده خطأ. إذا تريدين تنتقمين فعلاً لازم تشترين هديّة لعيد ميلادها». وهي ما فهمت إيش أقول وقالت: «كيف؟! كده رايحة تقول إنّي ضعيفة الشخصيّة». وأنا خلاص سكت. كنت أقصد إنّه التسامح أقسى طريقة للعقاب. ودحين أتذكّر أن أستعدّ عشان عيد ميلاد الصديقة الثانية اليوم. يعني تقريباً مستعدّة. بس ما أدري أيّ أكسسوار أضيف لإطلالتي. حاجات كثيرة تليق بملابسي. قلادة اللؤلؤ ديّة مع شعار العلامة اللي أحبّها أو ممكن الأقراط ديّة من غير أيّ إضافات. تدرين الأقراط الكبيرة موضة الموسم. أو إيش رأيك أزيّن أصابعي بكل الخواتم الصغيرة ديّة؟ اللون الذهبي مع الحجارة الزرقاء الناعمة رايحة تكون مرّة روعة مع ملابسي وماكياجي.
اقرئي: اكتشفي الجانب الرومانسي للأفعى
فعلاً أحتار. أروّح للمرآة، أشوف نفسي للمرّة العاشرة. أحسّ إنّي أريد أسألها: «مرآتي يا مرآتي إيش أختار؟» تتذكّرين القصّة اللي كنّا نسمعها في طفولتنا؟ السوار؟ كده الإطلالة تكون مرّة بسيطة. كمان أشوف نفسي في المرآة. أراقب ظلال عيوني، لون شعري، نقشة فستاني وحتى طلاء أظافري. بعدين أقرّر أغمّض عيوني وأختار أكسسوار بطريقة عشوائيّة… واحد، اثنين، ثلاثة… أفتح عيوني، أبتسم، القلادة ديّة أحبّها. خلاص أختارها لإطلالة عيد صديقتي. أتذكّر الصديقة اللي ما تريد تشتري هديّة لصاحبة العيد.
اقرئي: حقيبتك هذا الموسم بأشكال هندسية
أروّح للمرآة وأقول في نفسي: «مو معقول. لو كنت مكانها اشتريت هديّة مرّة حلوة». أشوف نفسي، القلادة تهبل واللوك اكتمل. أفكّر بصوت مرتفع: «ودحين إيش أختار لصديقتي هديّة؟» أقف وقدّامي كرسي عليه حقيبة ووشاح. حاجة أقصى الفخامة! بس إيش أقدّم لها؟ الحقيبة؟ الوشاح؟ إيش تحب أكثر؟ اشتريتهم من Etro. أسكت وأفكّر: «عندها… كم حقيبة؟» وبعد كده أرسم لها صورة في خيالي وهيّ تزيّن عنقها بالوشاح. أفكّر. أحمل جوّالي، أروّح لذاكرة الصور. فين صوّرتها؟ هنا. خلاص الوشاح ده رايح يناسبها. عندها كثير حقائب بس في عمري في حياتي ما شفتها تتزيّن بالوشاح. يعني كده الوشاح رايح يكون هديّة مو عاديّة. طب إيش رأيك آخذ الحقيبة وأخلّي صديقتي الأولى تقدّمها لصديقتي الثانية؟
DRAWING BY FASHION ILLUSTRATOR ©SHAMEKH BLUWI
