Patek Philippe: ساعات أزليّة بابتكار تقليديّ

لا تشتهر علامة صناعة الساعات الفاخرة هذه بابتكارها المثالي لأرقى ساعات العالم فحسب، وإنّما تعتبر اليوم أيضاً آخر صانع ساعات مستقل تملكه عائلة في جنيف. ومنذ تأسيس العلامة الفاخرة في العام 1839، شهدت الدار الكثير من الابتكارات، من بينها نظام لف وضبط يدوي بدون مفتاح تم تقديمه في العام 1845. أمّا مؤسّسا العلامة المبدعان Antoine Norbert de Patek وJean Adrien Philippe فقد رسّخا فيها هويّة محدّدة لا تزال تتجلّى في جميع جوانب الدار منذ حوالى 180 عاماً. إذ يندمج الاهتمام الكبير بالتفاصيل والحرفيّة العالية مع التقاليد التي تجسّد بدورها إحساساً بالاستقلاليّة، نظراً إلى حريّتها الإبداعيّة في التصميم والإنتاج والتجميع؛ وهكذا تمثّل كلّ ساعة انعكاساً لما كانت وما زالت تمثله دار Patek Philippe منذ ولادتها.

على مدار سنوات، ابتكرت العلامة التجارية قطعاً ترتديها نخبة المجتمع. حتّى أنّ ساعة اليد الأولى على الإطلاق تعود إلى العام 1868 حينما صنعتها العلامة خصيصاً للكونتيسة Koscowicz من المجر. وشكّلت الفترة الممتدة بين أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين السنوات الأولى التي اشتهرت فيها العلامة التجاريّة بفضل إبداعاتها وابتكاراتها التي لا تشوبها شائبة. ثم في العام 1881، مُنحت العلامة براءة اختراع لمنظّم الدقة، تلتها بعد سنوات قليلة براءة اختراع أخرى لآلية التقويم المصنوعة لساعات الجيب وأخرى للكرونوغراف المزدوج الأوّل؛ لتسطّر Patek Philippe إنجازات هائلة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن. وفي العام 1989، أطلقت العلامة ساعة Calibre 89 تكريماً لمرور 150 عاماً على ولادة الدار؛ وعرفت بأنّها أكثر الساعات تعقيداً في العالم قبل أن يليها إبداع آخر معقّد ومتطوّر ألا وهو ساعة Star Caliber 2000 التي تم تقديمها بمناسبة الألفيّة.

وواصلت العلامة التجاريّة نموها مع السنين لتستمر في تقديم أفضل الابتكارات والتقنيات. كما لعبت التكنولوجيا والابتكار دوراً رئيساً في تشكيل علامة فاخرة اعتبرت من أفضل الشركات في صناعة الساعات الفاخرة. إذ تعدّ ساعات Patek Philippe إرثاً يتم تناقله من جيل إلى آخر، بحيث أنّها ذات جودة وموثوقيّة لا مثيل لهما، الأمر الذي يجعل كلّ قطعة فريدة وحصريّة. وبالتوازي مع الاستثمار القوي في التكنولوجيا والابتكار؛ تحافظ الدار على التقاليد والمعرفة الموروثة من الأسلاف في صناعة الساعات الراقية والدقيقة، الأمر الذي يظهر بوضوح في كلّ إبداع.

إلّا أنّ نقطة التحوّل الرئيسة للعلامة حصلت في العام 1932 عندما استثمر الشقيقان Jean وCharles Stern في الشركة. فصقل هذا العام عالم Patek Philippe لعقود قادمة، حيث لا يزال حتى يومنا هذا تحت ملكية عائلة Stern. واليوم، يدير الشركة مجلس إدارة يتألف من الرئيس الفخري Philippe Stern والرئيس Thierry Stern والرئيس التنفيذي Claude Peny؛ ممّا يجعلها الشركة الوحيدة المستقلة لتصنيع الساعات التي تملكها عائلة في جنيف.

في القرن الرابع عشر، لم يكن للساعات المنتشرة في جميع أنحاء المدن الأوروبيّة أي أقراص أو عقارب، بل عملت وفقاً لآلية ضرب تلقائيّة تصدر صوتاً كلّ ساعة. ومع تقدّم القرون، شهدت آليات الساعات تطوّراً ملحوظاً بدورها. إنّما لم تظهر آليات الضرب التي تنبّه بالوقت على الطلب حتى أواخر القرن السابع عشر. ومع ذلك، فقد بدّل القرن الثامن عشر قواعد اللعبة. بحيث تعيّن على أولئك الذين يريدون إثبات أنفسهم على أنّهم خبراء في صناعة الساعات أن يتحقّقوا من مهاراتهم عبر إنشاء ساعة مكرّرة تضرب كلّ ربع ساعة؛ لتكون نقطة قويّة من شأنها أن تؤكد قدرة الحرفيّين على إتقان المؤشر الصوتي للوقت، ممّا يجسد المعرفة في صناعة الساعات المتقدّمة والتنافسيّة.

ونظراً إلى أنّ Patek Philippe رائدة في عالم الساعات، قدّمت في العام 1860 ساعات الجيب الأولى التي تحتوي على مكرّرات كلّ دقيقة، وبحلول القرن التاسع عشر طرحت مزيداً من الساعات التي تضم مكرّرات لكلّ ربع ساعة وخمس دقائق ودقيقة. وقد أدّى تقديم Grande Sonnerie (آلية ضرب كلّ ربع ساعة أو دقيقة مقترنة بمكرّر) إلى ترسيخ الدار الفاخرة كعلامة رائدة في فنّ صناعة الساعات. ومع تقدّم السنوات، تمّ طرح ابتكارات وتحديثات للقطع المميّزة التي تجسّد هذه الآليّة والوظائف الدقيقة. واليوم، يتم فحص كلّ ساعة تغادر ورش العمل شخصيّاً على يد رئيس العلامة التجاريّة. وتحتل العلامة مكانة رياديّة في صناعة الساعات المعقّدة والرائدة في إنتاج مكرّرات الدقائق.

The Calatrava Collection

قدّمت العلامة ساعة Calatrava الأولى في العام 1932 التي اشتهرت بمثاليّتها، لدرجة أنّها مثّلت تعريفاً لما تعنيه الأناقة الفائقة والبسيطة في آنٍ معاً. وبالفعل، تعكس هذه المجموعة الجميلة ما ترمز إليه Patek Philippe حقاً، إذ تمثّل جميع عناصر البساطة التي تمتزج بشكل مثالي مع الطابع الأزلي الذي يدوم لأجيال قادمة. ومع شكل مستدير وخطوط نقيّة، شهدت هذه المجموعة الأيقونيّة الكثير من التعديلات مع الوقت، إنّما ظلّت وفيّة لأسلوبها الأوليّ وجمال تصميمها الأساسيّ. ومِن أحدث رموز التصميم الحقيقيّة، إصدار محدود يقتصر على 1000 قطعة من مجموعة Calatrava الحصريّة مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ.

وبما أنّها ساعة تذكاريّة تحتفي باستكمال الإنتاج الجديد في جنيف حيث انتقلت الدار في العام 2019؛ تمّ نقش New Manufacture 2019 على ظهر الساعة. ويعدّ هذا الإصدار المحدود والجميل تمثيلاً رائعاً للبساطة المثاليّة، بقطر من 40 مم وعلبة خلفيّة من الكريستال الياقوتي، بالإضافة إلى تدرّج اللون الرمادي والأزرق الجميل والعيار ذاتيّ الملء.

Collection The Twenty ~ 4

في العام 1999، عزّزت Patek Philippe روابطها المميّزة مع عشّاق الساعات الأنثويّة من خلال إطلاق مجموعتها الأولى المخصّصة حصريّاً للنساء.

تعتبر Twenty ~ 4 واحدة من أكثر الساعات النسائيّة شهرة. وتم تقديم هذه المجموعة لأوّل مرّة في العام 1999، لتكون أوّل مجموعة مخصّصة للنساء حصراً. فهي تكمّل إطلالة المرأة في أيّ وقت من اليوم، بتصميمها المعاصر وجماليّتها الأنيقة. وتماماً مثلما يوحي اسمها، تم ابتكار هذه المجموعة الجميلة ليتم ارتداؤها طوال النهار بغض النظر عن المناسبة، نظراً إلى ما تجسّده من تنوّع وبساطة وتميّز ورقي. وتتميّز الخطوط الأولى من هذه المجموعة بتقديمها في علبة مستطيلة بسوار معدني يمكن تميّيزه بفضل مزيج الفولاذ والألماس الذي يتّصف به.

ومنذ تقديمها، اعتُبرت هذه الساعة تصميماً لا بدّ لكلّ النساء من امتلاكه. وسرعان ما أصبحت واحدة من المجموعات الأكثر شهرة للعلامة التجاريّة. ومع السنوات، طرأت عليها الكثير من التعديلات لتتناسب مع متطلّبات مختلف النساء وأساليبهنّ؛ فطُرحت في إصدارات من الذهب الوردي والأبيض والأصفر بالإضافة إلى نسخ من المجوهرات الفاخرة. غير أنّ التغيير الرئيس للمجموعة حصل في العام 2018 عندما تم تقديم الإصدار الدائري الأول المعروف باسم Twenty ~ 4 Automatic بفضل حركته ذاتيّة الملء. ويتميّز هذا الإصدار بصفّين من الماس على العلبة، كما أصبح الطراز الدائري متاحاً بالفولاذ والذهب الوردي، مع إصدار إضافي من المجوهرات الفاخرة من الذهب الوردي مرصوف بشكل جميل بالماس. أمّا أحدث نسخة تم تقديمها من هذه المجموعة، فتعيد تفسير إصدار 1999 الأصلي بنفس السوار والعلبة المستطيلة. وتم إطلاق نسختين جديدتين حيث يبرز الرقم 12 و6 بالأرقام الرومانيّة أو العربيّة من الذهب الأبيض، كما تم تقديم علامات الساعة الماسيّة الخاصّة بالإصدارات الأقدم على شكل شبه منحرف من الذهب الأبيض أيضاً. وبالإضافة إلى الإصدار الدائري الذي طرحته الدار في العام 2018، تعتبر أحدث مجموعة بالشكل الجديد أوّل تغيير رئيس لساعة Twenty ~ 4 التي تعود إلى العام 1999.

وتثبت الجوهرة الموجودة على تاج ساعة Patek Philippe حقيقة أنّ اللمسات الأخيرة، بدءًا من علبتها ومينائها وصولاً إلى قلبها النابض، قد وضعها حرفّي متخصّص ومتفانٍ ومدّرب يتمتع بالمهارات المتوارثة عبر الأجيال بأسلوب يدويّ. ومع معرفة لا مثيل لها واهتمام شديد بالتفاصيل والدقّة والكمال؛ تجسّد Patek Philippe الرفاهيّة بكلّ ما للكلمة من معنى. فالفنّ والخبرة في عمليّة الابتكار اليدويّة لساعات اليد الرجاليّة والنسائيّة لأكثر من 180 عاماً متأصّلان في هويّة هذه العلامة التجاريّة. ولا عجب في ذلك، إذ إنّ الدار تهتمّ بكلّ عنصر أساسي لضمان الساعة المثاليّة، من بداية الابتكار وصولاً إلى التنفيذ النهائي. كما أنّها تعلّق القدر نفسه من الأهميّة على صناعة الجسم الذي يحمل الساعة والحركة المعقّدة التي تتّسم بها، لابتكار ساعة لا تشوبها شائبة تتطلّب عدداً من العمليّات المعقّدة.

وتخليداً لإرث هذه العلامة الرائدة، أدّى شغف الدار بالساعات إلى افتتاح متحف Temple of Watchmaking المعروف أيضاً باسم Patek Philippe Museum في العام 2001. وهذا المكان الواقع في جنيف، يحمل أكثر من خمسة قرون من تاريخ صناعة الساعات، إذ يضمّ مجموعات أثريّة تعود إلى القرن السادس عشر تشمل أولى الساعات الفاخرة التي صنعتها العلامة التجاريّة. وبالإضافة إلى ذلك، يتمّ عرض أكثر الساعات تعقيداً في الصناعة مثل Caliber 89 ليراها الزوار. وهكذا تتغنّى الدار بأكثر من 180 عاماً من الإرث الذي تملكه عائلة.

 

 
العلامات: ساعات Patek Philippe
شارك