KARL LAGERFELD مبدع يتخطّى كل الحدود
هو مصمّم أزياء مبدع، ولكن ما لا تعرفه كثيرات عنه هو أنّه مصوّر فوتوغرافي محترف وكاتب ومخرج ورسّام، يسطّر النجاح تلو الآخر في أيّ مجال يخوضه، إنّه Karl Lagerfeld الذي أثار على مدى أكثر من 50 عاماً إعجاب ودهشة المهتمّين بمجالي الموضة والجمال فاستحقّ عن جدارة لقب «الإمبراطور».
خلال طفولته التي قضاها في ألمانيا وتحديداً في Hamburg لم يكن مقرّباً من الأولاد في سنّه، إذ كان يقضي معظم وقته في مدرسته الداخليّة مأخوذاً برسم الاسكتشات وصور الكاريكاتور، فقد تمنّى أن يصير رسّاماً حين يكبر. وقد انتمى Lagerfeld إلى أسرة غنيّة، ما سمح له بأن يكمل دراسته الثانويّة في Lycée Montaigne في العاصمة الفرنسيّة باريس، متخصّصاً في الرسم وتاريخ الفنون.
اقرئي:بريق الأحجار الثمينة في ماكياجك الاحتفالي
البداية مع مصمّمين لامعين
بدأت أحلام الشاب الألماني تتحوّل نحو الموضة فقد أعجب بالخطوط الباريسيّة في عالم الأزياء، ما دفعه إلى المشاركة في مسابقة لتصميم المعاطف، وعلى إثر فوزه حصل على وظيفة كمساعد للمصمّم الشهير Pierre Balmain في العام 1955، وبعدها بحوالى 3 سنوات عمل مع المصمّم Jean Patou لمدّة 5 سنوات، ثم استقلّ في مهنته فبدأت أفكاره الاستثنائيّة بالتجلّي في أزياء رائعة لاقت سريعاً إعجاب الأوساط الباريسيّة الراقية.
اقرئي:CHANEL CODE COCO ساعة مليئة بالأسرار
تغيير مفهوم الفرو
عمل Lagerfeld لاحقاً مع دار Tiziani حتى العام 1969، فكانت النجمتان Elizabeth Taylor وGina Lollobrigida من الزبونات المخلصات لتصاميمه خلال هذه الفترة. وبعد ذلك، تعاون مع دار Chloé الفرنسيّة، ثمّ عمل مع دار Fendi الإيطاليّة في العام 1965 فاستطاع من خلال مجموعاته المميّزة أن يغيّر النظرة السائدة عن الفرو، فبعد أن كان مخصّصاً للأثرياء حوّله إلى قطع ملابس أكثر بساطة وعصريّة مستخدماً قصّات وأساليب خياطة جديدة، وهو لا يزال حتى اليوم مستمرّاً مع Fendi يبتكر كل موسم أزياء لا تتكرّر.
انضمامه إلى دار Chanel
كان من الصعب على أحد أن يخلف Coco Chanel في ابتكار موضة جديدة تخالف التوقّعات وتكسر التقاليد، لذلك احتاجت الدار بعد وفاتها إلى مصمّم قادر على إكمال المسيرة والحفاظ على الروح العامّة للدار مع إدخال بصمته الخاصّة. وهذا ما حصل عندما انضمّ Lagerfeld إلى Chanel في العام 1983، فقد انتقل بالدار ببطء وسلاسة إلى مزيد من النجاحات، وأبدع تصاميم استمدّها من تنوّع خلفيّته الثقافيّة والفنيّة والتصويريّة.
مظهر ثابت
تميّز Lagerfeld بشعره الأبيض الطويل المربوط إلى الخلف ونظّاراته السوداء التي تغطّي عينيه وبدلته الأنيقة التي تظهر جسمه النحيل، فمظهره الثابت معظم الأوقات أصبح أيقونيّاً يدلّ عليه من دون غيره.
اقرئي: كيف أزيل الماسكارا المقاومة للمياه بسهولة؟
فلسفة خاصّة
«لن تتقاعد ما دمت تحبّ عملك». إنّه الشعار الذي يحمله Lagerfeld الذي يصمّم لدار Fendi وChanel وKarl، وهي علامته الخاصّة. فتجاوزه لسنّ الثمانين لم يمنعه من الاستمرار في رسم التصاميم إذ إنّه عاشق للريشة، تأتيه الأفكار لدى الاستيقاظ من النوم فيقوم ليرسم الاسكتش بالشكل الأساسي الذي رآه فيه ولا يجري أيّ تغييرات على فكرته الأولى، لأنّه يؤمن بأنّ التغيير يفسد إلهامه.
موهبة مختلفة
لم تقتصر ابتكارات المصمّم الألماني على الملابس الراقية والجاهزة، بل خاض مجال الأكسسوارات وقدّم الحقائب والساعات والنظّارات الشمسيّة، ثمّ دخل إلى عالم العطور، كما أبدع في مجال التصوير الذي مكّنه من إظهار رؤيته الخاصّة للأشياء من حوله، فقد التقط لنجمات مثل Claudia Schiffer وMariah Carey أجمل الصور خلال الجلسات التصويريّة.
اقرئي: زيّني معصمك بأجمل الساعات الفاخرة
خيار العزوبيّة
بفضل موهبته الفذّة، نال الكثير من الجوائز والتقديرات فأصبح اسمه عالميّاً، كما أنّه بات من الأثرياء، هو الذي عرف كيف يعيش حياة مريحة ويستفيد من الأموال كي يسعد نفسه ويستمتع بمباهج الحياة، فاشترى هو العازب الذي لم يُقدم على الزواج منازل في أهمّ المدن، منها باريس وروما وهامبورغ.
خامات جديدة
لن ينسى عالم الموضة إبداعات Lagerfeld، هو الذي استعان بالـBaroque أو التطريز بالخيوط الذهبيّة، وأدخل خامات غريبة على الأزياء التي قدّمها من دون أن يفقدها رونقها وابتكر قصّات وموديلات جديدة تغنّت بجمال المرأة وأبرزته.
لا مجال للتشابه
يصمّم Lagerfeld خلال العام الواحد مجموعات لـChanel وFendi والدار التي تحمل اسمه، مع الإشارة إلى أنّ التصاميم لا تشبه بعضها، فلكل دار روحها الخاصّة وهويّتها التي يبذل المصمّم الألماني جهده كي يحافظ عليها، فيتابع أدقّ التفاصيل ويحضّر بنفسه جلسات تصوير المجموعات ويستعين بموظّفين شباب وأكفّاء كي يتمكّنوا من فهمه وتنفيذ أفكاره بسرعة وسهولة.