منصة Plain Tiger تدخل منطقة الشرق الأوسط
مع التغيّرات السريعة التي تحدث في جميع أنحاء العالم، يكمن أحد جوانب الحياة في عالم الاستدامة الذي بات مؤخّراً أهمّ ما يميّز الاستهلاك والإنتاج. مع إيلاء الأجيال الصاعدة مثل جيلَي الألفيّة وما بعد الألفيّة، أهمّيّة كبيرة للحفاظ على كوكب الأرض وفهمها للتأثير الكبير الذي يُحدِثه التوريد الأخلاقيّ والعمل العادل، يمثّل الاستهلاك الواعي أهمّ رغبات المستهلكين، وتغطّي منصّة التجارة الإلكترونيّة Plain Tiger كلّ الجوانب المتعلّقة بالاستهلاك الواعي. ومع تفشّي الوباء العالميّ الذي أدّى إلى الإقفال المؤقّت للمصانع وتقليل استخدام وسائل النقل والتكيّف مع نمط العمل من المنزل، شمل التحوّل أيضاً عادات الاستهلاك بحيث أصبحت البساطة والتقليل من الاستخدام جزءاً من الحياة اليوميّة. وقد لعب جيل ما بعد الألفيّة أو الجيل Z دوراً كبيراً في التحوّل نحو الاستدامة، فزادت الرغبة في التسوّق المستدام والأخلاقيّ بشكل كبير.
تركّز منصّة Plain Tiger الإلكترونيّة على الشفافيّة وإمكانيّة تتبّع المصدر في مجالات الأزياء والجمال والديكور المنزليّ، بالإضافة إلى كونها منصّة للتعلّم الإلكترونيّ تساعد العلامات التجاريّة على أن تصبح أكثر استدامةً. ووسط إطلاقها في منطقة الشرق الأوسط، ناقشنا مع أحد مؤسّسيها Olivier Baillie رؤية المنصّة وسعيها مؤخّراً إلى دخول سوق الشرق الأوسط.
ما مدى تأثير جيل الألفيّة وجيل Z على الرغبة المتزايدة في اعتماد الاستدامة؟
لا نبالغ أبداً عندما نشدّد على الدور الذي يلعبه جيل الألفيّة وجيل Z في المساهمة بازدياد الرغبة في الاستدامة. ويجب أن نكون جميعاً ممتنّين للغاية لأنّ هذين الجيلين على دراية بالحاجة إلى حماية كوكب الأرض. وقد يلعب تأثيرهما دوراً حاسماً في تجنّب تدهور مناخ الأرض غير القابل للإصلاح. ويشكّل هذان الجيلان حوالى 45% من سكّان العالم، كما أنّهما على استعداد لدفع المزيد من الأموال مقابل الحصول على منتجات مستدامة تحفّز إلى حدّ كبير نموّ مبيعات منتجات الرفاهية. وفي المقابل، تتّجه الكثير من الشركات نحو اعتماد الاستدامة فقط من أجل الحفاظ على الترابط مع هذين الجيلين.
لقد كان التحوّل نحو عالم الاستدامة بطيئاً نسبيّاً، فما هو برأيك السبب الأبرز وراء ذلك؟ وكيف تسهّل منصّة مثل Plain Tiger دخول هذا العالم؟
لا شكّ أنّ الزخم يتزايد وراء الاستدامة، في كلّ جوانب الحياة والاقتصاد. غير أنّ قبول البدائل الأكثر استدامةً يختلف بين منطقة وأخرى. فبعض العوامل الرئيسة التي تؤثّر على معدّل القبول هي الجودة والكمّيّة وملاءمة البدائل المحلّيّة. لذا، فإنّ مناطق مثل أستراليا وأوروبا والولايات المتّحدة، حيث الإنتاج المحلّيّ مرتفع، قد أحدثت نقلة سريعة نحو أنماط حياة أكثر استدامةً، بفضل منتجات محلّيّة عالية الجودة. وفي الشرق الأوسط، كان الإنتاج المحلّيّ المستدام محفوفاً بالتحدّيات، أيّ أنّه ربما اضُطرّ المستهلكون إلى اختيار منتج مستدام أقلّ جودة.
ما هي أكبر صعوبة تواجهها العلامات التجاريّة لدى دخولها حديثاً عالم الإنتاج الواعي؟ ما هو الدور الذي تلعبه Plain Tiger في مواجهة هذه الصعوبات؟
إنّه سؤال رائع، عملنا جاهدين للتمكّن من الإجابة عليه في Plain Tiger. فقد وضعنا معايير استدامة عالية جدّاً للعلامات التجاريّة التي ترغب في الانضمام إلى منصّتنا. وأرسينا ما نعتبره المعيار الذهبيّ العالميّ للإنتاج المستدام والأخلاقيّ. وإذ بنا نرفض العلامات التجاريّة التي كانت تحاول الوصول إلى هذا المستوى إنّما لم تستطع. ولم يكن ذلك أمراً مريحاً بالنسبة إلينا، إلّا أنّنا علمنا بأنّه يمكننا أن نساهم في الحلّ وأردنا ذلك. ولدى التحدّث إلى العلامات التجاريّة، أدركنا أنّها بحاجة إلى المساعدة في فهم ممارسات الإنتاج المستدام في بلدها أو منطقتها، بالإضافة إلى الحاجة لشبكة من المورّدين لتنفيذ أفكارها ومجتمع مماثل للانضمام إلى هذه الرحلة.
ومن رحم كلّ هذه الدروس، وُلد PTSA أو Plain Tiger Sustainability Accelerator وهو الأوّل من نوعه على مستوى العالم. وهو عبارة عن برنامج مزوّد بتقنيّة التعلّم الإلكترونيّ، يقوم بتزويد المصمّمين والعلامات التجاريّة في مجال الموضة بالمعرفة وبشبكة واسعة ومجتمع مماثل بغية العمل على منتجات أكثر استدامةً وأخلاقيّةً. ويتّصل المشاركون بخبراء في كلّ مراحل عمليّة الإنتاج، بدءاً بالتصميم والملاءمة الثقافيّة، وصولاً إلى التوريد وإدارة النفايات. فيتخرّجون من البرنامج مجهَّزين بشكل كامل لموافقة المعايير التي يجب على صناعة الأزياء الحديثة أن تلتزم بها. ثمّ يتمّ إطلاق تلك العلامات على منصّة التجارة الإلكترونيّة العالميّة Plain Tiger كي يتمكّن المستهلكون من الحصول على منتجاتها الجديدة.
هل تعتقد أنّ الإنتاج والاستهلاك المستدامين سيسيطران شيئاً فشيئاً على الأسواق الحاليّة؟
سيسيطر الإنتاج والاستهلاك المستدامان على الأسواق بشكل كامل بحيث يصبحان معياراً لا مجرّد خيار. فالمجالات المستدامة كالموضة والجمال والديكور المنزليّ تشكّل أساساً سوقاً توازي 24 مليار دولار، وتنمو بنسبة 15% سنويّاً. وسيأتي وقت يشكّل فيه استهلاك الموضة السريعة مشكلة اجتماعيّة. وقد شهدنا ذلك من قبل حين أصبح شراء منتجات الفرو الحيوانيّ من المحرّمات، فقاطعه المستهلكون، ثم تمّ حظره على مدرّجات عروض الأزياء. وشهدنا على ابتعاد الغالبيّة الساحقة من ماركات التجميل عن إجراء التجارب على الحيوانات. وسيستمرّ هذا الاتّجاه الإيجابيّ مع تحوّل منهجيّ بعيداً عن الإفراط في الإنتاج واستخدام المواد الضارّة بيئيّاً، وسوء معاملة العمّال.
في أيّ اتّجاه تسير دول مثل الإمارات العربيّة المتّحدة والمملكة العربيّة السعوديّة في ما يتعلّق بالتوريد الأخلاقيّ والاستدامة؟ ولماذا اخترتم مؤخّراً دخول سوق الشرق الأوسط؟
أنا متحمّس للغاية ويلهمني الاتّجاه الذي تسير فيه الإمارات العربيّة المتّحدة والمملكة العربيّة السعوديّة من حيث الاستدامة. إذ يتمّ الحديث عن الاستدامة والعمل عليها في كلّ مكان. والتزمت الإمارات والسعوديّة بصفر انبعاثات كربونيّة صافية بحلول 2050 و2060 على التوالي. والمستثمرون ورجال الأعمال المؤثّرون هم كثر. ويشكّل ذلك أحد موضوعات معرض إكسبو 2020. وتقوم الإمارات بحظر استعمال الأكياس البلاستيكيّة التي تُستخدم لمرّة واحدة. وبدأ المستهلكون بطلب المزيد من الشركات التي يشترون منها. فالحركة تتوسّع ويتمّ اتّخاذ إجراءات ملموسة.