تتساءلين من تقف وراء إبداع Flowwow، التطبيق الذي يعدّ بمثابة سوقٍٍ عالمي للهدايا؟ إنها Irina Tatarinova الحاصلة على شهادة دراسات عليا في علم النفس، والتي أثبتت جدارتها في مسيرتها المهنية في مجال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
خبرتها في علم النفس زودتها بالمهارات اللازمة لبناء علاقات وطيدة مع المدونين وتعزيز بيئة عمل جماعية تعاونية.
أُطلقت Flowwow عام ٢٠١٤، بحيث تعتبر سوقًا عالمية للهدايا، أحدثت ثورة في هذا المجال، مع أكثر من ١٩٠٠٠ متجر محلي في أكثر من ١٢٠٠ مدينة، في ٤٠ دولة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، إسبانيا، تركيا، البرازيل، والمملكة المتحدة.
في Flowwow، بدأت إيرينا مسيرتها كمديرة لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث تولت إدارة كل شيء من حسابات إنستغرام إلى حملات المؤثرين. في عام ٢٠٢٤، استضافت Flowwow أربع فعاليات حصرية للمؤثرين، وحققت ١٨٠٠ تعاون، جاذبةً أكثر من ٤٠ ألف عميل جديد، ومحققةً أكثر من ١٠٠ ألف طلب، ليصل إجمالي الوصول إلى أكثر من ٢٢٠ مليون عميل.
لذا فلنتعرف سويًا أكثر فأكثر على Irina Tatarinova في هذه المقابلة الشيقة:
كون خبرتك كانت في علم النفس والعلامات التجارية، ما الذي ساهم في وصولك لمنصب مدير العلامة التجارية لسوق الهدايا العالمي Flowwow؟
لطالما كنتُ مهتمة بالسلوك البشري: كيف تظهر المشاعر في الخيارات اليومية، وما الذي يُنشئ التواصل، وكيف يُقدّم الناس الرعاية ويتلقّونها. منحني علم النفس هذه الرؤية مُبكرًا، ومع مرور الوقت، أصبح أساسًا لنهجي في بناء العلامة التجارية.
انضممتُ إلى Flowwow في وقتٍ كانت فيه الشركة تشهد نموًا سريعًا. بدأتُ العملَ كمديرةٍ لوسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما وجدتُ نفسي منخرطةً في جميع أنواع العمليات: إطلاق الحملات، العمل عن كثب مع المؤثرين، وتشكيل أسلوب التواصل، والاطلاع على آراء العملاء. علّمتني تلك الأيام الأولى الكثير عن الجانب العاطفي وراء الهدايا – فالأمر لا يقتصر على المنتج وحده.
مع توسّعنا في أسواق جديدة، ركّزتُ على بناء استراتيجية علامة تجارية تُحافظ على طابعها الشخصي، حتى مع العمل في أكثر من 40 دولة. واليوم، أقود فريقًا يضم أكثر من 40 شخصًا موهوبًا، ولا يزال نهجنا ينطلق من السؤال نفسه: كيف نُشعِر الناس بالاهتمام والتقدير والفهم من خلال الهدايا؟ هذا السؤال هو ما يُحرّك كل شيء في Flowwow، من تجربة المنتج إلى سرد القصص.
ما الذي يميز Flowwow عن شركات الهدايا الأخرى في المنطقة، وما هي مهمته؟
Flowwow مصمم لجعل الهدايا عملية ومريحة في آنٍ واحد، ليس فقط في المناسبات الخاصة والهامة، بل في كل ما يُقرّب الناس من بعضهم البعض. في دول مجلس التعاون الخليجي، نتعاون مع شركات محلية صغيرة : بائعي زهور، صانعي حلويات، علامات تجارية تُصنّع الشموع أو السيراميك وغيرها بهدف لتقديم هدايا شخصية ندعم من خلالها البائعين.
في جوهره، يتمحور Flowwow حول التواصل العاطفي، أينما كنت. يُمكن للناس إرسال زهور في دبي أو مفاجأة لشخص ما في مدريد، ويظل الشعور بالألفة قائمًا. ميزات مثل صور ما قبل التسليم، والرسائل داخل التطبيق، والتوصيل الموثوق في نفس اليوم، جزء من هذه التجربة: فهي تُتيح للناس مساحة للتواصل الهادف دون ضغوط، عبر الحدود والمناطق الزمنية.
اقرئي ايضًا:الهوجيتشا: شاي ياباني جديد يسرق الأضواء من الماتشا
ما الذي يجعل سوق الخليج مميزًا إلى هذا الحد، وكيف تقومين بتكييف العلامة التجارية مع الفروقات الثقافية في المنطقة؟
تُعتبر منطقة الخليج منطقةً تُضفي فيها الهدايا ثقلًا عاطفيًا وثقافيًا عميقًا. فهي متأصلة في العائلة والمجتمع وصفات الكرم الأساسية، وغالبًا ما ترتبط بالتقاليد والمناسبات الدينية أو اللفتات البسيطة الصادقة. سواءً كان عيدًا، أو حفل زفاف، أو حتى مجرد لفتة عفوية، يُقدّم الناس الهدايا للتعبير عن تواصلهم.
نهجنا هو البقاء على اتصال دائم بمنصة علامتنا التجارية العالمية مع التكيّف بحرص بعادات المنطقة. على سبيل المثال، في رمضان 2024، استكشفنا المعنى الحقيقي للهدايا خلال الشهر الفضيل. وقد أدى هذا الاستكشاف إلى تعاون مع الفنانة الإماراتية مريم العبيدلي، لتصميم مجموعة بطاقات محدودة الإصدار بعنوان “لحظات رمضان: حوارات من القلب إلى القلب”. صُممت كل بطاقة من البطاقات الثلاثين حول سؤال ذي معنى، مستوحى من الثقافة المحلية، مما أتاح مساحة لحوارات حقيقية وتفاعل عاطفي. وقد حظي المشروع باهتمام كبير لدى أبرز وسائل الإعلام والمؤثرين في الإمارات، وأظهر كيف يمكن لسرد القصص والرؤى المحلية أن تتكامل معًا.
كما نراقب عن كثب السلوك الرقمي في المنطقة. على سبيل المثال، أصبح Pinterest منصة اكتشاف رئيسية لنا في الإمارات العربية المتحدة، وساعدنا على زيادة جمهورنا بأكثر من 170% في شهر واحد.

ما هي معايير اختيار العميل أو الحرفي؟
في Flowwow، تُعدّ الشركات الصغيرة والمتوسطة محور اهتمامنا. نبحث عن شركاء يجمعون بين الحرفية والاهتمام: أشخاص يُضفون شغفًا على عملهم ويرغبون في النمو من خلال منصة تُقدّر التواصل أكثر من حجم العمل.
الجودة دائمًا في المقام الأول. سواءً كانت باقة زهور، أو شمعة مصبوبة يدويًا، أو حلوى مصنوعة يدويًا، يجب أن يكون المنتج مصنوعًا بعناية ومُقدّمًا بشكل جميل. كما نولي اهتمامًا خاصًا للموثوقية والقيم المشتركة: شركات تنظر إلى الهدايا كتجربة، لا مجرد معاملة.
كيف ترين مستقبل الهدايا في المنطقة؟
أصبح تقديم الهدايا في دول مجلس التعاون الخليجي مقصودًا: فهو يرتكز على المشاعر أكثر من المناسبات. يختار الناس تجارب شخصية، سواءً كانت باقة ورد تُرسل في اللحظة أو سلة هدايا مُرتبة بعناية تحمل رسالة “أنا هنا من أجلك”. يتحول الطلب نحو الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية، السرعة، والسهولة.
نشهد أيضًا ازديادًا في إهداء الذات، خاصةً لدى الشباب الذين يُقدّرون التوازن والتعبير عن الذات. لم يعد الأمر يتعلق بانتظار سبب. في Flowwow، نحن هنا لدعم هذه العقلية من خلال دمج التكنولوجيا والإبداع المحلي.
ما هي الحملة الأكثر تميزًا التي تلقيتها أو عملتِ عليها على الإطلاق؟
Peonymania من المشاريع التي تبقى في ذاكرتي. في كل عام، في أواخر مايو ويونيو، تتفتح أزهار الفاوانيا لبضعة أسابيع فقط، ونحوّل هذه اللحظة العابرة إلى احتفال. في دول مجلس التعاون الخليجي، أطلقنا حملة محولين الفاوانيا إلى هدية.
لإضفاء الحيوية على هذه اللحظة، ابتكرنا “مجموعات الفاوانيا”: باقات من زهور الفاوانيا البرتقالية التي يتغير لونها مع تفتحها، مرفقة بكاميرا فيلم داخل حقيبة كروشيه.
تعاونّا أيضًا مع مطعم Tania’s Teahouse لتقديم مشروبات محدودة الإصدار مستوحاة من زهرة الفاوانيا، مما أتاح لنا فرصةً لتجربة هذا الموسم معًا. مزيجٌ من التفاصيل ورغبةٌ صادقةٌ في بثّ البهجة، هو ما جعل حملة “بايونيمانيا” ناجحة. تُذكّرني حملاتٌ كهذه بأسباب قيامي بما أقوم به.



بناءً على خبرتك، ما هي أهم الصفات التي يجب أن تتمتع بها المرأة القيادية لتحقيق النجاح في مسيرتها المهنية؟
بالنسبة لي، يبدأ الأمر بشعور قوي بالمسؤولية. القيادة لا تتعلق بالألقاب بقدر ما تتعلق بالحضور إلى العمل يوميًا. لطالما شعرتُ بارتباط عميق بالعمل والفريق. ومع نمو الشركة، اتسع نطاق المهام الموكلة إليّ، وقد رحّبتُ بهذا النمو بكل سرور.
لا يقلّ هذا الأمر أهميةً عن القدرة على بناء علاقات حقيقية. في تسويق العلامات التجارية والمؤثرين، يعتمد كل شيء على الناس، سواءً كان حوارًا أو رؤية مشتركة أو ثقة. لقد منحني تخصصي في علم النفس الأدوات اللازمة للإنصات الجيد، وقراءة ما بين السطور، وخلق مساحات يشعر فيها الناس بأنهم مرئيون. المهارات الشخصية ليست ثانوية؛ بل هي الأساس. كلما كان التواصل أقوى، كانت النتائج أقوى.
اقرئي ايضًا:موزة الحمراني: الفن يقدم رؤى وتفسيرات جديدة للتجارب الشخصية