إن كنتِ تنتظرين الحمل أو في بداياته، فربما لاحظتِ تغيرات كثيرة في جسمكِ ونفسيتكِ، بعضها مألوف كالغثيان والدوخة، وبعضها قد يبدو غريبًا أو غير متوقع مثل الأرق وصعوبة النوم. هنا قد تتساءلين: هل الارق من اعراض الحمل؟
في الواقع، نعم، الأرق يُعد من الأعراض الشائعة التي قد تصاحب المرأة الحامل، خاصةً في المراحل الأولى من الحمل، وأحيانًا يعود في الثلث الأخير أيضًا.
في هذا المقال، سنستعرض لكِ العلاقة بين الحمل والأرق، الأسباب المحتملة، وكيف يمكن التعامل معه بطرق آمنة ومناسبة لحملكِ.
أولًا: ما هو الأرق؟
الأرق هو صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه، وقد يشمل:
• صعوبة في الدخول في النوم.
• الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل.
• الاستيقاظ المبكر وعدم القدرة على العودة للنوم.
• الشعور بعدم الراحة حتى بعد ساعات طويلة في السرير.
وفي فترة الحمل، قد تختلف طبيعة الأرق من امرأة إلى أخرى، كما تختلف شدته من مرحلة إلى أخرى.
ثانيًا: هل الارق من اعراض الحمل المبكرة؟
نعم، الأرق قد يكون واحدًا من علامات الحمل المبكرة، ويظهر في الأسابيع الأولى بسبب التغيرات الهرمونية والنفسية التي تطرأ على جسمكِ، حتى قبل أن تتأكدي من حملكِ.
من بين الأسباب التي تؤدي إلى الأرق في بداية الحمل:
- التغيرات الهرمونية
الزيادة المفاجئة في هرمون البروجستيرون، المسؤول عن تثبيت الحمل، تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وقد تسبب النعاس خلال النهار، وفي المقابل تُربك نمط النوم ليلًا. كما أن ارتفاع هرمون الأستروجين قد يزيد من حساسية الجسم ويجعلكِ أكثر عرضة للقلق أو الانزعاج. - القلق والتفكير المستمر
مجرد معرفتكِ بأنكِ حامل قد يشعركِ بالفرح، لكن في نفس الوقت تزداد لديكِ مشاعر القلق حول صحة الجنين، الاستعداد للأمومة، الوضع المالي، وغيرها من الأمور، ما قد يُسبب لكِ صعوبة في الاسترخاء قبل النوم. - كثرة التبول ليلًا
في بداية الحمل، يزداد تدفق الدم إلى الكليتين نتيجة التغيرات الهرمونية، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج البول. وهذا يدفعكِ للاستيقاظ عدة مرات خلال الليل للذهاب إلى الحمام، وهو أحد الأسباب المباشرة للأرق في الثلث الأول. - الغثيان الليلي أو حرقة المعدة
قد تعانين من غثيان في ساعات الليل أو من ارتجاع الحمض، ما يجعلكِ تشعرين بعدم الراحة في السرير ويصعب عليكِ النوم المتواصل.
ثالثًا: هل يستمر الأرق طوال الحمل؟
ليس بالضرورة، فبعض النساء يشعرن بتحسن في النوم خلال الثلث الثاني من الحمل، حيث يكون الجسم قد بدأ بالتأقلم مع التغيرات. لكن، في الثلث الثالث قد يعود الأرق بسبب:
• زيادة حجم البطن وصعوبة إيجاد وضعية نوم مريحة.
• آلام الظهر والمفاصل.
• حركة الجنين المتكررة أثناء الليل.
• الأحلام المزعجة المرتبطة بالقلق من الولادة أو الأمومة.
• ضيق التنفس بسبب ضغط الرحم على الحجاب الحاجز.
كل هذه العوامل تجعل النوم أكثر صعوبة مع اقتراب موعد الولادة.
رابعًا: كيف تتعاملين مع الأرق أثناء الحمل؟
لا داعي للقلق، فالأرق خلال الحمل شائع ويمكن التخفيف منه باتباع بعض الإرشادات:
- اعتمدي روتينًا للنوم
• حاولي النوم والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا.
• ابتعدي عن الهاتف أو التلفاز قبل النوم بساعة على الأقل.
• اجعلي غرفة نومكِ هادئة ومظلمة. - تجنبي الكافيين والسكريات في المساء
• قللي من القهوة، الشاي، والمشروبات الغازية.
• تناولي وجبة عشاء خفيفة وتجنبي الأطعمة الدهنية أو الحارة. - مارسي التمارين الخفيفة خلال النهار
• المشي أو اليوغا المخصصة للحامل تساعد على تحسين جودة النوم.
• تجنبي ممارسة التمارين قرب وقت النوم. - جربي تقنيات الاسترخاء
• التنفس العميق، التأمل، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة تساعدكِ على تهدئة عقلكِ.
• حمام دافئ قبل النوم قد يساعد على ارتخاء العضلات. - استخدمي وسائد دعم الحمل
وسادة الحمل التي تدعم البطن والظهر تساعد على تقليل الانزعاج وتحسين وضعية النوم، خاصة في الشهور الأخيرة.
خامسًا: متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا استمر الأرق لفترة طويلة وبدأ يؤثر على نشاطكِ اليومي أو حالتكِ النفسية، يُفضّل استشارة الطبيبة. قد يكون هناك أسباب أخرى مثل:
• الاكتئاب أو القلق المرضي.
• فقر الدم أو نقص المغنيسيوم.
• أو حتى مشاكل في التنفس أثناء النوم.
الطبيبة قد تقترح فحوصات أو توصيات مخصصة، أو تُحيلكِ لأخصائية نوم أو دعم نفسي إذا لزم الأمر.
نعم، الأرق هو أحد الأعراض الشائعة التي قد تظهر خلال الحمل، خاصةً في بدايته أو نهايته. التغيرات الهرمونية، القلق، وكثرة التبول تلعب دورًا كبيرًا في هذا الإحساس. ومع ذلك، يمكنكِ من خلال بعض التعديلات في نمط حياتكِ أن تُحسّني جودة نومكِ وتحافظي على طاقتكِ خلال اليوم.
تذكّري دائمًا، أن النوم الجيد ليس رفاهية، بل هو جزء أساسي من العناية بنفسكِ وبطفلكِ القادم.
إقرئي أيضاً: ماذا يسمى اتحاد البويضة والحيوان المنوي؟