“أتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعني” عبارة تخطر على بالنا حين نواجه موقفاً محرجاً، فما وقع كان مفاجئاً لم يعطنا الوقت الكافي لكي نفكر ونجد الطريقة المثاليّة للتصرف. وبما أنّ مواقف الحياة ليست دائماً كما نرغب فيها، علينا أن نستعد لأيّ حدث طارئ، ونتعامل معه بشكل مناسب، لا يقلل من قيمتنا ولا يغيّر نظرة الآخرين لنا.
نقع أحياناً في المواقف المحرجة بسبب ظروف خارجة عن إرادتنا، وفي أحيانٍ أخرى، يكون لنا دور في الوقوع في هذا الموقف، كأن يحصل منّا سوء تقدير لحدث ما أو نواجه موقفاً غريباً من أناس يحيطون بنا، ويكون لردّ فعلنا دور كبير في تحديد ما الذي سيؤول إليه الوضع.
في الحالتين يجب أن تكوني سريعة البديهة، فلا تقفي مكتوفة اليدين، تتعرّقين، تتوتّرين، وكأنها نهاية العالم، بل عليك التحلّي بالهدوء للخروج من الموقف بأقلّ خسائر ممكنة، وفي حال أجدت التصرّف ستستفيدين مما حصل لتظهري كم الثقة بالنفس التي تمتلكينها، وقدرتك على التماسك خلال أيّ حدث طارئ تضعه الحياة في طريقك.
هذا الأمر ليس سهلاً، إذ إنّ وقع الصدمة كبير، وتحتاجين إلى بعض الوقت للتأقلم مع ما حدث ولكن مع بعض التدريب على السيطرة على الانفعالات وضبط النفس يمكن صنع المعجزات.
لن يبادر أحدٌ إلى إنقاذك، وحتى لو نجح هذا الأمر في موقف أو اثننين، لا بد أن تواجهي في وقتٍ ما موقفاً محرجاً يتطلّب تصرفاً فورياً، كوني ذكية وتوقعي كلّ شيء، وليكن تصرفك موزوناً كي تحافظي على صورة حسنة أمام الموجودين.
في ما يلي 10 مواقف محرجة يمكن أن تتعرّضي لها، والطريقة الأمثل للتعامل معها.
هل أعرفك؟
تسيرين في أحد المراكز التجارية وتصادفين امرأة، تشعرين أنّك تعرفينها وتحاولين التذكّر، في هذه الأثناء تبادر إلى إلقاء التحية عليك والسؤال عن أحوالك، وأنتِ لا تذكرين حتى اسمها. ماذا تفعلين في هذه الحالة؟ كوني لطيفة وأجيبي باقتضاب عن أسئلتها ووجّهي لها أسئلة عامة وسريعة، وقبل أن تبادر إلى فتح المزيد من المواضيع اعتذري منها بحجة أنّك متأخّرة عن موعد ما وغادري المكان.
شريكة في النميمة
تتواجدين مع مجموعة من الأصدقاء ويقومون باستغابة صديقة أو زميلة لكِ، تشعرين بالانزعاج ولكنّك غير قادرة على مغادرة المكان أو معارضتهم بعنف، في هذه الحالة، اسلكي درب الدبلوماسية، قولي مثلاً: “أجد أنّكم تبالغون قليلاً”، أو “فلننتظر حتّى نواجهها ونعرف منها حقيقة الأمور”، في هذه الحالة أنتِ تدافعين ضمنيّاً عنها، مع عدم مواجهتهم بمفردك فتخسري ثقتهم، ومن الضروري أيضاً ألا تنقلي حديثهم إليها فتدخلين أيضاً في دوامة النميمة.
حادث غير متوقّع
تتهادين نزولاً على الدرج بفستانٍ رائع الجمال وحذاء عالي الكعب، وترين الحضور منبهر بجمالك وأناقتك وفجأة تشعرين أنّ كعب الحذاء انكسر أو أنّ سحّاب الفستان تمزّق، فكيف تتصرّفين؟ انهضي بثقة من الموقف ومن دون توتر أو انفعال واضحين، ابتسمي وحاولي أن تصلي إلى أقرب طاولة وتطلبي من إحدى صديقاتك مرافقتك إلى الحمام، وستتمكّنان من إصلاح الموقف، يمكن في الحالة الأولى أن تكسري الكعب الثاني، أما في الحالة الثانية فعليك ارتداء سترة فوق الفستان لإخفاء السحاب الممزّق.
هجوم مباغت
تستدعيك مديرتك إلى مكتبها، تشعرين بالإثارة إذ تتوقّعين نجاح أجدد مشروع قدّمته، ولكن المفاجأة أنّ عملك لم يرق للإدارة. تبدأ بانتقادك وبمهاجمة أسلوبك، وأنت مصدومة لا تصدّقين ما تسمعين. هنا عليك أن تسيطري على انفعالاتك وألا تفقدي ثقتك بنفسك، استمعي إلى كلامها ودافعي عن عملك، قولي لها إنّك تتحملين كامل المسؤوليّة في حال فشله وستقبلين قراراتها إذا كانت عادلة ومنطقيّة.
تعثّر سيّء
يحدث في الجامعة أو المركز التجاري أو حتى الطريق أن تصطدمي بشيء ما أو تتعثّري بطرف العباءة ويمكن أن تقعي أرضاً، فلا تهوّلي الأمر، تأكّدي في البداية أنّك بخير، لم تصابي بأذى، بعد ذلك قفي بثقة وابتسمي في وجه من يراك أو حاول مساعدتك، وأكملي مشوارك بشكلٍ عادي فمن رأى الحادثة سينساها بعد دقائق.
أسئلة خاصّة
“لماذا لم تنجبي حتى اليوم؟”، أو “ما سبب انفصالك عن خطيبك؟” أو “كم يبلغ راتبك؟”، إنها أسئلة خاصة جداً ويمكن لكِ ببساطة أن تمتنعي عن الرد عليها بأن تقولي: “أفضّل عدم الحديث عن هذه الأمور”، ويمكن أيضاً أن تغيري الموضوع بطريقة لبقة، أو تحوّلي دفة الحديث، فتسألي هذا الشخص سؤالأً محرجاً عن حياته، لكي يجرّب شعورك.
ضد الضحك
تتواجدين ضمن مجـموعة من الأشخاص تعرّفتِ إليهم مؤخراً، ولكي تكسري الصمت، تلقين نكتة ولكنّك تتفاجئين أنّهم لم يضحكوا، لا تظهري خيبتك وإحباطك، قابلي الأمر بمرح وانتظري أن يبادر واحد منهم بفتح موضوع مختلف.
غياب التركيز
تتواجدين في قاعة المحاضرات في الجامعة، والأستاذة تشرح موضوعاً معقداً، وفجأة يسهو ذهنك، تنسين مكان تواجدك وتتوهين في موضوع يشغل بالك، وفجأة تسمعين اسمك وتدركين أنّ الأستاذة توجّه لكِ سؤالاً يتعلّق بالمحاضرة، قفي واعترفي بالخطأ، اعتذري منها وقولي ببساطة أنّك لم تسمعي سؤالها.
لا تحملين نقود
بعد جولة في السوبر ماركت وشراء كل ما يحتاجه المنزل من أغراض، تصلين إلى نقطة المحاسبة، تخرجين البطاقة من محفظتك، وحين تجرّبها الموظفة تخبرك أنّها لا تعمل… لا تحملين أموالاً نقدية كافية. الناس خلفك يتأفّفون بانتظار دورهم، فماذا تفعلين؟ توجّهي إلى أقرب هاتف للاتصال بأحد قريب من المكان لكي يأتي ويسدّد الفاتورة، أو ببساطة اتركي الأغراض في مكانها واعتذري من الموظفة على الإزعاج الذي تسبّبت به وغادري المكان.
طعام غريب
لا تحبّين الطعام الياباني ولا تستسيغين منظر السوشي أو السمك النيء، وتمّت دعوتك إلى مطعم يقدّم هذا النوع من الغذاء، ولا تستطيعين رفض الدعوة، يمكنك أن تكتفي بالسلطة أو الشوربا، دون أن تبدي انزعاجاً من منظر الطعام أو إعطاء ملاحظات سيّئة عنه.
دينا زين الدين – بيروت
