تنظيم الأمور الماديّة بين الزوجين موضوع مهم في حياتهما المشتركة، فالمادة أساسيّة في الحياة لأنّ توفّرالمال يساهم في حلّ العديد من المشاكل ويؤمّن استقراراً وراحة نفسيّة مهمّة وضروريّة لكي يتفرّغ الشريكان لمتابعة متطلّبات الزواج الأخرى كتربية الأولاد وتوطيد علاقتهما والتعامل بهدوء مع ما يواجهانه من تحديات يوميّة.
مصاريف البيت…مسؤوليّة من؟
سواء كنت موظّفة وصاحبة دخل مستقل يخوّلك -في حال شئت- مساعدة زوجك، أم سيدة منزل متفرّغة لأمور أسرتك التي تعتمد على راتب الزوج، فإنّك ستكونين مسؤولة عن الاهتمام بمصاريف البيت. فالرجال عادة يسلّمون النساء هذه المهمّة، لأنّ المرأة تعرف متى يحين موعد تسديد الفواتير ومتى يفترض دفع أقساط مدارس الأولاد، كما أنّها تقوم بالتسوّق لشراء حاجيات المنزل، وهي تعرف ما الذي يحتاج إليه الأولاد من ملابس وكتب وألعاب وغيرها، فتستطيع تأجيل بعض الأمور على حساب أخرى لكي تنجح الميزانيّة التي تلتزم بها. فكيف تنظمّين أمور منزلك الماليّة بطريقة صحيحة تريح أسرتك
وتسعد زوجك؟
الزوجة القديرة
تقول السيدة رنا (31 عاماً): «أنا وزوجي نشكّل كياناً واحداً، لذلك فإنّ حرصي على ماله يعود إلى حرصي على أولادي وراحتهم المستقبليّة، وحين أوفّر في المصاريف فإنّني أضمن أمننا المادي مستقبلاً».
تضيف السيدة الثلاثينيّة: «الرجل يريد أن يشعر بأنّ زوجته قديرة وليست سطحيّة وبأنّها قادرة على أن تزين الأمور وتدبّر شؤون المنزل من دون الحاجة إلى أن تعود إليه في كلّ قرار، فما يواجهه في عمله يكفيه، وقد اتفقت مع زوجي منذ بداية علاقتنا أن أستلم أمور البيت الماليّة وأطلعه على المصاريف الكبيرة فقط، وهو سعيد بتدبيري ويعبّر عن شكره وامتنانه بأكثر من طريقة».
صعوبات
تواجه بعض السيدات صعوبة في تقبّل حرص الرجال الزائد أحياناً على أموالهم، فالرجل الذي يكد في عمله لكي يشتري منزلاً ويؤمّن كل متطلّباته من أثاث وفواتير وتقسيط، يجد صعوبة في بداية الزواج في تقبّل مصاريف الزوجة الكثيرة، لا سيما إذا اعتادت المرأة في بيت والدها على أن تتم تلبية كل طلباتها وتحصل على كلّ ما ترغب فيه.
هنا يكون من الضروري على الطرفين أن يتأقلما مع الوضع الجديد، فيتوجّب على الرجل أن يفهم أنّ من واجبه تأمين احتياجات زوجته الضروريّة من دون اعتراض أو تمنين، ويتوجّب على الزوجة أن تراعي ظروف زوجها وتساعده إذا شعرت بأنّ أوضاعه الماديّة غير جيدة في هذا الوقت بالذات، وهو حين تتحسّن ظروفه سيعوّض عليها بالتأكيد وسيكون ممتناً لصبرها وتفهّمها.
من جهتها، تعتبر السيدة هيام (37 عاماً) أنّ مقولة أقصر طريق إلى قلب الرجل معدته انتهت صلاحيّتها في وقتنا الحالي ويجب استبدالها بـ«أقرب طريق إلى قلب الرجل حماية جيبه وحفظ ماله».
أسهل طريق إلى قلبه
تقول هيام: «الغلاء في الأسعار والمعيشة يجعلنا نفكّر دائماً بطرق لتوفير المال، لذلك أحاول قدر المستطاع التوفير في المصاريف، ما يسعد زوجي كثيراً. هذا الأمر لا يعني أنّني لا أكافئ نفسي بغرض يعجبني، لكنّني أقنع زوجي بذكائي بحاجتي إليه وهو لا يمانع إطلاقاً لأنّه يعرف أنّني لا أشتري إلا الأغراض المهمّة والأساسيّة، كما أنّ ادّخاري والحيل التي ألجأ إليها في شراء السلع الجيدة تساعدني على التبذير من حين إلى آخر ومن دون التأثير على ميزانيّتنا».
نصائح لإدارة منزليّة ماليّة ناجحة
1 – أعدّي ميزانيّة شهريّة والتزمي بها، واحرصي عند إعدادها على تحديد الأهم، فالمهم، ومن ثمّ الكمالي الذي يمكن تأجيله أو حتى الاستغناء عنه. لتسهّلي مهمّتك، حدّدي المصاريف الثابتة التي لا تتغيّر وتلك المستجدّة، وبعد الانتهاء منها قيّمي المبلغ المتبقّي من مجموع المال الشهري الذي تحصلين عليه من زوجك أو من عملك في حال كنت تشاركين في مصاريف المنزل، وابدئي بتوزيعه على الأمور الثانويّة. هذا الأمر كفيل بأن يُشعر زوجك بمدى اهتمامك وحرصك على شؤون بيتكما وسيقرّبه منك أكثر.
2 – احتفظي بمبلغ للحالات الطارئة. قد تتزوّج أخت زوجك أو تنجب زوجة أخيك، فيتعيّن عليك شراء هديّة، أو يتعرّض ابنك لحادث عرضي في المدرسة وتحتاجين إلى المال بشكل سريع. بهذه الطريقة، لن ترهقي زوجك بطلب المال لأنّك ادّخرت بعضاً منه وسيقدّر لك ذلك وتزداد ثقته بك.
3 – حين تقرّرين شراء قطعة أثاث باهظة الثمن أو فستان من ماركة عالميّة، فكّري جيداً هل تحتمل ميزانيّتك؟ وهل ستضايقين زوجك وأسرتك طوال الشهر لمجرّد الحصول على متعة آنيّة تتلخّص باقتناء هذا الثوب أو تلك الكنبة؟ حين تقرّرين الامتناع عن شراء هذا الغرض أو على الأقل تأجيل شرائه، أخبري زوجك وستلاحظين مدى سعادته، ومن يدري قد يفاجئك بشراء ما كان يعجبك.
4 – لا ضير من أن تطلبي من زوجك المزيد من المال في حال احتجت إلى مبلغ إضافي، وهو لن يمانع إعطاءك المزيد في حال كان أسلوبك سلساً، فهو يكدّ في عمله من أجل تحصيل المال. أظهري له تقديرك لتعبه ولكلّ ما يقوم به من أجل أسرتكما.
5 – حين تتسوّقين لشراء أساسيات المنزل، اختاري الغرض الثمين الذي سيدوم طويلاً وليس الغرض الرخيص الذي سيوفّر عليك بعض المال وسيتعطّل بعد وقت قصير، وهو سيكون أكثر من سعيد بما تقومين به.
6 – لا تتصرّفي بأموالكما من دون علمه، لا سيما في حال قدّمت المساعدة للأقارب وحتى لو كانوا من أفراد أسرته، لأنّك ستضعينه في موقف مزعج في حال علم بالأمر من شخص آخر وليس منك، كما أنّ وضعه المادي قد يكون صعباً في هذا الوقت بالذات.
7 – أن تكوني قديرة وتحمي أموال زوجك أي أموالكما معاً وتدّخري بعضاً منها للمستقبل، لا يعني أن تبخلي على أسرتك وأولادك ونفسك. أنفقي على الضروري لكي تحظي بحياة مريحة وطبيعيّة وتفادي إنفاق المصاريف على الأمور الثانويّة التي لا لزوم لها.