أخبار

نفحات زكية تلامس أحاسيسك

سبتمبر 10, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

من الطبيعي أن تعشق المرأة العطور، فهي تخفي في نفحاتها الشذيّة باقة من الأحاسيس التي تضفي على جمالها رونقاً وإشراقاً، لا سيما إن أحسنت اختيار العطر الذي يعكس شخصيّتها ويصقل إطلالتها. ماذا تعرفين عن العطور وكيف تختارين عطرًا يشبهك ويلامس أحاسيسك؟

إنّ استخدام العطور والزيوت وغيرها من المستحضرات العطرة حكاية لم يغفل التاريخ عن سردها. فمنذ آلاف السنين، لجأ المصريون القدامى إلى الأشجار واستخرجوا من لحائها البخور الذي عبقت رائحته في أرجاء المعابد وأصبح جزءًا لا يتجزأ من طقوسهم الدينيّة المقدّسة. واستمرّت الحكاية مع حضارة أخرى جعلت من العطر رمزاً للحب يكلّل كل عروس قبل زفافها… وهكذا سطّر التاريخ روايات عدة عن العطر الذي اجتاز المحيطات حاملاً في أريجه روايات تعكس تنوّعه من ثقافة إلى أخرى، إلى أن دخل عالم التجارة وبات يشار إليه اليوم في عالم الصناعة على أنّه منجم أموال لا ينضب.

حقائق عن العطور
لا بد أنّك لاحظت مرات عدّة أنّ رائحة العطر الذي وضعته بالأمس تغيّرت في اليوم التالي, ولا شك في أنّك اشتكيت مراراً من أنّ العطر ذاته الذي تضعه صديقتك تتبدّل رائحته عندما يعطّر جسدك. هذا أمر بديهي، لأنّ اختيار عطر جديد لك قد يكون أمراً مربكاً ومثيراً للحيرة. كما أنّ رائحة العطر تتغيّر مع الوقت، ففي الدقائق الخمس أو العشر الأولى التي تلي وضع العطر، تتنشّقين أريجاً قوياً تمتزج فيه رائحة النباتات المستخدمة مع رائحة الحمضيات القويّة وتلوّنه رائحة الأزهار الرقيقة. وبعد مرور نصف ساعة تقريباً، يتضوّع شذى الأزهار. أما مع انقضاء ساعتين من الزمن, فتنصهر هذه الروائح مع بعضها البعض، ليسمو عبير الأخشاب الدافئة كخشب شجرة الأرز والصندل.
ما عليك معرفته أنّ بشرة كل منا تتعامل مع هذه العطور بطريقة تختلف عن غيرها، وهذا يفسّر سبب اختلاف رائحة العطر ذاته من امرأة إلى أخرى.

كيف تختارين عطرًا يلائمك؟
لعل أولى الخطوات التي يجدر بك القيام بها هي تحديد نوع الروائح التي تشدّك وتحرّك مشاعرك. ابحثي عن كل رائحة ترسم ابتسامة رضى على شفتيك, وتذكّري دوماً أنّ على الرائحة التي تختارينها أن تحاكي شخصيّتك, فقد يجذبك شذى الأزهار أو ربما تلفتك رائحة الفاكهة, ولا تندهشي إن أثارت إعجابك رائحة الكعك الساخن, لأنّ عطوراً عدة باتت ترتكز اليوم بشكل كبير على رائحة الفانيليا. وإن كنت من محبات الشاطئ وتعشقين رائحة المحيط، قد تكون روائح المحيط المستحدثة خير خيار لك. وإن كنت تفضّلين إضفاء لمسة رومانسيّة على كل ما تتنشّقينه أو تلمسينه، فما عليك سوى انتقاء شذى الأزهار لأنّها كفيلة بإرضاء ذوقك وبإطلاق العنان لمخيّلتك, إذ ما الذي يضاهي الشعور بنضارة الأقحوان وروعته؟ وللمرأة الحساسة التي تبحث عن صفاء الروح وتتّصف بالنضوج والثقة بالنفس، لا بديل عن باقة الروائح الخشبيّة الدافئة التي تعكس غموض الغابات وعنفوان الأشجار. ولا ننسى أنّ ليالي المرأة الشرقيّة الحالمة لا بد من أن تعبق بأريج المسك وشذى العنبر, لذا فإنّ عطرها الأمثل يتجسّد في الروائح الشرقيّة الأصيلة المستخرجة من الأزهار والأشجار ذات الرائحة القويّة والمتضوّعة.

لكل مناسبة عطرها
فكّري دوماً في الطريقة التي ستستخدمين فيها عطرك, لأنّ لكل مناسبة رائحة تكمّلها ولكل عمر عطر يميّزه. ففيما يبرز عطر النباتات حيويّة الفتاة الشابة ويلائم مظهرها وملابسها المريحة, يتعارض العطر الشرقي مع شخصيّة الفتاة المراهقة، لأنّ العطور الشرقيّة مركّزة ومثقلة بروائح الأزهار الفواحة، لذا فهي تليق بملابس السهرات الراقية والمناسبات الخاصة. من المتعارف عليه, أنّ رائحة الأزهار والحمضيات المنعشة تستخدم خلال النهار، فيما تخصّص رائحة المسك والعنبر للأمسيات الرومانسيّة والمناسبات الليليّة. غير أنّ العطور المستخلصة من الفواكه والأزهار، تتناسب إلى حدّ كبير مع أيام الصيف الحارة لأنّها تبث نفحات منعشة وملطّفة. أما العطور القويّة، فتلائم فصل الشتاء لأنّها تكسر بدفئها برودته القارسة. احرصي دوماً على الحفاظ على زجاجة العطر في مكان وبارد وجاف، لأنّ الرطوبة والحرارة تؤديان إلى تبخّر العطر بسرعة كبيرة. أما الطقس البارد والجاف، فمن شأنه أن يحافظ على العطر ويقوّي أريجه.

عند شراء العطر
احذري من الوقوع في شرك الإعلانات التجاريّة التي تروج لعطور متعدّدة, لأنّه من الخطأ أن تشتري عطراً قبل أن تجرّبيه على بشرتك. عند دخولك متجراً لبيع العطور, حاولي أن تكوني دقيقة في وصف العطر الذي تريدين واختاري عطرك من بين ثلاث عينات لا أكثر كي لا تنهكي حاسة الشم وتختلط عليها الروائح. لا تتردّدي في طلب النصيحة, يمكنك دوماً استشارة البائع الخبير أو اصطحاب صديقتك لتساعدك على الاختيار, لكن بما أنّ العطر ذاته يختلف من شخص إلى آخر، تذكّري أن تجرّبي العطر على بشرتك لا على بشرة صديقتك، واكتفي برش العطر على معصمك وتفادي مسحه على البشرة، لأنّ ذلك سيؤدي إلى تضرّر مكوّناته الدقيقة. لمعرفة رائحة العطر الحقيقيّة، تنشّقيه بعد عشر دقائق من وضعه. أخيراً، ننصحك بالامتناع عن شراء العطور إن كنت تمرّين بفترة انتقاليّة كالحمل مثلاً, لأنّ التغيّرات التي تحدث في الجسم تؤثّر بشكل مباشر على حواسك، لا سيما حاسة الشم.

طريقة وضع العطر
– لا بد أن تعرفي أنّ العطر يدوم لمدة أطول إن وضع بطريقة صحيحة. لذا، ضعي العطر في كل مكان يجس فيه النبض، كالمعصم وفتحة المرفق والركبة وطرف العنق. ولا ضير من رش القليل منه على الشعر، لأنّك بهذه الطريقة كلما حركت رأسك فاحت منه رائحة طيّبة.
– حاولي أن تدخلي العطر في كل المساحيق التجميليّة التي تستخدمينها كالشامبو والصابون وسائل الاستحمام وغيرها… لأنّ ذلك من شأنه أن يطعّم جسدك برائحة عطرة طوال الوقت.
– لا تبالغي في كميّة العطر التي تضعينها, فوضع العطر مرة واحدة في أماكن جس النبض تكفي، إلا إن كنت تتعرّقين باستمرار. عند ذلك، ننصح بوضع العطر مرة ثانية، لا سيما أنّ الرائحة يخبو أريجها بعد انقضاء أربع أو ست ساعات على وضعها.
– تجنّبي تعريض زجاجة العطر للرطوبة والحرارة المرتفعة، ومن المستحسن حفظ العطور في البراد لبعض الوقت لتزيد فعاليتها.
– يحافظ العطر على جودته طوال ثلاثة أعوام من تاريخ تعبئته, ولا شك في أنّك ستلاحظين على الفور انتهاء صلاحيّته، لأنّ رائحته ستضعف ولونه سيصبح داكناً بعض الشيء.

نصيحة
من غير اللائق أن تكثري من وضع العطور، لأنّ ذلك قد يسيء إلى الأشخاص الذين يحيطون بك والذين قد يستمر انزعاجهم لمدة ساعات.
لذا، تخلّي عن أنانيّتك وتحلّي بالدهاء اللازم لاستخدام العطر المناسب في الوقت المناسب. حتى أنّ الأبحاث العلميّة تشير إلى أنّ النساء اللاتي يضعن عطراً قوياً وبكميات كبيرة يفقدن تدريجياً قدرتهنّ على الشم!

العطور والأرقام
أشار استطلاع للرأي أجري على ستة آلاف امرأة أنّ 45% من النساء يفضّلن أن تظلّ رائحتهنّ كما هي عند خروجهنّ من الحمام, في حين تحب 30% منهنّ أن تكون رائحتهنّ كالزهور، واختارت 22 % من النساء أن تشبه رائحتهنّ رائحة الفواكه المنعشة. أما نسبة الثلاثة في المئة الباقية من النساء، فلا تضع العطور أصلاً.

عطّري أغطيتك
لكي ترافقك رائحة عطرك حتى أثناء نومك, ما عليك سوى رش عطرك المفضّل على الوسادة والفراش والأغطية كلما قمت بتوضيبها، وهكذا يتسلّل شذاها بهدوء ليعطّر أحلامك.
من هنا نقول إنّ اختيار العطر الذي يتماشى مع أسلوبك أشبه بتحدّ مسلّ لن تلبثي أن تُكافأي عليه. تذكّري أنّ العطر طريقة تعبّرين بها عن شخصيّتك ولمسة سحريّة أنيقة تكمّلين بها ملابسك وتجمّلين بها إطلالتك. إنّه مرآة تعكس ذوقك وباقة مكوّنات رقيقة تشبه مشاعرك، وهو يظهر الفتاة النشيطة والشابة الحالمة والمرأة الكاملة المتواجدة فيك.

كيف تتعرّفين على المقلّد؟
يصعب التمييز بين العطر الأصلي والمقلّد الذي غالباً ما يكون متوافراً في المحال الصغيرة. لذا، إليك بخطوات سهلة تساعدتك على تفادي الوقوع في فخ التقليد:
– افحصي زجاجة العطر من الخارج وتأكّدي من أنّ الملصق موضوع بإحكام حول العبوة.
– تأكّدي من أنّ العلبة الخارجيّة مصنوعة من أجود المواد ولونها موحّد وأطرافها متساوية.
– تأكّدي من أنّ الـ Barcode هو نفسه على الغلاف الخارجي وزجاجة العطر.
– تأكّدي من تصميمها ونقائها ومن عدم وجود أخطاء إملائيّة على الزجاحة، لأنّ الماركات المشهورة لها تصميمها الخاص الذي يصعب تقليده.
– العطر الأصلي خال من أي بقع ولونه موحّد وشفاف.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية