دينا زين الدين-بيروت
بات العيد قريباًً جداًً، والأيام تجري سريعاًً نحوه، تعرفين أنّ هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تقومي بها فالتخطيط ضروري كي تستفيدي إلى أقصى حد من الإجازة. فهل بدأت التحضيرات، وما هي طقوسك الخاصة بعيد الفطر، وكيف تحوّلين أيامه القليلة إلى أوقات لا تنسى لك ولأسرتك، وهل تختلف نشاطات العيد بين العزباوات والمتزوّجات؟
عادات موروثة
تقول السيدة عفاف (38عاماً): «عيد الفطر مناسبة عزيزة جداًً على قلبي، لذلك أحب الالتزام بالتقاليد في ما يتعلّق به، تلك التي ورثتها عن والدتي وأنوي نقلها إلى ابنتيّ، وقد بدأت بالفعل بإشراكهما في صناعة الحلويات المخصّصة للعيد، حيث نجتمع كل عام مع شقيقاتي في منزل والدتي مع بناتنا قبل ليلتين من العيد لنحضّر المعمول بمختلف أنواعه، ونسمح لبناتنا بتشكيل القطع، فتسود في المنزل أجواء الضحك والبهجة، نلقي النكات المسلّية ونتبارى حول من منّا ستحضّر الصنف الأشهى، كما أنّنا نخطّط للمشاريع التي سنقوم بها في أيام العيد ونتّفق على الأماكن التي سنزورها مع أزواجنا».
تكمل السيدة الثلاثينيّة: «أدخل في سباق مع الوقت دائماً، فعليّ شراء ملابس جديدة للأولاد وهدايا لزوجي ولإخوتي، لكنّني ورغم كلّ أشغالي أحرص على التحدّث مع أولادي ليلة العيد عن معاني الصوم وما يليه من احتفال بالفطر، أوجّههم إلى ضرورة تذكّر نِعم الله سبحانه وتعالى علينا دائماً، والإكثار من شكره وطاعته، بالإضافة إلى الصلاة والإحسان والتصدّق، كما أحدّثهم عن أهميّة تذكّر موتانا وطلب الرحمة لهم، وأحرص على أخذهم صباح يوم العيد لقراءة الفاتحة على روح جدّهم، فعليهم أن يفهموا أنّ الحياة فيها الفرح والحزن، وأنّ علينا عيش الدنيا والاستمتاع بها من دون أن ننسى وجود الآخرة».
تجد معظم السيدات صعوبة في تخصيص وقت يجمعهنّ بأزواجهنّ بسبب الانشغال بالتحضيرات المنزليّة والزيارات العائليّة ووضع برامج لنشاطات الأولاد، لكنّ السيدة قمر (31 عاماً) قرّرت التخلّي عن كلّ هذه المسؤوليّات والذهاب مع زوجها في رحلة استجمام، وهي تقول: «أقنعت والدتي بأن ترعى ولديّ وحضّرت لزوجي مفاجأة هي عبارة عن رحلة خارج البلاد لمدة ثلاثة أيام نقضيها بعيداً عن جميع معارفنا، فنستمتع بالهدوء والطعام اللذيذ والشمس والبحر الذي حرمنا منه طيلة شهر الصوم».
عودة الرومانسيّة
تضيف السيدة الثلاثينيّة: «ابتعدت عن زوجي كثيراً خلال هذا الشهر، والسبب انشغال كلّ منّا في عمله ومجيئنا منه مرهقين بحيث ينام زوجي وأسارع أنا إلى تحضير الطعام كي لا نفوّت موعد الإفطار». تستطرد السيدة: «كنّا نتناول الطعام ونجلس لساعتين أمام التلفزيون وننام بعدها وقد أعيانا التعب من دون أن نتحدّث ونتسامر كما اعتدنا في السابق، لذلك أحسست بأنّنا بجاجة ماسّة إلى وقت لنا فقط، لا نفكّر خلاله بأيّ شيء أو بأيّ أحد».
تختلف أولويّات النساء المتزوّجات عن العزباوات، فالفئة الثانية تجد في العيد فرصة للقيام بمشاريع مع الأصدقاء وللخروج والمرح، إذ لا يزلن معفيّات من المسؤوليات الجمّة التي يضعها الزواج على عاتق المتزوّجات. في هذا الإطار، تقول سهام (27 عاماً): «أنوي القيام بتغيير كامل في مظهري قبل العيد كي أفاجئ صديقاتي ومعارفي بإطلالتي الجديدة، والأهم أنّني أريد مفاجأة نفسي وإبهاجها، فشهر الصوم أتعبني جسديّاً ونفسيّاً، ولم يكن لديّ وقت لأهتم ببشرتي وشعري وجسمي كما اعتدت، لذلك حجزت يوماً كاملاً في Spa قبل العيد بيوم، وسأقوم بجلسات تدليك كي أريح أعصابي وأستعيد طاقتي الإيجابيّة، كما سأغيّر تسريحة شعري وسأشتري الكثير من الملابس الجديدة لأرتديها أيّام العيد».
عيد مختلف
تكمل سهام: «اعتدت أن أسافر ولكنّني قرّرت هذا العام أن أبقى في الوطن مع أهلي وإخوتي وأقاربي، لكنّ هذا لا يمنع القيام بنشاطات مع صديقاتي كتنظيم سهرات خاصّة أو الذهاب إلى المراكز التجاريّة لمزيد من التسوّق».
نصائح مفيدة
أيام العيد ليست طويلة، ولكي تستفيدي منها إلى أقصى الحدود، نقدّم لك بعض النصائح:
1 – خطّطي لما تريدين القيام به في كلّ يوم، يمكنك الاستفادة من ساعات النهار الطويلة ليكون قبل الظهر مخصّصاً للزيارات العائليّة وبعد الظهر للزوج أو الأصدقاء.
2 – لا تشغلي نفسك خلال العيد بأعمال المنزل أو الطبخ مثلاً، فلتخرجوا لتناول الطعام في أحد المطاعم، أو لتشتروا طعاماً جاهزاً، المهم أن ترتاحي وتدلّلي نفسك فأنت تعبت كثيراً طوال 30 يوماً.
3 – في حال قرّرت السفر، اعرفي أنّ الأسعار تكون مضاعفة في هذه الفترة، فاقصدي أكثر من شركة سفريّات قبل أن تستقرّي على العرض الأفضل والذي يسمح لك بأن تكتشفي أهم ما يميّز البلد الذي اخترته، ولتكن وجهتك قريبة، فأنت تقصدين الاستجمام والراحة ولا تحتاجين إلى ساعات طويلة في الطائرة تزيد من تعبك وتصلي إلى وجهتك أكثر إرهاقاً. ولتختاري بلداً معتدل المناخ كي يتسنّى لك الخروج والتنزّه في الطبيعة والاستمتاع بأشعة الشمس اللطيفة وبالهواء العليل.
4 – لا تدعي شيئاً أو أحداً يعكّر مزاجك وكوني لطيفة ومتفائلة ومبتسمة على الدوام، لأنّها أيّام مباركة وكلّ ما فيها يدعو إلى الفرح ونسيان الضغائن والتغاضي عن السلبيّات.
5 – أكثري من أعمال الخير ومن الدعاء والصلاة، فهذه العبادات ستحسّن مزاجك وستزيد من راحتك واستمتاعك بأيام العيد.
6 – لا تبالغي بإطلالاتك خلال أيام العيد، وحتى لو قرّرت إجراء تغيير كلّي في مظهرك، احرصي أن يتلاءم مع ملامحك وألا يكون صادماً أو غريباً أو خارجاً عن المعتاد، ولتختاري ماكياجاً خفيفاً للنهار أي خلال ذهابك لزيارة الأقارب، وقويّاً لليل، وانتقي أزياء تليق بسنّك وشكل جسمك ووزنك وطولك، ولتكن الألوان فاتحة فهي تتلاءم تماماً مع العيد الصيفي كما أنّها رائجة هذا الموسم، وستريح نظر من يراك وتظهرك أكثر حيويّة وشباباً.
7 – صحيح أنّه العيد وستجدين الأطعمة الدسمة والحلويات اللذيذة حولك أينما تلفتّ، لكنّ هذا لا يعني أن تنسي الجهد الذي قمت به خلال شهر الصوم كي تحافظي على وزنك، لذلك راقبي كميّات الطعام التي تأكلينها، أي أن تأكلي من كلّ شيء ولكن باعتدال، هكذا تستمتعين بالطعام الشهي من دون أن تكسبي كيلوغرامات إضافيّة يصعب التخلّص منها لاحقاً.