تختلف ردّة فعل كلّ امرأة حين تعيش أزمة حياتيّة كبيرة سواء كانت مرضاً جسديّاً أو حالة نفسيّة سيئة. منهنّ من ترغب بالتحدّث عنها لتنشر التوعية، وأخريات يفضّلنَ التكتّم والاحتفاظ بتفاصيل المعاناة لأنفسهنّ.
لين عبد الغني اللاظ مع التحدّث ضروري لتعزيز التوعية
تقول مدرّبة الحياة لين عبد الغني اللاظ: "أصبت بالأنوركسيا قبل سنوات ولم يكن من السهل عليّ التحدّث عن معاناتي مع هذا المرض الجسدي والنفسي. فهذا الداء خطير جداً وهو لا يتعلق فقط باضطرابات غذائيّة بل له أسباب نفسيّة كامنة يجب معالجتها في البداية ليتمكّن أيّ مصاب به من السيطرة عليه ومنعه من التأثير سلباً على مختلف نواحي حياته. وبعد أشهر طويلة من التعب والمحاولات والصعوبات في العلاج، قرّرت أن أشارك تجربتي مع المجتمع ولم يكن القرار سهلاً إلّا أنّني أعي اليوم أنّه جاء في محلّه، والفضل يعود إلى التفاعل الكبير والتعاطف الذي تلقّيته والذي ساعدني كثيراً في استكمال علاجي. هذا من جهة، أمّا من جهة الثانية وهي مهمة جدّاً في نظري، ساعدت الكثير من الأشخاص الذين مرّوا باضطرابات غذائيّة ونفسيّة وصحّية مشابهة ووجدوا في شجاعتي طريقة ليكتسبوا المزيد من الثقة لينهضوا من أزماتهم ويستمرّوا في محاولات البحث عن مخارج مناسبة لهم. إنّ وسائل التواصل ساعدتني في غايتي هذه، لذلك أستخدمها اليوم لأساعد قدر الإمكان بالاعتماد على تجربتي الصعبة كي لا يمرّ الأهل بتجارب مماثلة وصعبة مع أولادهم، وكذلك ليعي أيّ شخص يعيش في ظروف مماثلة أنّه يحتاج إلى مساعدة عاجلة".
رانيا حمّاد ضدّ: وجعي يخصّني وحدي ولن يفيد أحداً معرفته
تقول مصمّمة الأزياء رانيا حمّاد: "خسرت ساقي وقدمي في حادث مؤسف قبل سنوات قليلة وفضّلت عدم التطرّق إلى الحادثة وصعوباتها لأنّها لا تخصّ أحداً غيري. فمعرفة المجتمع العريض لن تساعد أحداً ولن تغيّر شيئاً في ما حصل لأنّ الأمر وقع وانتهى. وكان عليّ التعامل معه وإيجاد طريقة للعودة إلى الحياة بعد أن خسرت جزءاً من جسدي. لذا فضّلت الاحتفاظ بألمي وبمسيرة علاجي بكلّ ما كان فيها من صعوبات لنفسي. إلّا أنّني اخترت مشاركة العالم بتفاصيل من حياتي بعدما قمت بتركيب الساق الاصطناعيّة، لأنّ هذا الواقع بات جزءاً من حياتي اليوم، وبهذه الطريقة أشجّع أيّ شخص تعرّض لخسارة مشابهة ليقوّي نفسه ويثابر على التمارين ليستمتع بحياته ويُسعد من يحبّونه ومن حزنوا بصدق من أجله. وبالتالي يجب أن نختار بحذر ووعي ما نشاركه من تفاصيل حياتنا الخاصّة عبر وسائل التواصل، وذلك لكي لا نخسر خصوصيّتنا ونحافظ على حدود معيّنة ومطلوبة لضمان استقرارنا النفسي والمعيشي أيضاًَ".