أخبار

مدير في عملك وفي منزلك أيضاً

فبراير 6, 2014
إعداد: Nathalie Bontems

دينا زين الدين-بيروت
منزلك هو مساحتك الخاصة التي ترتاحين فيها بعد يوم عمل طويل واجهت فيه طلبات مديرتك التي لا تنتهي وعثرات مهنيّة طارئة لا يمكن السيطرة عليها. يحلو لكِ حين تعودين إلى البيت مساءً أن ترمي ثيابك على السرير من دون ترتيب أو أن تطلبي طعاماً جاهزاً أو أن تؤجّلي الأعمال المنزليّة والواجبات الاجتماعيّة غير المستعجلة إلى عطلة نهاية الأسبوع. لكنّ أمانيك البسيطة هذه قد لا تتحقّق في حال كان زوجك متسلّطاً، كثير الأوامر والطلبات، لا يختلف بشيء عن المدير المسؤول عنك في العمل.

ثكنة عسكريّة
«وكأنّني أعيش في ثكنة عسكريّة، مع فارق بسيط وهو أنّ الضابط المسؤول عنّي هو زوجي». بهذه الكلمات، تبدأ السيدة دلال (29 عاماً) حديثها، وتقول: «الحياة معه محبطة ومتعبة في غالبيّة الأحيان، لكنّني أعرف أنّه لا يقصد أن يزعجني، فهو يملك قلباً طيّباً، إلا أنّه غير قادر على تغيير هذا الطبع، فهو يرغب في أن تتم كل الأمور بأفضل طريقة، ولا يهدأ أو يرتاح حتى يحصل على مراده».

لا للاعتراض
تكمل السيدة العشرينيّة: «محاولاتي للاعتراض تذهب كلّها سدى، فهو لا يستطيع أن يسيطر على نفسه، يعرف أنّه يعاني من مشكلة في التصرّف والسلوك ولكنّه يميل إلى الكمال ويحتاج إلى القيام بكلّ شيء على أفضل نحو، ولكي يتحقّق له ذلك يلقي الأوامر والتعليمات وكأنّه يتعامل مع أحد الموظّفين لديه في العمل».

الوراثة أم العادة؟
تؤكد السيدة في سياق حديثها أنّ السبب وراء تصرّفات زوجها يعود إلى أنّ والده كان ضابطاً واعتاد التعامل بهذه الطريقة مع زوجته وأولاده، وقد انتقل هذا الطبع إلى ابنه، لكنّها ترجع الأمر أيضاً إلى العادة، فهو اعتاد خلال فترة نشأته ألا يعترض أحد على أوامره، فظنّ أنّ بإمكانه التصرّف على هذا النحو مع كل الناس، ولم يعرف أنّ من أهم معاني الشراكة الزوجيّة تقديم اقتراحات وليس أوامر ودراستها للوصول إلى الاقتراح الأنسب.

لست موظّفة لديك
يجد بعض الرجال صعوبة في الفصل بين جوّ العمل وجوّ المنزل، لا سيما أولئك الذين يتسلّمون مواقع قياديّة، فهم معتادون على توزيع المهام والحرص على تنفيذها من قِبل الموظّفين، ويتوقّعون المثل من الزوجة التي يتوجّب عليها في هذه الحالات أن تتنبّه للأمر منذ بداية الزواج وتضع حدّاً له. حول هذا الأمر، تقول السيدة سماح (26 عاماً): «زوجي يريد أن يعرف كيفيّة قيامي بكل شيء حتى يوجّهني ويعطي رأيه، هو يتدخّل بما سأرتديه للذهاب إلى العمل. في بداية علاقتنا، كنت سعيدة بمدى تجاوبه واهتمامه بكلّ ما يحصل معي أو ما أقوم به لأنّني كنت أعتبره دليل حب، لكن بعد الزواج صار هذا الأمر أكثر ما يزعجني فيه، فهو يحرمني من خصوصيّتي ويحرجني أمام الآخرين الذين سيظنون أنّه لا يثق بذوقي أو برأيي».

المصارحة هي الحل
تحمّلت السيدة سماح طبع زوجها هذا حوالى سنة إلى أن فاض بها الكيل فصارحته بانزعاجها، واتضح لها أنّه لا يقوم بالأمر عن قصد، وطلب منها أن تخبره أو تلفت نظره في كل مرة يرهقها بتدخّله أو كثرة طلباته، فكانت المصارحة هي الحل الأمثل لوضعها، وهي بالتأكيد الطريقة الأفضل للتصرّف بين زوجين متحابّين.

التوجيه لا يعني توجيه الأوامر
يشعر الزوج في بعض الأحيان ولا سيما في حال كانت زوجته صغيرة في السن بأنّ عليه توجيهها وإرشادها حول بعض الأمور، وهي بالتأكيد لن تمانع لو كانت طريقته في الطلب لطيفة، فالأسلوب الليّن الذي نتعامل به مع الآخرين يمكّننا من تحصيل ما نريده منهم، علينا فقط أن نصل إليهم ونتعاطى معهم بطريقة عقلانيّة ومقنعة وسلسة.
فكّر أيّها الرجل
هي متهاونة بعض الشيء في الأعمال المنزليّة أو في القيام بالواجبات الاجتماعيّة، فبدل أن تلقي عليها محاضرات طويلة وترهقها بعشرات الطلبات، لمَ لا تساعدها؟ أنت شريكها في الحلوة والمرّة، وعليك أن تعرف أنّ انشغالها عنك وعن منزلها له أسباب هامة ومقنعة، فاعرف ما هي أسبابها وتناقش معها وقسّما الواجبات بينكما، وستجد حينها أنّه لم يكن هناك من داع للإكثار من الطلبات والأوامر.

ترغبين فيه… تنفرين منه
تميل المرأة إلى الرجل الذي يفرض هيبته ويتمسّك بكلامه ويدافع عن معتقداته وآرائه بشدّة، هي لا تعرف أنّ هذه الصفات يمكن أن تتحوّل بعد الزواج إلى رغبة في السيطرة والتحكّم. من جهة ثانية، بعض النساء يطلبن هذه الصفات في شركاء حياتهنّ، فهي دليل على أنّ شخصيّتهم قويّة ويرغبون في أن يكونوا على اطّلاع بكلّ ما يحيط بهم، فتسلّم المرأة شريكها زمام أمورها وتجعله مسؤولاً عن حياتها، وترحّب بتدخّله وتوجيهاته لأنّها تخلصّها من مواجهة الكثير من المواقف الصعبة.

هل هو وسواس قهري؟
قد تدل بعض التصرّفات المبالغ فيها من قِبل الزوج على أنّه يعاني من الوسواس القهري، كرغبته دائماً في أن يكون كل شيء في مكانه المناسب، أو أن يكون المنزل نظيفاً بشكل مبالغ فيه، فيشدّد عليك ويكثر من طلباته حول هذه الأمور، وهنا عليك أن تعذريه لأنّ تصرّفاته ليست مقصودة ولكنّه ببساطة لا يستطيع السيطرة على نفسه، وتساعديه على التخلّص من مشكلته، ويمكن أن تستشيري اختصاصيّاً نفسياً من دون أن يعرف كي لا تجرحي شعوره، وتستدلّي منه حول كيفيّة التعامل معه من دون إيذائه، فأنت تريدين الأفضل له ولحياتكما المشتركة معاً، لأنّه حين يتحسّن ستتحسّن علاقتكما وسيكتب لها المزيد من النجاح مستقبلاً.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية