مَن هي المرأة التي يحبّ الرجل الارتباط بها؟ المرأة في عصرنا الحالي مدركة لكلّ ما يدور حولها في فلك الموضة وعالم الجمال وتعرف كيف تهتمّ بمظهرها لتبدو بأبهى حلّة، وهي تحاول تحقيق ذاتها دراسياً ومهنياً كي تزيد ثقتها بنفسها وتكون فرداً فاعلاً في مجتمعها، وفي الوقت نفسه قادرة على مساعدة زوج المستقبل مادياً إذا احتاج إلى عونها، وتمسي صاحبة شخصيّة قويّة تمكّنها من تربية أولاد صالحين. لكن في أحيان كثيرة تتوافر في الفتاة كل الصفات آنفة الذكر، ومع ذلك لا تتمكّن من نيل اهتمام الرجل، لا سيما الذي يخفق له قلبها. فمن هي المرأة التي يتزوّجها الرجل؟ وما هي الصفات التي تجذب الرجال وتلك التي تنفرهم في النساء؟
هل تصدُق الأمثال الشعبيّة؟
يقول المثل الشعبي «أسهل طريق إلى قلب الرجل معدته»، لو أنّ الأمر كذلك لكان من السهل على المرأة أن تدخل باب الحياة المشتركة من بابها العريض، فتلتحق بدورات تعلّم الطبخ حتى تُدخل الرجل إلى القفص، لكنّ الأمور ليست بهذه البساطة. تقول فرح (28 عاماً) وهي معلّمة في مدرسة ثانويّة: «يقولون إنّ المرأة مخلوق غامض، لكنّني أؤكد أنّهم يظلموننا حين يتحدّثون عن الغموض، فالرجال هم قمّة الغموض والتردّد. لا تستطيع النساء معرفة ماذا يريدون أو ما الذي يعجبهم». تضيف: «ليس الجمال مطلبهم الأول، لأنّ فتيات كثيرات عاديات وجدن ابن الحلال الذي يكون في معظم الأحيان شديد الوسامة، وليس التعليم لأنّ معظم الرجال الشرقيين يخشون الارتباط بالمرأة المثقّفة التي قد تتفوّق عليهم في المجتمع، فما هو السر إذاً؟».
السر في العفويّة
بما أنّ الموضوع يخصّ الرجال، كان لا بد من إلقاء الضوء على رأيهم. يقول عمّار (31 عاماً): «أبحث عن فتاة هادئة وحنونة، تأسرني بجاذبيّتها منذ اللحظة الأولى التي أراها فيها. ليس من الضروري أن تكون جميلة، إنما أحبّها عفويّة وقريبة من القلب، فلا تكون متصنّعة أو مغناج بشكل زائد عن اللزوم».
نظريّة جديدة
من جهته، ينفُر إياد (37 عاماً) من المرأة التي ترغب في أسره. يقول: «حين تقع المرأة في الحب، يصبح الرجل كلّ دنيتها وشغلها الشاغل، بينما حين يقع الرجل في الحب فإنّه يحب هذه الفتاة حين يكون معها، وحين يتركها يعود إلى ممارسة حياته مع رفاقه وأهله وزملائه في العمل. طبيعة الرجال مختلفة كثيراً عن النساء، فنحن قادرون على توزيع اهتماماتنا بينما تميل الفتاة إلى أسر الحبيب وكأنّه بات ملكاً لها وحدها».
يستفيض الشاب الثلاثيني في شرح نظريته: «يجب على المرأة أن تفهم أنّها ليست الوحيدة في حياة الرجل، وهذا يعني أنّ عليها أن تترك له فسحة من الحريّة، حينها سيعود إليها وسيعرف قيمتها وسيختارها شريكة لحياته».
لا للغرور
أما وديع (27 عاماً)، فيكره الفتاة الغيّورة لأنّه يعتبر هذه الصفة ملازمة لضعف الشخصيّة وقلّة الثقة بالنفس، وهو ينجذب إلى الصبيّة التي تعرف قدر نفسها وتثق بقدراتها وبميزاتها، فلا تخاف أن تأتي أخرى لتخطفه منها.
حدّثتنا الاختصاصيّة في علم الاجتماع، اللبنانيّة ليلى شعيب عن الموضوع: «لا يمكن معرفة ما الذي يدور في عقل الرجال، فبعضهم يحمل راية الانفتاح ويطالب بالمساواة مع المرأة وبالتالي لا يمانع الارتباط بالفتاة المتحرّرة التي لديها صداقات مختلطة، والتي دخلت سوق العمل كي تساعده على مواجهة الصعوبات المعيشيّة. البعض الآخر يفضّل «بنت البيت» التي لم تحتك ربما بالحياة المهنيّة، فهو مرتاح مادياً ويريدها أن تكون سيّدة منزله وقلبه». من هذا المنطلق، فإنه من الضروري أن تتمتّع الفتاة بالذكاء لتعرف من هو الرجل المناسب لها من بين هذين النوعين، وتقرّر الارتباط به حتى يُكتب لعلاقتهما النجاح».
المرأة المذهلة
تضيف شعيب: «تبحث الفتاة حين تفكّر بالزواج عن الأمان العاطفي والمادي والاستقرار النفسي وتحقيق حلم الأمومة، ولا يهمّها كثيراً الشكل الخارجي بقدر ما تعنيها طريقة تعاطي الشاب معها وشخصيّته وكرمه وحضوره. أما الرجل، بحسب الاختصاصيّة، فيريد امرأة تذهله وتثير فضوله وإعجابه، يركّز بشكل كبير على أدق التفاصيل في شكلها الخارجي فيهتم بدرجة ترتيبها ويلاحظ طباعها وشخصيّتها، يحتاج إلى من تلبّي حاجاته العاطفيّة والجسديّة والنفسيّة، وتكون قويّة وضعيفة في الوقت نفسه، بحيث لا يشعر بأنّها متسلّطة وكثيرة الطلبات، ولا تكون خاضعة وخانعة تقدّم التنازلات لإرضائه».
على الطبيعة
تنصح شعيب الفتيات المقبلات على الارتباط أن يكنّ على طبيعتهنّ وألا يفتعلن تصرّفات لا تعكس حقيقتهن، تقول: «مهما بلغت درجة رغبتك في الزواج، لا تبالغي في محاولة نيل إعجاب الرجل، لا تكذبي لتجمّلي الحقائق أو لتخبريه أموراً تناقض طباعك وأفكارك، فالرجل سيكتشف الحقيقة عاجلاً أو آجلاً وسيكون الفشل مصير العلاقة».
لتنجح علاقتك تجنّبي…
يصعب معرفة ما الذي يجذب شخصين إلى بعضهما، لكنّ هناك بعض الصفات التي يمكن تجنّبها سواء لدى الرجل أم المرأة لكي يكتب لعلاقتهما النجاح. ولهذا نقدّم لك هذه النصائح.
المغالاة بالثقة بالنفس والاستقلاليّة
يخاف الرجال المرأة المستقلّة القادرة على إتمام كلّ الأمور بمفردها. هذا لا يعني أن تكوني اتكاليّة، لكن لا ضير من أن تظهري للرجل أنّك تعتمدين عليه في الأمور المهمّة وتأخذين برأيه وتقدّرينه.
الشكوى الدائمة والنكد
يكره الرجل الفتاة كثيرة الشكوى التي تستفيض في الحديث عن المصاعب التي تواجهها في العمل أو مع أسرتها، ويميل أكثر نحو الفتاة المرحة التي تخفّف عنه وتسلّيه وتضيف لمسة حنان وسكينة على حياته.
اتّباع صيحات الموضة الغريبة
معظم الرجال لا ينجذبون إلى الفتيات اللواتي يبالغن في اتباع الموضة الغريبة وغير التقليديّة، كذلك ينفرون من اللواتي يكثرن من وضع الماكياج والأكسسوارات، فانتبهي جيداً لهذه النقطة واختاري ما يناسبك ويظهر جمالك الطبيعي.
إهمال الحياة الأسريّة
يرغب معظم الرجال في أن تكون شريكة حياتهم مهتمّة ببناء أسرة، لذلك قد يُعرضون عن النساء اللواتي يعلنّ عدم رغبتهنّ في الإنجاب.
الصوت العالي
لا تنتبه كثيرات لمدى ارتفاع أصواتهنّ حين يتحدّثن مع الشبان، لكنّ هذا الأمر يؤثّر كثيراً في نظرتهم إليهنّ وحكمهم عليهن، لذلك يفضّل أن تتحدّث الفتاة بصوت هادئ وأن تزين كلامها، فلا تتفوّه بأمور غير مهمّة أو بعبارات جريئة قد تصدم من يسمعها وتجعله ينفر منها.