أخبار

لا تسمحي للخجل بأن يعيق تقدّمك ويمنعك من تحقيق أحلامك

الخجل من الصفات التي تعيق تقدّم المرأة وتمنعها من تحقيق أحلامها، وتعود أسبابه إلى الكثير من العوامل النفسيّة التي تمرّ بها في حياتها فيتشكّل هذا الضعف في شخصيّتها، والحديث هنا ليس عن الحياء الذي تتباهى به النساء العربيّات والذي ينبع من التربية التي تتميّز بها مجتمعاتنا بل عن الخجل الذي يحرمها من التعبير عن آرائها وأفكارها بسهولة، ويتجلّى ذلك في أعراض جسديّة مختلفة مثل التوتّر عند الحديث واحمرار الوجه والتعرّق وتجنّب النظر مباشرة في عيون الآخرين…

الكثير من النساء يعترفن بأنّهنّ خجولات ويتجنّبن التطرّق إلى أسباب الخجل لعدم إيجاد الوقت اللازم للبحث عن حلول مناسبة أو لعدم رغبتهنّ في الاستعانة باختصاصيّين أو ببساطة لظنّهنّ أنّهنّ قادرات على التخلّص من هذه المشكلة مع الوقت، إلّا أنّ الإهمال أحياناً قد يؤدّي إلى تفاقم الأمور. 

الاعتراف بوجود مشكلة
من جهة ثانية، ثمّة فئة أخرى من السيّدات اللواتي يرفضن الاعتراف بوجود هذا العيب في الشخصيّة، وفي هذه الحالة من المفيد أن ينبّههنّ شخص قريب وموثوق، فالاعتراف بأيّ مشكلة سواء كانت بسيطة أم معقّدة هو بداية الطريق لإيجاد حلول لها. 

عدم الارتياح لفكرة التواصل مع الغير
كي نساعد هاتين الفئتين، التقينا مدرّبة الحياة سهير فاخوري التي خضعت لدورات كوتشنج وباتت كوتشاً محترفة معتمدة من قبل الاتّحاد الدولي للمدرّبين وهي مديرة فرع الاتّحاد في دولة الإمارات. سألناها: ما هو الخجل وكيف يمكن للكوتشنج أن يساعد المرأة على تخطّي هذه المشكلة؟ فقالت: «الشعور بالخجل يعني عدم ارتياح المرأة لفكرة التواصل مع الآخر. وفي هذه الحالة، يوفّر الكوتشنج مساحة آمنة وموثوقة للتواصل، ما يسمح لها بأن تعبّر عن نفسها براحة أكبر ويزيد من ثقتها بنفسها». 

طرح أسئلة منطقيّة
وحول ما إذا كان الخجل يعيق حياة المرأة المهنيّة والشخصيّة، أوضحت الاختصاصيّة: «تختلف أسباب الخجل من امرأة إلى أخرى، لذلك من المهمّ جدّاً أن تتعاون السيّدة مع كوتش إذ إنّها قادرة على تحديد مصدر الخجل وكيفيّة تأثيره سلباً على أهدافها. كبداية، بإمكان السيّدة أن تطرح على نفسها الأسئلة التالية: ما مصدر خجلي؟ هل هو حادث واحد حصل معي أم أكثر؟ هل تتمحور هذه الحوادث حول موضوع معيّن؟ إذا كان كذلك، ما هو هذا الموضوع؟ كيف يعيق شعوري بالخجل حياتي المهنيّة والشخصيّة؟ وفي حال تخلّصت من هذه المشكلة، ما هي الفرص التي قد تتاح لي؟».

خطوات مطلوبة
سألناها: كيف بإمكان الشابّة أن تتخلّص من الخجل المفرط بثلاث أو أربع خطوات؟ فقالت: «يجب أن تطرح على نفسها بعض الأسئلة التي تساعدها على وضع الأمور في نصابها ومن بينها: متى أشعر بالخجل؟ ماذا يحصل عندما أشعر بالخجل في حالة ما وما هي التغيّرات التي تطرأ عليّ؟ ما هي النتائج التي قد أحقّقها في حال تواصلت مع الآخر؟ وما هي الفرص التي قد تتاح لي في حال تخطّيت شعوري بالخجل؟».

تأثير الخجل على الحياة المهنيّة
تواجه العديد من النساء الخجل أو التردّد في العمل خلال الاجتماعات وأثناء التحدّث أمام الآخرين وعند طلب زيادة في الراتب مثلاً، فكيف يجب أن يتعاملن مع المشكلة؟ تقول فاخوري: «لمعالجة مشكلة الخجل أو التردّد في العمل بشكل فعّال، يمكن أن تبدأ المرأة بطرح الأسئلة التالية على نفسها: متى أتردّد وما الذي يسبّب هذا التردّد؟ متى أحسست بأنّني أثق بنفسي وكيف بدا هذا الشعور؟ كيف قد تتغيّر حياتي في حال تجرّأت على المطالبة بما أريده؟».

تعايش مع المشكلة
في أحيان كثيرة تعجز كثيرات عن معالجة الخجل بشكل كامل، فكيف يمكن التعايش مع هذه الصفة والاستفادة منها بشكل ذكي لتحقيق الأهداف؟ تقول سهير: «بمساعدة الكوتشنج، تستطيع المرأة تحقيق تقدّم متواصل في مختلف نواحي حياتها فتعالج العديد من النواقص النفسيّة، صحيح أنّ الحدّ من الخجل عمليّة تتطلّب وقتاً وهذا الوقت يختلف من شخص إلى آخر، ولكنّ الأهمّ هو أن نمنح المرأة الخجولة حريّة ذاتيّة وأن نطلب منها الإجابة عن استفساراتها بنفسها والاستنتاج وإيجاد الحلّ الأنسب إليها للمضيّ قدماً في عمليّة تطوير الذات». 

اقرئي أيضاً: 5 دول عربية على قائمة الدول الأكثر صحة في العالم

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية