في الماضي القريب أي منذ أقل من عشر سنوات، كانت النساء يشتكين من الوقت الذي يمضيه الزوج في قراءة الصحيفة أو مشاهدة التلفزيون.
أما اليوم، فتضاعفت الطرق التي يمكن أن تسرق انتباه زوجك منك، فهناك الإنترنت بالمواقع الإخباريّة والترفيهيّة التي لا تنتهي، وهناك الهواتف الذكيّة التي تقترح عليه تطبيقات وألعاباً تثير الحس الصبياني والمشاغب فيه. وفوق هذا كلّه، هناك Facebook وTwitter اللذان يسمحان له بالخروج من زحمة عالمه وحياته ومسؤولياته والدخول في عوالم مليئة بالمرح والتسلية.
كيف تتعاملين مع إدمان زوجك على وسائل التواصل الاجتماعي؟ وما هي الطرق التي يمكن أن تلجئي إليها لتعيديه إلى حياتك وحياة أولادك من جديد؟
من الضروري على المرأة أن تتابع ما يحصل في هذا العالم حتى لو لم ترغب في الكشف عن تفاصيل من حياتها الشخصيّة كأن تضع صورتها أو تتحدّث عن أمور خاصة، فلا يمكن إنكار أهميّة هذه المواقع ولا سيما Facebook وTwitter في معرفة ما يجري في العالم في المجال السياسي أو الثقافي أو الإنساني أو الاجتماعي، فهي بهذه الطريقة تفتّح مداركها وتزيد من معارفها، لا سيما أنّ كل المتغيّرات من حولنا تنبئ بزيادة اتكالنا على التكنولوجيا التي سهّلت حياتنا في الماضي وهي تعدنا بتطوّرات يصعب تصديقها في المستقبل، كما أنّها توفّر علينا الكثير من الوقت والجهد والمال.
يدخل بعض الرجال المتزوّجين إلى هذه المواقع بأسماء مستعارة لكي لا يكشفوا عن وضعهم الاجتماعي، ويتسبّب هذا الأمر بالكثير من المشاكل مع زوجاتهم.
كثُر في الدول العربيّة مؤخراً الحديث عن ازدياد نسب الطلاق بسبب Facebook، ولا يمكن تحميل هذا الموقع أو غيره من المواقع كامل المسؤوليّة لأنّ الطلاق يحدث بعد تراكم العديد من المشاكل والخلافات، لكنّ هذه المواقع تسهّل فرص الخيانة وتبيّن مدى هشاشة العلاقة وضعف الثقة أو انعدامها بين طرفَيها.
كيف تحمين زواجك؟
لا تستطيعين عزل نفسك عن هذا العالم بل عليك أن تكوني جزءاً منه، وفي الوقت نفسه تضعين حدوداً لدوره في حياتكما ولتأثيره في علاقتكما. ولهذه الغاية ننصحك وزوجك بالآتي:
1- اتفقا منذ بداية العلاقة على حجم المعلومات التي تريدان الكشف عنها عن حياتكما قبل الزواج وعن زواجكما، إذ قد يرغب الزوج في مشاركة صوره معك بينما تفضّلين ألا يحصل هذا الأمر.
2- تبادلا كلمات السر، فهذا الأمر يؤشّر إلى مدى الثقة بينكما ويعني أنّ كل شيء واضح في علاقتكما وليس هناك ما تخفيانه، هذا لا يعني أن تدخلي يومياً إلى حساباته وتراقبيه.
3- يمكن لأحد طرفي العلاقة أن يكون قد عاش تجربة عاطفيّة في الماضي، وهنا عليه أن يصارح الشريك بها ويخبره أيضاً إن كانت لا تزال صديقة له عبر أحد هذه المواقع، كي لا يحصل أيّ سوء تفاهم في وقت لاحق.
4- أظهرا ارتباطكما في خانة الحالة الاجتماعيّة، أبعدا مشاكلكما الشخصيّة عن هذه المواقع لأنّ تعليقات بعض الأصدقاء قد تؤجّج الخلافات، وتفاديا كشف الكثير من الخصوصيات.
5- اعملا على تحسين علاقتكما، تحدّثا ومارسا الرياضة، سافرا واقضيا أوقاتاً معاً بعيداً عن الهاتف أو الكمبيوتر النقّال.