أخبار

كيف تعطّرت الملكات عبر التاريخ؟

سبتمبر 26, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

ميرنا عبدالله-بيروت

قد يكون أكثر ما يبهرنا ويمتعنا، سماع قصص رائعة عن الملكات اللواتي مررن عبر التاريخ، فلكلّ واحدة قصّة تسلب العقول وتلهب القلوب، روايات نظنّها من الخيال لكنّها حقيقة مثبتة. كيف تعطّرت الملكات في الحقبات الغابرة وهل كان عطرهنّ لافتاً وجذّاباً؟ سنعرّفك في ما يلي إلى عطور أبرز ثلاث ملكات في التاريخ.

كليوباترا عبيرها يسبقها
هي آخر الملكات اللواتي حكمن مصر القديمة، قبل أن تسقط تحت سيطرة الرومان منذ حوالى ألفي سنة. ورغم أنّها توفّيت قبل بلوغها الأربعين عاماً، إلا أنّها أصبحت أكثر ملكات العالم القديم شهرة لقدرتها على السيطرة على القلوب والعقول.
اشتهرت في الأساطير الدراميّة بسبب حبّها ليوليوس قيصر ثم زواجها من خليفته مارك أنتوني، وكتب عنها شكسبير مسرحيّته الشهيرة «أنتوني وكليوباترا»، فصارت قصّتها ترمز إلى مأساة المرأة الرومانسيّة والحالمة، وكانت مع كل خطوة تخطوها تترك وراءها عبيراً آسراً يملأ المكان بأطيب النفحات، فكانت سفيرة العطور والجمال.
كشفت الأبحاث القديمة والدراسات، وبعد فكّ الحروف الموجودة على جدران المعابد الفرعونيّة أنّ الملكتَين كليوبترا وحتشبسوت وغيرهما من العصور الغابرة كنّ يستخدمن خلطات عطريّة، فنقلت الوصفات إلى المصانع العالميّة، وبعد تطبيقها أبهرت العالم بسبب عبيرها الفوّاح، ما كشف القليل من أسرار جمالها العطري، ففضلاً عن جمالها الأخاذ وأنوثتها الطاغية، كانت رائحة عطر كليوباترا جذابة لا تقاوم، وأي شخص استنشق رحيقها وقع مباشرة في شباكها.
من عادات كليوباترا الجماليّة، أنّها كانت تعطّر شراع مركبها بالخلاصات التي تحبّها، فكانت النسمات تسبق خبر قدومها، كما كانت تغطّي سريرها بأوراق الورد، فهي خبيرة بفن الإغراء وملمّة بعلم Aromatherapy، لأنّها كانت تستعمل زيت الورد المعروف بأنّه يهدّئ الأعصاب ويمنح النفس طمأنينة وسكينة.

حمام عطري
عرفت كليوباترا باستحمامها بالحليب وتحديداً حليب الأتان الممزوج بالعسل والزيوت العطريّة، حيث تبيّن أنّ هذا الحليب غني بالبروتين والكالسيوم والبوتاسيوم، مكوّنات ترطّب البشرة وتحافظ على شبابها. ومن المعروف أنّ البشرة المنقوعة في هذا الحليب تصبح مسامها واسعة، ما يساعد على تسرّب الزيوت إليها، فتغدو رطبة ومعطّرة طوال الوقت، وكانت كليوباترا تضيف إليه زيت اللوز والجوز والورد.
حمامها سهل، ضعي الزيوت نفسها وضعي الحليب العادي أو اللوشن من نوع الحليب، واحصلي على رائحة جسم عطّرة وفوّاحة.
وللإحساس بالرفاهية، يمكن أن تضيفي زيت خشب الصندل لتسترخي وتستعيدي الحيويّة والنشاط. كما يمكنك إضافة بضع قطرات من زيت إكليل الجبل ورشّ الخلطة على منديل تحتفظين به بين ملابسك أو في حقيبة يدك.

نفرتيتي قصّة حبّ وجمال
من أجمل النساء اللواتي تربعّن على العرش، اسمها يعني «الجميلة أتت»، تزوّجت من أخناتون وعاشت معه قصّة حب رائعة لا يزال التاريخ يتحدّث عنها. تميّزت بجمالها المثالي من عينين يشعان بالسعادة، وجنتين ناعمتين وجسم رشيق. أما عن عاداتها الجماليّة، فكانت كل الصباح تذهب إلى غرفة الحريم لتعتني بها النساء عن طريق غسل جسمها بالماء المعطّر، مع تدليك بسيط، ثم يتم تعطير كامل بشرتها بزيوت فواحة موضوعة في أوانٍ ذهبيّة تدهش الأبصار. وقبل حضور أي مناسبة أو احتفال، كانت نفرتيتي تجلس على مقربة من نار مشتعلة بعطور خشب الصندل والبخور وبعض الروائح الزكيّة لتعطّر ثيابها، كما كانت تغطّي شعرها بتاج ملكي طويل باللونين الأزرق والأحمر يعلوه رأس أفعى لاعتقادها أنّه يحميها من الشر.
أما قوامها، فكان رشيقاً، إذ كانت بارعة بالرقص الفرعوني الذي عشقته رغم رفض والدها لهذا الفن، فأتقنت أداء أجمل الحركات وأصعبها، إلى أن أصبحت مدرّبة الرقص في القصر الملكي.

حلم بإعادة عطر حتشبسوت
هي أشهر ملكات التاريخ، تميّز عهدها بقوّة الجيش وبفنّ العمارة والرحلات التي قامت بها. هي الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحوتمس الأول ووالدتها الملكة أحمس.
سعى مؤخراً فريق من الباحثين في جامعة Bonn في ألمانيا إلى محاولة إعادة تصنيع العطر الذي كانت تستخدمه الملكة حتشبسوت من خلال تحليل بقايا سائل موجود في قارورة عمرها يزيد عن 3500 سنة. وذكرت صحيفة Science Daily الأميركيّة أنّ مسح القارورة القديمة سمح للعلماء بأخذ عينات من بقايا العطر وفحصها أملاً منهم في إعادة تصنيع العطر نفسه. وتبيّن أنّ عطر حتشبسوت كان دليلاً على قوّتها وأنّ البخور قد يكون أحد أهم عناصره، لأنّه كان يرمز إلى الآلهة والقوّة في ذلك الوقت.
وكانت الملكة الفرعونيّة قد قادت حملة إلى بلاد بونت أريتريا، ومنها استورد الفراعنة الكثير من البضائع الثمينة مثل العاج والذهب والبخور، واستوردت الملكة نباتات البخور الكاملة وزرعتها داخل المعبد الذي دفنت فيه.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية