فرح قمر-بيروت
من منّا لا تصادف طباعاً غريبة من الناس، فنضطر إلى التعامل معهم رغم مشكلاتهم، محاولات ألا نصاب بالإحباط أو اليأس أو أن نخفّف الآثار الجانبيّة لشخصياتهم الصعبة على اختلاف أنواعها. الابتعاد عن هؤلاء قد يكون خياراً جيداً، لكن ماذا لو كنّا محكومات بالتعامل معهم؟
تجاهلهم أم استيعابهم؟
التجاهل هو الوسيلة الأولى التي يلجأ إليها الناس للتخلّص من ذوي الطباع الصعبة، وربما هي الأسلم والأفضل، لكنّها قد لا تكون الوسيلة الأنجح لا سيما إن كنا مضطرات إلى التعامل معهم.
فماذا لو كان الشخص المزعج فرداً من عائلتك أو رئيسك في العمل أو حتى صديقاً مقرّباً؟ فهل ستعمدين إلى إقصائه من حياتك أم تحاولين تغييره؟ فلنكن موضوعيات ونعترف بأنّ تغيير طباع الناس هو ضرب من الخيال، لذلك الوسيلة الفضلى هي تغيير أسلوب تعاملنا معهم.
شقيقتك شكّاكة
شقيقتك شكّاكة، تميل إلى التفسير غير المبرّر لجميع أقوال الناس وأفعالهم وتسيء الظن في الجميع. في الغالب، تفتقر إلى التسامح وتضع نفسها في موقع الضحيّة. برأيها، هي لا تفشل بل يتم إفشالها. وإذا اجتمع زميلان لها، فهما بالتأكيد يحضّران مكيدة ما لها.
كيف تتصرّفين؟
إنّ التعامل مع أصحاب هذا الطبع يجب أن يكون حذراً، إذ إنّ أي تصرّف تجاههم يمكن أن يفسّر بسلبيّة وعدوانيّة، فعليك أن تكوني في منتهى الوضوح معها وعليك أن تحدّدي بالتفصيل ما الذي تقصدينه في أي تعليق أو تصرّف لكي لا تحمّل كلامك ما لا يُحتمل.
كما أنّ هذه الشخصيّة سريعة في إظهار ردّة فعلها الغاضبة ولا تصفح عند إهانتها، لذلك كوني حذرة من مجادلتها وانتقادها لأنّها لا تتحمّل السخرية والنقد خصوصاً أمام الآخرين. والشخص الشكاك متشبّث برأيه، لذلك يكون الكلام معه صعباً، فحاولي دائماً إقناعه بلطف.
مديرك نرجسي
مديرك نرجسي عاشق لنفسه، يتملّكه الغرور وأقسى درجات الأنانيّة، فهو يعتبر نفسه الشخص المثالي ويتعامل مع المحيطين به باستعلاء وفوقيّة.
ما الحل؟
هذه الشخصيّة لا تتقبّل النقد والنصيحة، ولكي تتمكّني من بناء علاقة جيدة معها، تجنّبي مواجهتها ومجادلتها، لذلك يجب أن تقولي ما تحب أن تسمع، امدحيها قبل أن تمرّري رسالتك، كأن تقولي لها: فكرتك هذه رائعة وتعبّر عن ذكاء كبير، فما رأيك لو أضفنا إليها كذا وكذا؟
إنّ إسماع الإطراء لهذا الشخص يشعره بالأمان ويقرّبك منه، لكن احرصي على ألا يصل الإطراء إلى حد التزلّف، فلا تمدحيه على غير ما يستحق. أما في حالة الخصام، فلا تتوقّعي أن يقدّم لك الاعتذار، لذا لا تطلبيه منه، بل ركّزي على مكاسب أخرى.
زميلة بكّاءة
زميلتك في العمل شاحبة وبكّاءة، تستطيع بشكاويها الكثيرة أن ترهقك نفسياً. هي تبعث الضجر واليأس، اختصاصها الشكوى والتذمّر من أبسط الأمور ونشر جو الكآبة والإحباط. تعيش قلقاً دائماً إلى درجة أنّك بدأت تقتنعين أنّها تستمتع بهذا الدور الذي يجعلها ضحيّة تظلم كل يوم.
كيف تتعاملين معها؟
إن كنت تبحثين عن وسيلة للتفاهم مع هذه الشخصيّة، فما عليك إلا الإصغاء لها جيداً وعدم إظهار علامات الضجر أمامها، بل عكس ذلك أشعريها باهتمامك من خلال طرح الأسئلة على مواضيعها ومناقشتها. لكن إذا بدأ هذا الشخص ينقل إحباطه إليك، لا تتردّدي في إخباره أنّ أسلوبه يفاقم المشكلة وأنّ الحياة ليست بهذه الصورة السوداء، وأنّك شخصياً لديك مشكلات أكبر وأعمق لكنّك لا تدعيها تؤثّر في تصرّفاتك.
صديقة جارحة
لدى صديقتك عيب كبير يتمثّل بقدرتها الفائقة على جرح المشاعر والإحراج، إذ بإمكانها تصيّد أتفه الأخطاء لدى الشخص والتعليق عليها بطريقة جارحة. الهدف الأول لهذا التصرّف هو جذب القدر الأكبر من الانتباه والظهور بالثوب المثالي.
كيف تواجهينها؟
مهما كانت كلمات هذا الشخص لاذعة، هناك استراتيجيّة عليك اتباعها للتصدّي لهذه الكلمات. يجدر بك أولاً عدم الإظهار أنّك تشعرين بالإحراج كي لا يزيد ذلك من ثقة القنّاص بنفسه ويعرّضك لانتقادات أخرى. ثانياً، يكون دورك أن تضعيه في خانة الضعيف، فلا تردّي عليه بالطريقة نفسها، بل حاولي أن تلعبي دور العاقل الحكيم وحاولي أن تسأليه عن سبب ما قاله، ثم أشكريه على صراحته… سيضعه ذلك عند حدّه، لأنّ القناص يحب ألا يظهر إلا بصورة القوي. أما إذا كانت علاقتك مع هذه الشخصيّة قويّة، فمن الأفضل مصارحتها بنتيجة أفعالها وإرشادها من دون مهاجمة أو عنف في الكلام.
أنانيّة في المجموعة
واحدة من صديقاتك أنانيّة لا تقبل التنازل أبداً ومصطلح التوافق غير موجود في قاموسها. إذا قرّرت المجموعة اختيار مطعم ما لزيارته، إما تتبعن خيارها وإما تلغي المشروع. هذا النوع من الشخصيات لعله أسوأها، فيظن صاحبها أنّ راحته أهم من راحة الآخرين. والتنازل معه سرعان ما ينتقل من كونه خياراً ليصبح نمط عيش.
ماذا عليك فعله؟
يجب أن تكوني واضحة وأن تجعليها تختار ما إذا كانت تريد أن تكون فرداً في المجموعة أو لا. فإذا هدّدت بالانسحاب، دعنها تنسحب، لكن من دون أن تأخذن موقفاً سلبياً منها، بل أخبرنها أنكنّ تحترمن خيارها. وإذا أرادت فرض رأيها على الأكثريّة، لا تتردّدن في صدّها إنما بأسلوب لطيف، يمكنكنّ مثلاً أن تلجأن إلى التصويت لحسم الموقف. وعند تكرار هذه الحالة، إما تضطر هي إلى التنازل من أجل الجميع وإما تنسحب من المجموعة التي لا مكان لها فيها.