لم يكن مجال التدريب بحدّ ذاته هدف جون خوري، بل كان يساعد من حوله في مجال العلاقات العاطفيّة معتمداً على خبرته الذاتيّة. فتبادل المعلومات الإيجابيّة والدقيقة في ما يتعلّق بالعلاقات أدّى الى نتائج إيجابية مكّنت من تابع نصائحه من النجاح في حياته العاطفيّة والاجتماعيّة والمهنيّة. وهذا ما دفعه إلى دعم خبرته الحياتيّة بالعلم والأبحاث بهدف التخصّص، فأصبح مدّرباً معتمداً لمدرّبي لغة الجسد في أكديميّة فوكس في دبي بعد الحصول على الشهادات اللازمة من هيئة المعرفة والتنمية البشريّة في دبي. كذلك، حصل على شهادة مدرّب علاقات من جامعة Loveology في الولايات المتحدة الأميركيّة بالإضافة الى المشاركة في الكثير من البرامج التدريبيّة في مختلف مجالات التنمية البشرية. التقيناه وسألناه عن كيفيّة القدرة على التأقلم مع الحياة الزوجيّة وكيفية النجاح فيها وبناء علاقة قويّة ومثمرة مع الشريك والانطلاق في علاقة متينة منذ بداية الزواج.
يقول المدرّب المختصّ: «على المرأة البحث عن شخص يكون إلى جانبها في الطرقات الصعبة ويوقظ فيها العاطفة والجنون والحبّ الذي لا يموت. وعلى الرغم من طول نفق الحياة أحياناً، فالزوجان الناجحان هما شخصان مثيران للإعجاب بشكل منفصل، لكنهما معاً قوّة حقيقيّة لا يُستهان بها، وهذا يتطلّب الحبّ والثقة والدعم المتبادل».
ويضيف: «تزوّجي أفضل صديق لك، تزوّجي هذا الشخص الذي يمدحك، تزوّجي من يجعلك تضحكين، تزوّجي من يؤمن بك ويدعم أحلامك، تزوّجي من يتمتّع بإسعادك. فالحياة أقصر من أن تهدريها مع شخص لا يسمح لك بالتعبير عن نفسك بالكامل.»
ويستطرد: «من المهمّ أن نرى أنفسنا والآخرين من منظور الكمال، كوننا مسؤولين عن هويّتنا ونموّنا وأفعالنا ومعتقداتنا. لذلك أنت كاملة وزوجك كامل ولستما أنصاف بشر ولستما بحاجة للنصف الآخر بل للجنس الآخر. أنت كاملة كما أنت وهو كامل كما هو، وكفريق واحد قوما بإنشاء وحدة جديدة، أكبر من مجموع أجزائها، تسمّى العلاقة الزوجيّة. حيث تندمجان ببعضكما البعض بدلاً من إكمال بعضكما البعض».
ويؤكّد: «يمكننا دائماً تحديد الأزواج الأقوياء، إذ يبنون بعضهم البعض ويساعدون بعضهم البعض على التألّق بدلاً من تحطيم وتمزيق بعضهم البعض. لكنّنا نفترض خطأ عندما نعتقد أنّه إذا أحببنا شركاءنا يجب عليهم أن يتفاعلوا ويتصرّفوا ويعبّروا عن حبّهم لنا تماماً كما نتفاعل ونتصرّف ونعّبر عن حبّنا لهم، متناسين أنّنا من عالمين مختلفين وأنّنا من جنسين مختلفين ولكلّ منّا طرقه في التعبير وإظهار المشاعر والاهتمام».
وحول الخلافات الزوجيّة يقول: «سينشأ الصراع حتماً في كلّ علاقة يندمج فيها شخصان مع قصصهم وأحلامهم وقيمهم وعاداتهم… إنّه دمج عالمين في عالم ثالث جديد اسمه علاقة زوجيّة… تميل غريزتنا الأولى إلى القتال أو الهرب، إنّما لا يجب أن تكون كذلك، فالزواج هو فرصة للنموّ والتواصل للتعبير عن احتياجاتك والاستماع الى احتياجات شريكك… إنّه فرصة للتوجّه نحو بعضكم البعض بدلاً من الابتعاد عن بعضكم البعض».
ويكمل: «غالباً ما يكون الأزواج الذين يتصارعون أقوى من الأزواج الذين لا يتصارعون.. ليس الصراع ما يجعلهم أقوى، بل ما يحدث بعد الصراع… الإدراك أن علاقتهم أكثر أهميّة من خلافاتهم: يتقاتلون ويتعلّمون شيئاً جديداً عن بعضهم البعض ويتسامحون ويتقبّلون الأخطاء ويجدّدون مشاعر الحبّ. فالزواج الحقيقي ليس مثاليّاً، والزواج المثالي ليس حقيقيّاً».
وعن العناصر التي تجعل العلاقة ناجحة، يقول: «مكوّنات الزواج الحقيقي هي الاحترام والصراع والمعارك والثقة والإيمان والدموع والأذية والابتسامة والضحكة والصبر والاتّصال والتواصل والتوافق والحبّ والغيرة. ولا يمكننا أن نختار حسب الطلب، سنمرّ بكلّ تلك الحالات ولكن يمكننا أن نتحكّم بمعدّل كلّ حالة ووقتها على حدة. لذلك علينا أن نضاعف الإيجابيّة ونقلّص السلبيّة، فليس من المفترض أن نربح أو نخسر الجدال مع من نحبّ. من المفترض أن نتوصّل إلى تفاهم واتّفاق متبادل. فاستمعي جيّداً لما يقوله بهدف الالتقاء في منتصف الطريق ولا تهتمّي بحججك بغية إثبات أنّك محقة بل المشاركة لحلّ الخلافات وإلّا فالخسارة مشتركة».
ويختم خوري: «تكلفة أن نكون على حقّ هو أنّ يكون الشريك على خطأ. فعلى الشريكين أن يتنازلا عن الكبرياء ويحاولا فهم أنّ الشريك أيضاً على حقّ من وجهة نظره، ويتواصلا بشكل إيجابيّ للوصول إلى قاسم مشترك بدلاً من محاولة كسب نقطة على حساب الآخر». لذا لنسأل أنفسنا في المرّة القادمة: هل الأفضل أن نكون على حقّ أو أن يكون لدينا علاقة ناجحة؟
اقرئي أيضاً: تتحضرين ليوم زفافك؟ هذه الفساتين ستجعلك محطّ أنظار الجميع