أخبار

سيّدات فتحن طريق الريادة

دينا زين الدين-بيروت
جميعنا نحلم ولا نجد في داخلنا الجرأة لتحويل الحلم إلى حقيقة، لكنّ هناك نساء لامسن بإنجازاتهنّ حدود الحلم، تبعن طموحاتهنّ ووصلن إلى مناصب ومهن ظلّت لوقت طويل محصورة بالرجال، فأثبتن لبنات حوّاء أنّه لا يوجد حلم مستحيل، وأنّ الإرادة الصلبة والرغبة الحقيقيّة كفيلتان بتسخير العقبات لتحقيق المعجزات. وفي 8 مارس من كلّ عام أي يوم المرأة العالمي، نحتفل بهنّ ونلقي الضوء على نجاحاتهنّ لنستلهم منهنّ قصص نجاحاتنا الخاصّة.

أوّل امرأة تفوز بجائزة نوبل
لا يمكن الحديث عن النساء المميّزات والمبدعات في التاريخ الحديث من دون ذكر مدام كوري أو Marie Skłodowska–Curie عالمة الفيزياء والكيمياء التي كانت أوّل امرأة تفوز بجائزة نوبل في العام 1903 عن مجال الفيزياء، وحصلت عليها مرة ثانية عن مجال الكيمياء، وكانت أوّل سيدة تحصل على لقب أستاذة جامعيّة في جامعة باريس.

المرأة الحديديّة
يمكن القول إنّها من أكثر الأشخاص تأثيراً في تاريخ بريطانيا، Margaret Thatcher أو المرأة الحديديّة التي أرعبت عشرات السياسيين بمواقفها الصلبة وآرائها الصارمة وإنجازاتها الاستثنائيّة في رئاسة وزراء بريطانيا التي تولّتها من سنة 1979 إلى 1990، لتكون أوّل امرأة بريطانيّة تتسلّم هذا المنصب.

القاضية المغربيّة
تفتخر المغرب بالكثير من سيداتها اللواتي حقّقن إنجازات هامة، نذكر منهنّ ثريا الشاوي أول كابتن طائرة في العالم العربي، والتي نالت شهادة الطيران في العام 1951 وكانت اوّل امرأة مارست هذه المهنة بعد أن سبقتها نساء أميركيات وأوروبيات على التحليق في السماء. سلوى الفاسي الفهري، هي أوّل قاضية في العالم العربي، إذ عملت كقاض في المحاكم الإداريّة المغربيّة. غيثة الخيّاط، هي أوّل مرشّحة في العالم العربي لجائزة نوبل، لكنّها لم تحصل عليها لتكون توكل كرمان أوّل امرأة عربيّة تحصل على جائزة نوبل للسلام في العام 2011.

وحيدة في الفضاء
بعد عامين من بلوغ Yuri Gagarin الفضاء، كانت Valentina Tereshkova الشابة الروسيّة التي لم تتعدّ الـ26 من عمرها، أوّل امرأة تسافر بمفردها في الفضاء وذلك في العام 1963، لتتحوّل إلى بطلة في بلدها ولتثبت أنّ النساء قادرات على التحمّل تماماً كالرجال وربما أكثر، فهي اعترفت بأنّها خضعت لتدريبات قاسية جداً جسدياً ونفسيّاً، وبأنّ رحلتها لم تكن سهلة كما حاول إعلام الاتحاد السوفياتي إشاعته وقتها.

أمّ الأطباء
هي زهيرة عابدين التي تمتّعت بذكاء شديد خوّلها أن تتفوّق في دراستها للطب، وتكون أوّل طبيبة تعيّن في هيئة التدريس في الجامعات المصريّة بعد نجاحها في امتحان الزمالة بالجمعيّة الطبيّة في بريطانيا في العام 1949، فكانت أيضاً أوّل طبيبة عربيّة تنال هذه الشهادة، وتحصل على درجة كليّة الأطباء الملكيّة في لندن. قدّمت خلال مسيرتها المهنيّة أكثر من 120 بحثاً علمياً، وحصلت على العديد من الجوائز، ما دفع نقابة الأطباء المصريّة إلى منحها لقب «أم الأطباء» في مصر العام 1990.

رئيسة الجمهوريّة
أوّل رئيسة جمهوريّة في العالم انتخبت مباشرة من الشعب هي Vigdís Finnbogadóttir، حكمت إيسلندا بين العامين 1980 و1996 وتعتبر أكثر امرأة بقيت على سدّة الحكم. استطاعت أن تضبط بلادها وتحكمها بيد من حديد، لا سيما أنّها حقّقت نجاحات في العديد من المجالات الاقتصاديّة والسياسيّة.

الإرث هو السبب
ورثت بناظير بوتو السياسة عن والدها، لكنّ ذكاءها الشديد وحضورها القوي وثقافتها الواسعة وقدرتها على اتخاذ قرارات بنّاءة، كل هذه الصفات خوّلتها لأن تتولّى منصب رئاسة وزراء باكستان في العام 1988 فكانت أول وأصغر رئيسة وزراء في دولة إسلاميّة.

سيّدة الطائرة الحربيّة
عائشة فاروق هي أوّل امرأة باكستانيّة تصبح قائدة لطائرة مقاتلة خلال شهر فبراير من العام الفائت، وقد بدأت بالعمل الفعلي لخدمة جيش بلادها، وهي واحدة من 19 قائدة طائرة متدرّبة في القوات الجويّة الباكستانيّة، خمس منهنّ صرن بالفعل قائدات طائرات مقاتلة لكنهنّ لم يجتزن الاختبار النهائي الذي اجتازته عائشة بفضل ذكائها المتّقد وقدرتها الجسديّة والنفسيّة على تحمّل الضغط.

الوزيرة الأهم
صحيح أنّها ليست الوزيرة الأولى في العالم العربي، لكنّها الوزيرة الأولى في الإمارات، كما أنّ الدور الذي لعبته في بلدها يجعلها من النساء الإماراتيّات اللواتي تركن ويتركن آثاراً واضحة في مجتمعهن. فالشيخة لبنى القاسمي التي تولّت وزارة الاقتصاد والتخطيط في العام 2004، وهي اليوم وزيرة التعاون والتنمية الدوليّة، شخصيّة معروفة باتساع مداركها ومشاركاتها في العديد من المؤتمرات والمناسبات الحيويّة، لا سيما في مجالات التجارة والتكنولوجيا والقضايا التي تتعلّق بالمرأة، هي ناجحة في الأمور الإداريّة، وحاصلة على عدد كبير من الجوائز والتكريمات.

وجوه من الكويت
وفي الكويت، تعدّ الدكتورة معصومة مبارك من أكثر الوجوه النسائيّة الفاعلة في مجال الحياة السياسيّة، فهي كانت أوّل وزيرة كويتيّة حيث استلمت وزارة التخطيط والشؤون الإداريّة في العام 2005، كما تعتبر أول امرأة عضو في مجلس النوّاب، إذ فازت في انتخابات مجلس الأمة الكويتي العام 2009، وحصلت على المركز الأول في الدائرة الانتخابيّة الأولى.
يُشهد للكويت أيضاً أنّها كانت أوّل دولة خليجيّة تعيّن السفيرة نبيلة الملا ممثلة دائمة للبلاد لدى الأمم المتحدة في الفترة من 2004 إلى 2006، وكان سبق للملا أن شغلت وللمرة الأولى أيضاً منصب سفيرة بلادها في زيمبابوي العام 1993.
أمّا في المجال الإعلامي، فإنّ بيبي خالد المرزوق هي أوّل رئيسة مجلس إدارة ورئيسة تحرير لجريدة عربيّة يوميّة هي جريدة الأنباء الكويتيّة، وقد عيّنت في هذا المنصب العام 1995.

دعوة إلى العشاء من Obama
حقّقت المهندسة فاطمة جاسم خلفان إنجازاً هو الأول من نوعه على مستوى العالم في مجال التكنولوجيا، ما دفع شركة Microsoft العالميّة إلى منحها شهادة نادرة تكريماً لها. طوّرت المهندسة الشابة برنامج Power Point العالمي لتصميم الفلل والمباني هندسياً، والذي يعد الأول من نوعه على مستوى العالم. تلقّت المهندسة الإماراتيّة دعوة إلى العشاء من الرئيس الأميركي Barack Obama احتفاء بإنجازها، بعد أن حصلت على جائزة «الشيخة شمسة بنت سهيل للمبدعات» في دورتها للعام 2013 في مجال الاقتصاد والأعمال.

حصّة المرأة السعوديّة
طريق المرأة السعوديّة في عالم الأعمال والرياضة والسياسة لم يكن معبّداً بالورود، فهناك الكثير من العادات والتقاليد والقيود الاجتماعيّة التي حدّت من حركتها والتي بدأت بالزوال مع القرارات الإيجابيّة التي صدرت عن الملك عبدالله بن عبد العزيز، والتي ساعدت في أن يزداد حضور السعوديّات في مختلف المجالات الحياتيّة.

المذيعة الأولى
البداية مع منى أبو سليمان وهي أوّل مذيعة سعوديّة تظهر على الفضائيات العربيّة. شاركت في تقديم برنامج «كلام نواعم» على قناة MBC في العام 2001 وألقت من خلال عملها الإعلامي الضوء على العديد من المشاكل التي تواجه المرأة السعوديّة خصوصاً والعربيّة عموماً.

أوّل رئيسة تحرير
وفي مجال ليس ببعيد عن مجال التقديم التلفزيوني، ضجّت الأوساط السعوديّة بخبر تعيين سمية الجبرتي رئيسة تحرير صحيفة Saudi Gazette بعد أن كانت نائب رئيس تحريرها، لتصير أوّل سعوديّة تتبوأ هذا المنصب. وكانت الجبرتي عملت في صحيفة Arab News لمدة تسع سنوات قبل أن تنضم إلى Saudi Gazette في العام 2011.

رياضيّات بارزات
أمّا في مجال الرياضة، فبرزت ثلاثة أسماء هي: رها المحرق التي تعتبر أوّل وأصغر عربيّة وسعوديّة تتسلّق قمّة جبل Everest العام الماضي، كما أنّها تسلّقت 7 من أعلى قمم العالم. الرياضيّة دلما ملحس وهي أوّل فارسة سعوديّة تشارك في دورة الألعاب الأولمبيّة الصيفيّة في العام 2010، والرياضيّة سحر الشمراني وهي ثاني امرأة عربيّة بعد الإماراتيّة دانة الحمادي وأوّل امرأة سعوديّة تقوم برحلة إلى القطب المتجمّد الجنوبي.

المدافعة عن الحقوق
بعد صدور قرار عن وزارة العدل السعوديّة يسمح للمرأة بممارسة مهنة المحاماة ومزاولة الترافع تحت قبّة المحاكم، افتتحت المحامية والمستشارة القانونيّة بيان بنت محمود زهران مكتبها الرسمي الأول كمحامية على مستوى المملكة مطلع العام الجاري، وبدأت في ممارسة هذه المهنة التي كانت لوقت طويل حكراً على الرجال. وفي سياق مشابه، فإنّ سفانة دحلان تعتبر أوّل امرأة سعوديّة نالت موافقة وزارة التعليم العالي على تدريس القانون وممارسة المحاماة، ومن بعدها فُتح المجال للنساء.

التقنيّة الحيويّة
تعد حياة سندي أول امرأة عربيّة وسعوديّة حاصلة على شهادة الدكتوراه في مجال التقنيّة الحيويّة من جامعة Cambridge، وقد شاركت في إنشاء مشروع «التشخيص للجميع» الذي يهدف إلى تحسين الخدمات الصحيّة في بلدان العالم النامية، كما أنشأت معهد «التخيّل والبراعة» الذي تتولّى رئاسته، وهو معهد يستهدف بناء نظام إيكولوجي للمشاريع والابتكارات الاجتماعيّة للعلميين والتكنولوجيين والمهندسين في منطقة الشرق الأوسط، وقد اختيرت ضمن قائمة Arabian Business لأقوى 100 امرأة عربيّة للعامين الماضيين.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية